التوقيت الثلاثاء، 14 مايو 2024
التوقيت 11:24 ص , بتوقيت القاهرة

"مسجلون" يخطفون طفل جارهم ويقتلوه ويطلبون فدية من والده

كتب- وائل الخولي، إبراهيم عيد:

في الحي الشعبي، بشارع المحطة بمنطقة "بشتيل"، دائرة قسم أوسيم، تَربى المتهمون بخطف وقتل "محمد إبراهيم حسن"، 5 سنوات. هم من أرباب السوابق، بحسب سجلاتهم الجنائية، وكانوا ينصبون "فرشة" خضار أمام محل موبيليا يملكه رجل اشتهر بين أهالي المنطقة بالثراء.

كان الرجل "إبراهيم حسن"، والد الطفل الضحية، يزجر أصحاب "فرشة الخضار" أمام محل "الموبيليا" محاولًا إبعادهم عن محل أكل عيشه حتى لا تنسب أية شبهات إليه، بسبب وجودهم.

لم يكن يعلم الرجل أن هؤلاء سيخطفون طفله، ويقتلوه، ثم يطلبون فدية 200 ألف جنيه، عندما تضيق بهم الدنيا ويحتاجون إلى المال. فشلت خطة المتهمين في ابتزاز الرجل ولكن بعد فوات الأوان.

اجتمع أصحاب فرشة الخضار، ذات يوم، مع آخرين من أقاربهم، وهم "رمضان ي."، 59 سنة، وابنته "عبير ر."، وشهرتها "سطل"، 30 سنة، وابنته الثانية "هند ر."، وشهرتها "هبة"، 32 سنة، و"فارس أ."، 29 سنة، و"خالد م." زوج ابنته الثالثة "سميرة"، وكانت عادة تلك الأشخاص أن يتجمعوا في شقة أحدهم ويتعاطون مواد مُخدرة.

وتحدث إليهم "خالد م."، 45 عاما، أن الحالة المادية لديه أصبحت مؤسفة، فطرح الرأس المُدبر للخطة "فارس أ."، وأحد أصحاب فرشة الخضار، أن يقوموا بخطف ابن صاحب محل الموبيليا ويطلبوا فدية من والده.

وكانت الخطة كالتالي؛ أن تقوم "عبير ر." باستدراج الطفل أثناء لعبه في الشارع، وأن يستأجروا "توك توك"، ويعطوا لصاحبه "أحمد م." 15 ألف جنيه، وأن تقوم "هند ر." بمراقبة المكان أثناء استدراج الطفل من أمام منزله.

وبالفعل قاموا بتنفيذ الخطة، ولكن بعد ما قامت "عبير" باستدراج الطفل داخل الـ"توك توك"، وضعت يديها على فمه، وكتمت أنفاسه حتى لا يصرخ، ويسمعهم أحد وتنكشف الجريمة.

وبعد أن رفعت "عبير" يديها من على فم الطفل، كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي قبل أن يصل إلى المكان المحدد سلفا لاختطافه.

بعد قتل الطفل، ألقى الجناة الجثة عند منطقة العنطرة البيضة، وطلبوا فدية 200 ألف جنيه مقابل رده لوالده، حتى يبعدوا الشبهات الجنائية عنهم.

بدأت رائحة الطفل تفوح بالمنطقة، وكان ذلك هو الخيط الذي قاد رجال البحث الجنائي بالجيزة، للقبض على المتهمين في الواقعة.

كانت التحريات الأمنية التي قادها مدير مباحث الجيزة، اللواء محمود فاروق، كشفت أن وراء الواقعة جيران والد المجني عليه.

كما بيّنت أن الرأس المُدبر للخطة "فارس أ."، 29 عاما، يعمل بائعا، وسبق اتهامه في قضيتي سرقة وسائل نقل، وهارب من تنفيذ 3 أحكام قضائية ضده في قضايا "شروع في سرقة".

وجاء في التحريات أن "خالد.م"، 45 عاما، سبق اتهامه في ثمان قضايا مخدرات، ومسجل شقي خطر، وهارب من تنفيذ ست قضايا تبديد. أيضا "رمضان.ي"، 59 سنة، ذكرت التحريات أنه سبق اتهامه في 11 قضية مخدرات، ومسجل شقي خطر مخدرات.

أما "عبير .ر"، 30 عاما، فهي هاربة، بحسب التحريات، من تنفيذ ثلاثة أحكام قضائية، و"هند.ر"، 32 عاما، ربة منزل، وهي هاربة أيضا من أحكام قضائية، و"أحمد.م"، 26 عاما، يعمل سائق "توك توك". وجميع المتهمين مقيمون بدائرة المركز.

وقال والد الطفل، خلال التحقيقات، إنه كان بداخل معرض الموبيليا، بينما كان "محمد"، ابنه، يلعب في الشارع بدراجته الصغيرة، التي اشتراها له.

وتابع أن "محمد طلب مني، بعد انتهاء صلاة العشاء، الذهاب إلى المنزل، والذي لا يبعد كثيرا عن المعرض، وكان يلعب مع الأطفال".

وأضاف "الوالد" أنه ذهب للمنزل بعدها بنصف ساعة، وسأل زوجته عنه، فردت عليه بقولها: "محمد مرجعش البيت منذ خروجه معك فى الصباح".

وقال "عدت إلى آخر مكان شاهدته فيه، فوجدت الأطفال، وهو غير متواجد معهم، فأخبروني بأنه تم إختطافه في توك توك، وبدأت لحظات البحث، والخروج في القرى المجاورة للمنزل، للبحث عنه، كنت أعتقد أن زوج عمته أخذه معاه، قمت بالاتصال به فأكد أنه لم يشاهده".

وذكر أنه "لم تمض 5 ساعات، حتى تلقيت مكالمة هاتفية من الخاطفين، يطلبون مبلغ 200 ألف جنيه، فبدأ الأمل يعود من جديد. الفلوس تتعوض، لكن حياة ابني أغلى من كنوز الدنيا. توجهت إلى قسم شرطة كرداسة، وقمت بتحرير محضر برقم الهاتف الذي طلب مني الفدية مقابل إطلاق سراح نجلي".

وقالت والدة الطفل، في التحقيقات،: "لم تمض أيام حتى تلقيت خبر العثور على جثة ابني، وهى في حالة تعفن بأحد المناطق النائية، وتم التوصل إلى هوية المتهمين، بقتل ابني عن طريق الهاتف المحمول، لكن بعد فوات الآوان. ابني راح ومات بسبب أشخاص لم يراعوا أنه طفل. أنا كنت مستعدة أدفع لهم فلوس بس إبني يرجع. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وبعد القبض على المتهمين، اعترفوا بإرتكابهم الجريمة. وأمرت نيابة حوادث شمال الجيزة برئاسة مدير النيابة كريم الجرف، بحبس 6 متهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات الجارية معهم، لإتهامهم بقتل الطفل عمدا.

يذكر أنه عثر على جثة الطفل في حالة تعفن، وبها نهش بمنطقتي الصدر والرأس، وتعرف والدة عليه، وقرر بغيابه منذ 5 سبتمبر 2014.