التوقيت السبت، 18 مايو 2024
التوقيت 11:54 م , بتوقيت القاهرة

أصوات من السماء| عبد الفتاح الطاروطي.. سفيرا في محبه القرآن

"اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها". قيثارات عذبة ندية وأصوات شجية وروحانية، فكانت أصوات من السماء لمقرئين نتذكرهم دائما شوقا واشتياقًا، يوميا وحتى انتهاء شهر رمضان نستعرض فيها حلقات أبرز مقرئي القرآن الكريم في مصر.



قلب تعلق بحب القرآن الكريم، فأخلص له ووهب صوته له، ليكون سفيرا لنغماته التي تقذف في القلب الخشوع، وتمنح الرحمة للبشر، ولأن المحب إذا أخلص النيه لحبيبه تفتحت له الطرق، لتضئ حياته نورا، أغدق القرآن علي الشيخ عبد الفتاح الطاروطي محبة واسعة بين جمهوره من المستمعين، لتصل المحبة الى خارج القطر المصري، فتمتد إلي دول العالم الإسلامي التي إفتتنت بصوته، فمجرد سماع تلاوة من صوته، تتحول الأرض معه الي بساتين تطرح زهور الرضاو السكينة، فإستحق صوته عن جدارة مكانة مميزة توجته كروانا لحدائق القرآن الغنائة.


نشأته عانقت القرآن 


نشأ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي وسط أسرة قرآنية، ساهمت في حبه لكتاب الله عز وجل، وهو ما جعله يقدم على حفظ كتاب الله، وهو في الثامنة من عمره، فيصبح كروان القراء فى العصر الحديث.البداية كانت من قرية طاروط إحدى قرى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ،التى شهدت مولده فى التاسع والعشرين من أبريل عام 1965م لأب حافظ لكتاب الله ،وأم محبة لأهل القرآن ..وفى هذه الأسرة القرآنية نشأ الشيخ الطاروطى على حب كتاب الله ، وتعلق قلبه وعقله بعشق دراستة وتحصيل علومه، ليواصل مشواره الدراسى وأخذ ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ،ومن نجاح إلى نجاح ،حتى تخرج فى كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية ،بتقدير جيد جدا، لتبدأ بعد ذلك رحلته مع كتاب الله والدعوة الإسلامية.



وفى العام التالى من تخرجه عين إماما وخطيبا بأوقاف الشرقية، لينال محبة الناس منذ أول خطبه له، لتمكنه من أدوات قراءة القرآن الكريم ، وتطلعه إلى إضافة كل جديد للتلاوة ، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى زادت شعبيته ،فكان عدد جمهوره يتضاعف يوما بعد يوم . ونظرا لتميز أدائه بين قراء العصر الحديث ،لقب الشيخ الطاروطى بلقب كروان القراء ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف له ليشارك بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.


رحلاته القرآنية


صوته العذب جعله يحتل قلوب وعقول ملايين المسلمين فى مصر والعالم الإسلامى على مختلف المستويات والأعمار .. وكان القرآن له علما وعملا ، ولم يجعل لحياته غاية سوى خدمة كتاب الله وشرف الانتساب إلى أهله ..ولتمكنه من أدوات القراءة منحه الإيرانيون وسام التكريم الإيرانى ،ولقوة صوته ودوره فى خدمة كتاب الله منحه الباكستانيون شهادة التقدير الفخرية كثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبدالباسط عبد الصمد 
وفي عام 1996 بدأت رحلاته القرآنية بدعوة من المركز الإسلامى فى أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، وقد تميز عن غيره من القراء فى هذه الرحلة، بأنه كان يقرأ القرآن الكريم ثم يقوم بتفسير الآيات التى يقرأها ،وأمام قوة صوته وغزارة علمه بالتفسير وأحكامه ،استجابت قلوب المستمعين له ،وأسلم على يديه فى هذه الرحلة عشرة من الأمريكيين ..ومنذ ذلك الحين توالت سفرياته كأحد سفراء القرآن الكريم إلى دول العالم المختلفة ،


ففى عام 2000 سافر إلى أسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم مسجد الملك خالد وكعادته لم يكتف الشيخ الطاروطى بقراءة القرآن لجمهور المركز ، ولكنه أضاف إلى ذلك الإمامة والأذان فى الصلوات ،وإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفى المساء للرجال ، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يديه خمس سيدات أصبحت واحدة منهن داعية إسلامية ،ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .وفى عام 2001 وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية.


اختارته وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك ،وكان فى كل عام يقرأ الليلة الأولى من رمضان فى مسجد الإمام آية الله الخومينى الذى يتسع لخمسة ملايين مصلي،،وعلى مدى السنوات الثلاث تعلق الإيرانيون بصوت الشيخ الطاروطى ،ونظرا لإعجابهم الشديد بقوة صوته قاموا بتسجيل إحدى الليالى القرآنية له على شريط كاست يستمع له فيه خمسة ملايين من أفراد الشعب الإيرانى .وهكذا صار للشيخ الطاروطى جمهوره الخاص فى إيران ،ووجدت قاعدة عريضه منه تأخذ بطريقته وبمدرسته فى التلاوة ،ليكون الشيخ الطاروطى بذلك صاحب مدرسة قرآنية بإيران إلى جانب مدرسة الشيخ عبد الباسط ومدرسة الشيخ محمد رفعت ،مما دفع الرئيس الإيرانى السابق رافسنجانى إلى منحه وسام التكريم الإيرانى أمام حشد كبير من الشعب الإيرانى.


الشهادة الفخرية


منحته الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان الدكتوراه الفخرية ،تقديرا لدوره فى خدمة القرآن الكريم ليكون بذلك ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبدالصمد ، ويقول"الطاروطي" عن المصحف المرتل :"ليس لدى أى مانع من تسجيل المصحف المرتل للإذاعة ،إذا ما طلب منى ولكنى سأقوم بصفة شخصية عن طريق إحدى شركات الكاسيت بتسجيل مصحف مرتل بالاستعانة بأحد علماء القراءات وأعضاء لجنة اختبار القراء بالإذاعة لإجازته من الأزهر الشريف وسأقدمه هدية للإذاعة المصرية".