التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 10:31 م , بتوقيت القاهرة

لسه الأماني ممكنة.. إمبراطوريات اقتصادية بدأت من الصفر

هل روادتك الأحلام بأن تكون من أثرياء العالم؟، هل تخيلت مرة أن طموحك  قد يدفعك لتصبح صاحب أكبر مؤسسات العالم؟، إن بداية النجاح هي الفكرة، فطالما كنت قادرا على بلورتها بطموحك وإصرارك، فنجاحك مضمون، فإذا نظرت إلى "بيل جيتس" أو "مارك زوكربيرغ" أو "وارن بافت" فما هم إلا أشخاص عاديين استطاعوا بالعمل والفكر تطوير مشروعاتهم لتصبح إمبراطوريات ناجحة، وللتعرف أكثر على رحلات تكوين الإمبراطوريات الاقتصادية ابحر معنا في أسرار ودروب كل إمبراطورية.


بيل جيتس


تربع بيل جيتس على صدارة الأشخاص الأغنى في العالم لعام 2014، وبلغ صافي ثروته 76 مليار دولار،  بحسب "فوربس" والتي كان مصدرها شركة مايكروسوفت، التي أسسها عام 1975، مع رجل الأعمال الأمريكي "بول آلان"، وصنع "بيل" ثروته بنفسه، ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدر بـ 9% .


ولد "بيل" في سياتل، بواشنطن في 1955، وهو من أصل اسكتلندي، وكان والده محاميا بارزا، كما شغلت والدته منصبا إداريا في جامعة واشنطن، و هو في سن الثالثة عشر، بدأ بيل شغفه بالحاسوب حين قررت المدرسة شراء حسابات مستخدمين بمدة زمنية محددة لطلبتها، لأن أجهزة الحاسوب في ذلك الوقت كانت كبيرة ومكلفة، فكان يمضي غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلا بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنه أهمل واجباته وتغيب عن صفوفه الدراسية في بعض الأحيان.


وقرر جيتس وصديقه "بيل آلان" أن يؤسسا شركة صغيرة خاصة بهم، أسموها "Traf-O-Data"، وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع، وحققت هذه الشركة الصغيرة ربحا مقداره 20 ألف دولار أمريكي في عامها الأول، وكان بيل حينئذ في المرحلة الثانوية، واستمرت الشركة في العمل حتى دخول بيل الجامعة.


واستمر هوس بيل وصديقه بالحاسوب ولم يهتما بدراستهما، وفي عام 1974 قامت شركة ميتس بإنتاج حاسوب "ألتير 8800" أول حاسوب ميكروي مخصص للأغراض التجارية، فاتصلا بالشركة المصصمة وأشار لهم أنهم استطاعوا تطوير برنامج مترجم للحاسوب مكتوبا بلغة البرمجة بيسك " "Altair BASIC – interpreter، فتعاقدت الشركة معهم لشراء حقوق الملكية للبرنامج، وترك بيل جامعة هارفارد وانتقل للعمل مع بول في تطوير البرمجيات بشركة ميتس،  حينها أدرك الاثنان أن المستقبل يكمن في سوق البرمجيات وأن عليهما أن يتصدرا هذا الدرب.



بعد النجاح الباهر الذي حققه كل من بيل جيتس وصديقه مع شركة ميتس، قرر الاثنان في منتصف عام 1975، إنشاء شراكة خاصة بينهما لتطوير البرامج، أسمياها "Micro-Soft" ، وامتلك بيل جيتس نسبة 60% من حجم الشركة، بينما حصل "بول آلان" على الـ40% الباقية، واحتاج بيل للحصول على الحصة الأكبر لتفرغه للعمل في الشركة، بينما كان بول ما يزال موظفا بدوام كامل لدى شركة ميتس.


واستمرت مايكروسوفت في التطوير والنجاح حتى اليوم، وبلغ دخل مايكروسوفت السنوي 77.65 مليار دولار في عام 2013، بحسب موقع "ماركت ووتش".


مارك زوكربيرغ


جميعنا يعرف موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الذي يعتبر أكبر موقع اجتماعي في العالم، وأسسه المبرمج الأمريكي مارك زوكربيرغ، والذي يبلغ 30عاما، وتبلغ ثروته نحو 31.5 مليار دولار، فكيف كون هذا الشخص العادي تلك الإمبراطورية الكبيرة؟


ولد زوكربيرج في نيويورك، كان والده طبيب أسنان، وكانت أمه طبيبة نفسية، وتطورت اهتمامات مارك بالكمبيوتر منذ طفولته المبكرة فهو مبرمج كمبيوتر، ، وقام بتطوير العديد من الألعاب و البرامج، وكان أولها برنامج للتواصل سماه "Zucknet" في سن الثانية عشر، وقام والده باستخدامه في العيادة بحيث تستطيع الممرضة التواصل معه بدون الحاجة لأن تقوم بزيارة غرفته.


في مارس عام 2003 ، أسس زوكربيرغ موقعا على الإنترنت أطلق عليه اسم فيس ماتش Facematch، بالاشتراك مع ثلاثة من أصدقائه في جامعة هارفارد، وأخذ مارك في تطوير الفكره، وتوجه بعد ذلك لمشروعه الخاص وهو إنشاء فيس بوك، وفى عام 2004 ترك الجامعة وكرس وقتة للعمل في موقع "فيس بوك" وذلك بعدما وصل عدد المستخدمين إلى أكثر من مليون مستخدم.


وأخذ مارك في تطوير تطبيقات وخدمات موقعه، حتى أصبح اليوم الشبكة الأكثر شعبية في العالم، والتي تجلب ملايين الدولارات، وبلغ ربح فيس بوك في الربع الثاني فقط من 2014 نحو 1.39 مليار دولار، وتدفع الشركات أرقام هائلة للإعلانات على الموقع الاجتماعي، ومن هنا يتضح أن مارك استثمر موهبته وشغفة بالتكنولوجيا، ليتحول بها إلى رجل أعمال ناجح، ويضمن له مكانا بين أغنياء العالم.



وارن بافت


هو رجل أعمال وأشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك، وهو رئيس مجلس إدارة شركة "بيركشير هاثاواي"، ويعتبر ثالث أغنى أغنياء العالم لعام 2014،  بحسب مجلة فوربس الأمريكية، بثروة 65.6 مليا دولار، بعد أن كان أغنى رجل بالعالم لعام 2009، بثروة 40 مليار دولار.


ولد وارن بافت عام 1930 في أوماها بولاية نبراسكا، وكانت عائلته تدير متجرا للبقوليات في أوماها في الفترة بين عامي1869 و1969، وكان والده سمسارا في سوق الأسهم وعضوا في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري، وكانت أمه سيدة منزل.


وبعد تخرجه عمل سمسارا في مؤسسه والده، ومدرسا لمادة التجارة في الصفوف المسائية، وفي عام1954  حصل على وظيفة براتب 12 ألف دولار في السنة في نيويورك، إذ كان يساعد في إدارة شركة "غراهام المتضامنة للاستثمار"، وفي عام 1956 أسس بافيت شركة "أسوشيتس المحدودة" برأس مال 105 ألف دولار، جمعه من الأصدقاء وأفراد العائلة، ثم أسس في وقت لاحق شركتين متضامنتين ليدمج الشركات الثلاثة في نهاية الأمر.


وبعد خمس سنوات أصبحت الشركة المتضامنة تساوي 7.2 مليون دولار، وزادت ثروة بافيت عن مليون دولار، وفي نفس العام تم دمج كافة الشركات المتضامنة في "بافيت بارتنر شيبس المحدودة" التي بدأت تشتري أسهم "بيركشير هاثواي"، و"نيو بيدفورد" المتعثرة، و"ماس تيكستايل ميل" مقابل أقل من 7.6 دولارات للسهم الواحد، كما استخدم رأس مال بيركشاير في الاستثمار في القطاعات التجارية الأخرى مثل قطاع التأمين.



ومع مطلع عام 1963 أصبحت بافيت بارتنر شيبس المحدودة أكبر مالك للأسهم في بيركشاير، وسيطر عليها في عام 1965، وفي عام 1967 فاقت ثروة بافت الصافية 10 ملايين دولار، وفي تلك السنة اشترت "بيركشاير هاثواي" شركة" ناشونال إندمنتي للتأمين" مقابل 8.6 مليون دولار.


وتملك بيركشاير الآن مجموعة متنوعة من الشركات بما في ذلك الحلويات والسكك الحديدية، والتجزئة، والمفروشات المنزلية، والموسوعات، ومصنعين من المكانس الكهربائية، ومبيعات المجوهرات، ووفقا لقائمة مجلة فوربس جلوبال 2000، بيركشاير هاثاواي هي ثامن أكبر شركة عامة في العالم، وحصلت على المركز الرابع كأكثر الشركات إثارة للإعجاب على مستوى العالم لعام 2014 حسب مجلة "فورتشن"


إن قصة وارن بافيت هي قصة رجل حقق ثروة تجاوزت 65 مليار دولار، دون أن يستفيد من أي إرث، أو أن يتولى تجارة عائلية كنقطة انطلاق، إن مجموعة بافيت "بركشاير هاثواي"، متداولة في بورصة نيويورك NYSE ، ويعتبر سهماها من فئتتي (أ) و (ب) أغلى سهمين كلفةً على الإطلاق في الأسواق العالمية، وما يمكن أن نستنتجه من هنا أنه لا سر لبناء الثروة، وأن كل مستثمر قادر عبر التخطيط الناجح والكفاح والطموح تحقيق الثروة.