التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 03:01 ص , بتوقيت القاهرة

طائفة البهرة.. عقيدة "جدلية" وأحلام فاطمية

أعلنت رئاسة الجمورية تبرع سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، بـ10 ملايين جنيه لصالح صندوق تحيا مصر، وصرح المتحدث الرئاسي، السفير علاء يوسف، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي رحب بسلطان البهرة، مشيدا بالجهود التي تبذلها الطائفة لترميم المساجد الأثرية في مصر.


ربما قبل هذا الخبر لم تسمع كثيرا عن تلك الطائفة، التي دائما ما يثار حولها الكثير من الجدل، في ظل الغموض الذي يحيط معتقداتها، والتحفظ الكبير في اختلاط أتباعها بغيرهم.


تجار أم دعاة
تذكر أغلب التقارير أن البهرة لفظ هندي يعني "التاجر"، وربما يشير إلى منطقة ظهورهم، فهم في الأصل شيعة إسماعيلية هاجروا إلى الهند وعملوا بالتجارة، فسموا بالبهرة بعد اختلاطهم بالهندوس الذين أعلنوا إسلامهم، إلا أن هناك جناحا آخر يتحدث عن أن البُهرة من الفاطميين الشيعة المقيمين في مصر، ورحلوا منها بمجيء الأيوبيين واستقر بهم المقام في الهند.


ووفقا للموقع الرسمي لطائفة البهرة، فإن عقيدتهم تحظر عليهم إقامة الصلاة في مساجد المسلمين، إلا أنهم يؤدون نفس الصلوات، ويشتركون مع الفرق الإسلامية المعتدلة في العبادات ويذهبون للحج إلى مكة، وهم قليلو الاختلاط مع الناس.


عقيدة غامضة
وتعتبر البهرة إحدى الفئات الباطنية التي تقول عكس ما تظهر، كما أن مؤلفاتهم غير متاحة للجميع، ولا يفهمها سوى أبناء هذه الطائفة، ولهم أماكن عبادة خاصة لا يدخلها غيرها تدعى "جامع خانه"، لكن في أثناء صلاتهم مع المسلمين الآخرين، يفرق بينهم بستار مثل صلاتهم بجامع "الحاكم بأمر الله" في مصر.


وقد اشتهر البهرة بالتزامهم الكبير بمذهبهم والتقاليد المنبثقة عنه، فهم متشبثون بزيهم الخاص اللافت للانتباه، ولديهم أماكن خاصة للعبادة، ويتحاشون أداء الصلاة في باقي المساجد الخاصة بالمسلمين.


ويؤكد مؤرخون أن البهرة لا يسمحون لأحد باعتناق مذهبهم، إلا إذا كان ذا أصل بهري، ويعتقدون بعصمة أئمتهم. كما يؤمنون بضرورة تقديم الصلاة والأعياد قبل يوم أو يومين، ويعملون دون كلل لإحياء ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد.


طوائف البُهرة
تنقسم البهرة إلى 3 طوائف أخرى هي الداودية، والسليمانية، والعلوية، وبدأت في الانقسام عام 548 هجرية، بعد أن نشب خلاف بين الخليفة الفاطمي المستعلي بالله، وأخيه نزار بن معد، الذين اتبعه "النزاريون".


وسميت الداوودية نسبة إلى قطب شاه داوود، وهم منتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر، وداعيتهم في بومباي بالهند، وهم الإسماعيلية المستعلية، أي الفرقة التي اتبعت المستعلي بالله الخليفة الفاطمي، وبعد وفاة "الإمام الغائب" الـ 12 الطيب أبي القاسم، تولى محمد عز الدين بن الحسن "الداعي المطلق" الإمامة، وبعد وفاته انتقل ثقل الفرقة من اليمن إلى الهند بزعامة يوسف نجم الدين بن سليمان.


وبعد وفاة الداعي المطلق 26 داوود بن عجبشاه انقسمت الفرقة، فانتخبت أغلبية بهرة كجرات بالهند، داوود برهان الدين بن قطب شاه ليكون الداعي المطلق 27، خليفة لداوود، وأرسلوا هذا الأمر لأقرانهم باليمن وهؤلاء هم الداوودية، إلا أنه بعد فترة قصيرة انتخب سليمان بن الحسن داعيا مطلقا 27 غير الأول، وهو صاحب الدعوة في اليمن، وعرف مؤيدوه بعد وفاته بالسليمانيين.


وفي 1980 انقسم البهرة على أنفسهم من جديد، فانتخب البعض ضياء الدين صاحب داعيا مطلقا ولقبوا بالبهرة العلوية، ومنتشرون في الهند وهم أقل طوائف البهرة عددا.


آحلام فاطمية
جاءت طائفة البهرة إلى مصر في أواخر السبعينيات في عهد الرئيس السادات، وبدأت في الانتشار في فترة الثمانينيات، وقد اتجه البهرة فور وصولهم إلى مصر إلى القاهرة الفاطمية، وأقاموا فيها وبدأوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الفاطميين والعمل علي بعثها وتجديدها.


وكان من أشهر الآثار الفاطمية التي قام البهرة بتجديدها في مصر مسجد الحاكم بأمر الله، كما جددوا مرقد السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها، ومقصورة الحسين.


مكانة السلطان
يعتبر السلطان هو المالك المطلق لكل شيء، ويفرض على النساء والرجال تقبيل رجليه ويديه، ونصّبت البهرة مفضل سيف الدين سلطانا جديدا لها، خلفا لوالده محمد برهان الدين، إثر وفاته في منتصف يناير 2014.


والسلطان مفضل سيف الدين هو الداعي المطلَق الـ53 من سلسلة الدعاة المطلَقين الفاطميين، وهو الابن الثاني لوالده الراحل، وقد ولد مفضل في مدينة سورت الهندية يوم 20 أغسطس 1946.