التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 05:32 م , بتوقيت القاهرة

خدمات البث الموسيقي تغزو أسواق جديدة خلال 2015

أحدث الاستماع إلى الموسيقى بالبث التدفقي ثورة في عالم الموسيقى، ومتوقع أن يستمر في غزو العالم، إذ تهدف الشركات الموسيقية الآن إلى استغلال قدرات الأسواق الناشئة الكبيرة.

كتب الكثير عن "سبوتيفاي" ومنافساتها خلال عام 2014، واستمرت في جذب المزيد من المستخدمين والانتقادات أيضا، لا سيما من نجمة البوب، تايلور سويفت، فقد سحبت المغنية الأميركية، صاحبة أكبر عدد من الاسطوانات مبيعا هذه السنة في الولايات المتحدة، أغنياتها من الموقع الموسيقي عبر الإنترنت، ما أثار ضجة كبيرة.

وتتهم سويفت والذين ينتقدون مواقع البث التدفقي، التي تسمح لمستخدميها الاستماع إلى الموسيقى، انطلاقا من كاتالوغ واسع على حواسيبهم أو أجهزتهم النقالة مجانا، أو في مقابل اشتراك شهري زهيد، بعدم دفع ما يكفي للفنانين من حقوق، والمساهمة في انقراض الاسطوانات. 


ورغم أن سعي الدول الناشئة للدخول إلى الحلبة قد يغير المعادلة، ففي دول مثل الصين وإندونيسيا والهند، يشكل البث التدفقي الوسيلة المثلى، كما كان الهاتف النقال من قبل، لجذب طبقة متوسطة ناشئة، غير معتادة بعد على تشكيل مجموعات موسيقية على شكل اسطوانات "سي دي" أو "إم بي 3".

وقد وقعت "وارنر ميوزيك" قبل فترة قصيرة، عقدا مع الشركة الصينية "تنسنت"، يشمل البث التدفقي في أول اتفاق من نوعه، لأحد الشركات الثلاث الكبرى في المجال الموسيقي في العالم في أكثر بلد تعدادا للسكان.

أما شركة "فوكليب" التي أسست في كاليفورنيا عام 2008، وتعتبر الأولى في مجالات بث أشرطة الفيديو عند الطلب في الدول الناشئة، فقد تابعت عن كثب تسارع الطلب في هذه الدول، ويقول المدير العام للشركة، نخيل جاكاتدار: "إنه السباق إلى الذهب هناك".

ويستكمل جاكاتدار لوكالة فرانس برس: "قبل سنة ونصف السنة لم يكن لدينا أي منافس تقريبا، أما الآن أجد في كل يوم استفيق فيه، منافسا جديدا قد انطلق في هذا المجال"، ويعزو ذلك إلى وجود خدمة إنترنت أفضل، أكثر سرعة وأقل كلفة، ما يسمح للسكان الأقل يسرا، بمشاهدة أشرطة فيديو، والاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت انطلاقا من جهاز نقال.


ويضيف جاكاتدار أن: "المحتويات التي يحبها المستهلكون إقليمية الطابع، فالهندي يهتم بالموسيقى الهندية، وكل دولة لها سوقها الخاصة"، ويوضح أن تنوع الأذواق أحد التحديات، المراد تجاوزها لغزو مناطق جديدة، فضلا عن أن البوب الغربي غير محبوب في كل مناطق العالم.

"فوكليب" التي تؤكد أن لديها 120 مليون مستخدم، تعتد أيضا بأنها سهلت عملية تسديد الفاتورة على زبائنها غير المعتادين على بطاقات الائتمان أو الاشتراكات الشهرية، ورغم أن الشركة الكاليفورنية لم تدخل السوق الصينية بعد، إلا أنها تتوقع نموا قويا، خاصة في الهند وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وكان دخول الشركات الرائدة، مثل "سبوتيفاي" و"ديزر" و"رابسودي" إلى سوق أميركا الجنوبية سهل نسبيا، إذ إن الأذواق الموسيقية فيها قريبة من الميول الغربية، وقد ارتفعت عائدات الأوساط الموسيقية في أميركا اللاتينية، بنسبة 124 % بين عامي 2010 و2013، أي أكثر بكثير من المعدل العالمي، على ما يفيد الاتحاد الدولي لصناعات الموسيقى.


وعلى جانب آخر، إن غزو السوق الآسيوية أصعب، فـ"سبوتيفاي" الحاضرة في 58 بلد في العالم، متوافرة في حفنة من الدول الآسيوية فقط، إذ تتقدم عليها الشركات المحلية المنافسة، فتسمح شركة "غانا.كوم" فرع مجموعة "ذي تايمز أوف إنديا" الإعلامية، لمستخدميها بالوصول إلى آلاف اللوائح الموسيقية والإذاعية، بما في ذلك تصنيف أفضل 20 أغنية باللغة الهندية.

ويتوقع أن تتجاوز الهند الولايات المتحدة لتحتل المرتبة الثانية، في عدد مستخدمي الإنترنت في العالم، ويحتمل أن يزيد استهلاكها للموسيقي الرقمية بنسبة 22 % بحلول العام 2016، كما تذكر شركة الاستشارات "كاي بي إم جي".