التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 04:06 ص , بتوقيت القاهرة

نيل هيكس: الاستثمارات الأمريكية في مصر أهم من المساعدات

قال الكاتب الأمريكي، نيل هيكس، في مقاله بصحيفة "هافنجتون بوست"، إن الولايات المتحدة يجب أن تغير من استراتيجية المساعدات السنوية المقدمة لمصر، بحيث ترتكز  في المقام الأول على إنعاش الاقتصاد المصري ودفع عجلته، مشيرا إلى أن واشنطن بإمكانها أن تستغل المؤتمر الدولي التي تستضيفه مصر في شهر مارس المقبل لدعم التنمية الاقتصادية لتحقيق تلك الأهداف، لاسيما بعد التغييرات التي طرأت على البلاد منذ عام 2011  والتحديات التي تواجهها بعد أربع سنوات من الاضطرابات السياسية.


وأضاف مدير برنامج الدفاع عن حقوق الإنسان بمنظمة "هيومن رايتس فيرست": "يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دورا نشطا في استثمار عشرات المليارات من الدولارات المقدمة لمصر، والتي يجب أن تتمثل في مساعدات مالية  وقروض واستثمارات، ولكن يجب أن تكون تلك المساعدات مشروطة بالإصلاحات الأساسية، مثل حماية حقوق الإنسان والحريات وتوفير الحرية المكفولة لمنظمات المجتمع المدني للعمل بحرية".


ورأى هيكس، أن الأموال المستثمرة من قبل واشنطن في تعزيز الانتعاش وإعادة بناء  الاقتصاد المصري ستعود بالنفع  على الخزانة الأمريكية أيضا من خلال إحياء التجارة والتبادل التجاري بين البلدين، موضحا أنه في حال نجاح مصر في دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق النمو التي هي بأمس الحاجة إليه في الفترة الراهنة لتوفير ملايين من فرص العمل للشباب، سيعود بالنفع على المنطقة وخارجها أيضا بشكل كبير.


واعتبر الكاتب الأمريكي أن ارتكاز المساعدات الأمريكية لمصر لإنعاش اقتصادها هو الحل الأمثل، لأن عدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي والخلل السياسي، التي شهدته مصر، أضر بمصالح الولايات المتحدة، لافتا إلى أن واشنطن من الممكن أن تستفيد بشكل كبير في حال وجود حليف وحاكم قوي يستطيع السيطرة على التمرد التي تشهده سيناء، ويكون هو القوة التي تستعيد استقرار ليبيا.


واستكمل هيكس: "الجيش المصري كان يتمتع بسيطرة مباشرة وغير مباشرة  على البلاد منذ تأسيس حركة الضباط الأحرار عام 1952، ومنذ عام 1979، كانت مصر حليفا عسكريا قويا للولايات المتحدة، وهيمنة الجيش على المشهد السياسي أعاق ظهور المنافسة السياسية المدنية، وترك فراع استغله المتطرفون على الرغم من تطلعات ملايين من المصريين في حكومة غير فاسدة".


واتفق الكاتب الأمريكي في الرأي مع الباحث الأمريكي ستيفن كوك، في مقاله المنشور بصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، 6 يناير،  الذي دعا فيه الإدارة الأمريكية إلى ضرورة ضخ مزيد من الأموال إلى برنامج المساعدة العسكرية السنوية المقدمة للقاهرة للتأكيد على التزام واشنطن بتعهداتها، ومن أجل تحقيق الإنتعاش الاقتصادي واستعادة البلاد للأمن والسلام، الأمر الذي سينجح في إعادة بناء العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن نيل هيكس اعتبر أن آراءه بشأن تزويد المساعدات العسكرية ستعود بقليل من المنفعة على  غالبية المصريين، في حين أن تعظيم الدور الأمريكي في إنعاش الاقتصاد عن طريق الاستثمار قد يكون أكثر جدوى في تحقيق الاستقرار بمصر.