التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 07:13 م , بتوقيت القاهرة

"إسرئيل بتتكلم هندي".. كواليس صفقات تل أبيب ونيودلهي

لم يكن بالأمر العجيب أن تصف وسائل الإعلام الإسرائيلية زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندار مودي، إلى تل أبيب بالزيارة التاريخية، فالعلاقات الهندية الاسرائيلية في مجال التسليح خصوصًا لها شواهد عديدة، لكن الزيارة الحالية التي يجريها مودي في العام الرابع من ولايته ستركز على جانب تكنولوجيا الزراعة والمياه الإسرائيلية.


الزيارة الحالية 7 اتفاقات 


تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الهندي سيوقع 7 اتفاقات في مجالات المياه والزراعة والفضاء والبحث والتطوير.


وتحاول إسرائيل تقديم بعض المساعدات للمزارعين الهنديين من خلال مركز لإرشادهم في طرق الزراعة والري بطرق حديثة، وعبر رئيس الوزراء الهند عن سعادته بتلك الزيارة بقوله على تويتر: "أنتظر بفارغ الصبر هذه الزيارة غير المسبوقة، حيث ستجمع بين البلدين وشعبيهما".


تغريدة مودي


العلاقات العسكرية


تعتبر إسرائيل ثاني مورد للسلاح للهند بعد روسيا، والعلاقات الهندية الإسرائيلية في المجال الأمني يسودها تفاهم كبير، والحديث عن صفقات التسليح بين الجانبين له شواهد عديدة، فالهند حصلت من إسرائيل على عناصر إلكترونيات لطائرات ميج 27 الهندية، كما حسنت تل أبيب قدرات الطائرات من نوعي ميج 21 وسوخوي 30، وطائرات جاجوار، ومروحيات مي 35، وغيرها.


الصفقات مستمرة


كشفت شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء فوزها بصفقة قيمتها 630 مليون دولار لامداد 4 سفن في الاسطول البحري الهندي بأنظمة جوية ودفاعية، ويكون الشريك الآخر لإسرائيل في الصفقة من الجانب الهندي هو شركة "بهارات" للإلكترونيات الحكومية الهندية، وذلك في إطار وضع سياسة "صنع في الهند".


وكشفت رويترز أن النظام الصاروخي الدفاعي الإسرائيلي المعروف بـ"باراك8" تم اجتيازه للاختبار بعد وضعه على متن سفينة تابعة للبحرية الهندية، وكان الاختبار عبارة عن وجود هدف معاد في الجو ويجب على المنصة الدفاعية الموضوعة على متن السفينة سرعة اعتراضه، ونجح الاختبار بالفعل.


الولايات المتحدة منزعجة من إسرائيل


في 2014 كان لإسرائيل تواجد كبير في سوق السلاح في آسيا، ما دفع واشنطن للضغط على بعض الدول لوقف استيراد الاسلحة من إسرائيل، وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في ديسمبر 2014  أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ضغط على الجانب الهندي لوقف صفقة صواريخ إسرائيلية من طراز "سبايك"، والتي تنتجها هيئة تطوير الوسائل القتالية في إسرائيل "رفائيل"، وشراء صواريخ أمريكية من طراز "جفلين"، بالإضافة إلى وعد الجانب الهندي بمشاركته في تطوير صاروخ أمريكي مضاد للدبابات.


وقال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "معاريف"، عامير ربابورت، إن مبيعات السلاح الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، كانت مقسمة إلى ثلاثة أقسام متساوية تقريبًا، وهي الولايات المتحدة ودول أوروبا، وبقية دول العالم، ولكن بعدما حققت مبيعات السلاح الإسرائيلية قفزة نوعية، أصبحت مبيعات السلاح الإسرائيلية تتركز بشكل أساسي على دول جنوب شرق آسيا، وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق، وفيتنام، ولكن من بين دول آسيا، تعتبر الهند من أكبر المشترين للأسلحة الإسرائيلية في القارة.


الهند هي الهدف


كتب المحلل الإسرائيلي، موشيه أرناص، مقالا في صحيفة "هآارتس" في 16 ديسمبر 2014 بعنوان "الهند هي الهدف"، تحدث فيه عن أن الاقتصاد الهندي سيقفز خلال بضع سنوات ليصبح من الاقتصاديات الأربعة الرائدة على مستوى العالم، بجوار الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن فوز حزب "بي جي بي" خلال انتخابات 2014 شكل فرصة سانحة لمزيد من التحسن في العلاقات الإسرائيلية الهندية، حيث يعتبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، صديقًا لإسرائيل، وهو معنٍ كثيرًا بتوثيق العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، ما سيخلق لإسرائيل فرصًا كبيرة في المجال الاقتصادي والدبلوماسي على حد سواء.