التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 12:57 م , بتوقيت القاهرة

صورة| العقيد "المنسي" يتحدث عن مثله الأعلى.. أسطورة الصاعقة المصرية

استشهد صباح اليوم العقيد أركان حرب، أحمد المنسي، خلال الاشتباكات بين عدد من الإرهابين ورجال القوات المسلحة بسيناء، على أثر استهداف التنظيمات الإرهابية لأحد الكمائن هناك.


وكان الشهيد قد كشف عن الشخصية التي يعتبرها مثله الأعلى قبل استشهاده بفترة وجيزة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وقال في منشور مرفق بأحد الموضوعات عن أبطال حرب أكتوبر 1973، بالله عليكم تقروا قصة البطل ده وكملوها لأخرها... البطل ده قدوتي ومثلي الأعلى.. البطل ده جندي صاعقة بطل مقاتل متواضع قانع وراضي...البطل ده كلمتي النهاردة في التليفون وقالي كل سنة وانت طيب...اقسم بالله العظيم يا بطل ان مكالمتك عيد لوحدة...ربنا يديم عليك الستر والصحة والسعادة والرضا".


العقيد أحمد المنسي


القصة التي استحلف أصدقائه قراءتها كانت عن تحكي عن معاناة الأسطورة المقاتل عبد الرؤوف جمعة عمران خلال 200 يوم خلف خطوط العدو الصهيوني في أكتوبر 73 بعدما أصيب بطلق ناري عبر سلاح متعدد نفذت إل ظهره واخترقت قدمه ومثانته، في قصة كفاح وبطولة هي الأصعب.


ويعد المقاتل عبد الرؤوف جمعة عمران، من ابناء محافظة سوهاج بطل معركة “السبت الحزين” الذي قهر الإسرائيليين، وفقده التاريخ بين طياته.


ففي صباح السادس من أكتوبر 1973، أسقطت طائرات هليكوبتر عسكرية مصرية كتيبة صاعقة فدائية فيما وصف لاحقا في سجلات وزارة الدفاع على أنها "مهمة بلا عودة"


كانت المهمة إيقاف أي إمدادات إسرائيلية أو إقلاع أو هبوط أي طائرة إسرائيلية من وإلى مطار أبو رديس في عمق سيناء، وتأسيس نقطة استطلاع متقدم في سيناء.


أبيدت الكتيبة بالكامل أثناء تأدية المهمة – التي انتهت بنجاح ساحق – ولم يتبق منها سوى أربعة أفراد فقط على قيد الحياة وحدهم خلف خطوط العدو.


أصيب بدفعة رشاش متعدد انتقامية من مدرعة إسرائيلية مرتبكة تدري قرب نهايتها، واخترقت الطلقات فخذه وظهره لتخرج من ساقة ومثانته.


وبمنتهي الجلد والإصرار وبدون أي تدخل طبي يعالج نفسه بنفسه، ويستمر في عمليته خلف خطوط العدو استطلاعا وتوجيها عبر لاسلكي طيلة مائتين يوم متقافزا فوق كل شبر من رمال سيناء بمنتهي البطولة، ليس لساعات ولا أيام ولا أسابيع .. بل 200 يوم كاملة.


عبد الرؤوف جمعة عمران


في إصابات يفترض بها أن تكون قاتلة للفور، وتستدعي الحجز بالرعاية المركزة، بل لم يبلغ أصلا عن فداحة إصاباته، وإنما علمت بها المخابرات والاستطلاع من أحد رجالها من البدو الذي كان يقوم بإمداده بالطعام والشراب مره كل ثلاثة أيام، بعد أن انقطعت أخباره ثلاثة أسابيع وقيد “مفقود عمليات”.


ابلغ الدليل البدوي قائدة وقال “يا فندم العسكري ده عايش حلاوة روح اللي زيه المفروض يكون اندفن وبنصلي عليه غائب".


ليعود منسحبا على الأقدام وقد لوحت شمس سيناء بشرته وشعثت شعرة وتمزق حذائه العسكري في أواخر شهر أبريل 1974 بعد مرور 7 أشهر على إنزاله وإصاباته القاتلة وعماده دمه بتراب أرض مصر.


ليقف بعد ذلك المشير أحمد إسماعيل أمامه ليؤدي له أمام بطولته الاستثنائية التحية العسكرية وهو بتراب المعركة لم يغير حتى حذائه.