"الموت مر من هنا"، هذا هو العنوان الأبرز لحادث قطار الإسكندرية الذي أسفر عن مقتل 41 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، مشاهد متكررة في كوارث ربما اعتدنا عليها بسبب الإهمال وغياب الرقابة، الدماء والأشلاء حولك كأنها مذبحة حرب، وأصوات البكاء والعويل في أذنيك تدخلك في صدمة، ناهيك عن صرخات الاستغاثة التي سترفع نبضات قلبك إلى أعلى معدلاتها ثم تخفضها فجأة وكأن شبح الموت قد مر من أمامك ليسحبك في رحلة مع الجثث المتراكمة إلى العالم الأخر، بهذه الكلمات روى عدد من شهود العيان في حادث القطار لـ "دوت مصر" عن أصعب لحظات حياتهم.

سيطرت على الشهود نبرات الحزن والأسى وهم يسردون أصعب اللحظات الإنسانية التي شاهدوها لعائلات الأسر التي كانت برفقه الضحايا، وتربعت على تلك المشاهد الصعبة، والتي يتذكرها أحد الشهود، ويدعى "مصطفى أنور"، وجه أب كان يستغيث بهم لإنقاذ ابنته من تحت حطام أحد القطارات، ورغم غمر وجهه بالدماء إلا أن هذا لم يمنعه من مواصلة الاستغاثة بالناس لإنقاذ ابنته، ومحاولته البحث عن سكينا أو كوريك لقطع يد ابنته التي انحسرت تحت أثقال الحطام لإنقاذ باقي جسدها، وهو ما دعا إلى تجميع 20  شخصًا ممن كانوا يتجمهرون لإنقاذ الضحايا لينجحوا في النهاية إلى انتشالها، ولكن حالتها كانت بالغة السوء، لحاجتها الشديدة لنقل دم، بعد النجاح في إيصالها للمستشفى سريعا لتدخل العناية المركزة.

ويقول "أنور": "بعد نقلها للمشفى عدنا من جديد لموقع الحادث لإنقاذ باقي الضحايا، لتستمر المشاهد الصعبة المتمثلة في فقدان عدد من الآباء لأبنائهم دون العثور عليهم".

أما الحاجة فريدة -شاهدة عيان- فقد حكت عن أصعب مشهد لامرأة في عمر الـ35 كانت تجلس بجوار أبنائها اللذين قتلوا جميعًا، والصدمة تسيطر عليها، وهي تكلمهم ولا تصدق أنهم أصبحوا في عداد الضحايا، مؤكدة بالقول: "كان مشهد يقطع القلب .

أما حسين عبدالهادي -شاهد عيان - فقد أكد أن صوت الارتطام بين القطارين كان قويًا جدًا، وأنهم لجأوا إلى توقيف عدد من السيارات لنقل الضحايا لتأخر وصول سيارات الإسعاف.

وأشاد "عبدالهادي" بدور رجال القوات المسلحة التي نجحت في نقل عدد كبير من الضحايا إلى المستشفيات، وأنهم كانوا كتفًا بكتف إلى جانب المواطنين الذين هرولوا إلى موقع الحادث لإنقاذ الضحايا.

أما الحاج سعد عثمان فقد حكى عن مشهد لأم عجزت عن إنقاذ ابنتها بعد أن لقت مصرعها بين الكراسي.

وعبر "عثمان" عن غضبه من عدم جاهزية المستشفيات لاستقبال الضحايا، مناشدًا بتوفير الاستعدادات اللازمة بالمستشفيات الحكومية لمواجهة مثل تلك الأزمات لاستقبال الحالات الصعبة، في الوقت الذي نجح فيه رجال القوات المسلحة في إنقاذ عدد كبير من الضحايا اللذين كانوا تحت عجلات القطار، مؤكدًا أن رجالها كانوا الأسرع في الهرولة إلى الضحايا لإنقاذهم.

اقرأ أيضا: 

استدعاء رئيس هيئة السكك الحديدية للتحقيق في حادث قطار الإسكندرية

ملك الأردن يعزي السيسي في ضحايا قطار الإسكندرية