التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 09:40 م , بتوقيت القاهرة

قاسم سليماني ..قائد فيلق القدس ومهندس الإرهاب في الشرق الأوسط

يمثل رأس حربة الإرهاب في الشرق الأوسط، هو أحد صقور دولة الملالي، للانقضاض على فرائسه المناهضة لوجوده، يتحرك بسرية تامة لإشعال الحرائق، لذا يكون ظهوره نادرا جدا، ومحسوبا بعناية تعتمد على تحكمه الكبير في تصرفاته الذاتية، يضمر الشرور لدول الجوار، وهو يحرك أذرعه الإرهابية في الشرق الأوسط، وعلى مدار عقدين من الزمان تحول قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري إلى مهندس الإرهاب في الشرق الأوسط لتصنفه الولايات المتحدة على لائحتها للإرهاب.


 


فقر يصنعه قائدا


امتلك "سليماني" نزعة كبيرة للثراء نظرا لمعاناته الشديدة من الفقر الكبير الذى رافق طفولته بقريته "رابورد" بمدينة كرمان الإيرانية، والذى قاده الى العمل باليومية ليعول أسرته ماديا، وهو ما يفسرنهمه الشديد لتوسعة امبراطورية الحرس الثوري الاقتصادية منذ اختياره رئيسا له، بعد الثورة الإسلامية في إيران، التي أطاحت بنظام بالشاه، بعد خطة المؤامرة التي شارك فيها إلى جانب رجال الدين الذى اغرم بهم ليخلع الشاه عن عرشه ليكون مساهما إلى جانب الشيخ رضا كامياب – أشهر رجال الدين المعارضين-لخلع رضا بهلوي.


ليلمع حلم الشاب الصغير في تصدر المشهد السياسي من جديد، لدعم ركائز الثورة، فيدفعه طموحه ليكون أول المتطوعين للانضمام للحرس الثوري بعد قرار آية الله الخميني بتشكيله.


قاسم سليمانى2


إخماد تمرد الأكراد بوابة المرور للصعود


كانت أولى التحديات التي واجهت "سليماني" لإثبات دوره في الحرس الثوري، هو إخماد انتفاضة الأكراد التي اندلعت في غرب إيران، ولأن القائد عليه أن يختبر نصره في المعارك، قاد قائد الحرس الثوري حينذاك دورا كبيرا في اخماد تلك الانتفاضة من جانب الكرد، وحينها كان يشغل منصب قائدًا للفيلق (41 ثأر الله)، ليحول "سليماني" فيلقه العسكري لأشجع فيلق لحسم تلك المعركة مع الأكراد، عبر دعم المعارضين منهم لصدام حسين، وبعدها قاد الحرب مع العراق لثماني سنوات، وبعد انتهاء الحرب تم ترقيته لرتبه عميد.


سليمانى فى الفلوجةتدخله في العراق


لم ينته طموح "سليماني “عند حدود اخماد انتفاضه الأكراد، فمع كل نصر له، كان يصنع مكيده جديده لدول الجوار توظيف ميلشياته المسلحة التي يمولها لنشر الفوضى، لخدمة مطامع دولة الملالى، وفور انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ركز"سليمانى" على اختراق النظام العراقي من الداخل، وهو يستغل حادث 11 سبتمبر لدعم الجماعات الطائفية المعارضة لصدام، وبعد سقوط الآخير استمر مخطط "سليماني" للتدخل في الشأن العراقي، ودعم الميلشيات المسلحة التي شاركت مع الجيش العراقي لمحاربة "داعش" ضمن ما يعرف بـ “الحشد الشعبي".


ومع الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، استغل قاسم تلك الجماعات الطائفية العراقية التي تدين بالولاء لبلاده حتى تكون خاصرة في ظهر القوات الأمريكية ما يحول دون إنشاء قاعدة عسكرية للأمريكان تُهدد مصالح إيران بالمنطقة.


الحرس الثورى


جلب المقاتلين في سوريا


لم يقف دعم "سليماني" للميلشيات المسلحة على العراق فقط، ولكنه امتد إلى سوريا، حيث دفع بآلالاف المقاتلين السوريين التابعين للحرس الثوري للقتال إلى جانب عناصر حزب الله لدعم نظام بشار الأسد، وهوما ساهم في استعادة المناطق التي خسرها، وبعد انتصار قوات الروس وفيلق القدس في معركة حلب، شُوهد "سليماني" يتجول بحرية بشوارع حلب مع جنوده ومقاتليه متفاخرًا بما حققته قواته، رغم أنه جاء على حساب آلاف المدنيين.