التوقيت الخميس، 09 مايو 2024
التوقيت 03:25 ص , بتوقيت القاهرة

صور| "سكوتر وعجل وموتوسيكلات".. أسلوب حياة لشباب الإسكندرية

أصبح أهالي الإسكندرية على موعد مع الرياضة والماراثونات، في كل صباح من يوم الجمعة، بامتداد الكورنيش، حتى صار مشهدها مألوفا لدى المواطن السكندري، خاصة أنها لم تعد قاصرة على ماراثونات الجري والمشي، كما كان الوضع منذ بضعة سنوات، وإنما تطور الأمر ليشمل كذلك ماراثونات بالدراجات والموتوسيكلات ومركبات الـ"سكوتر".

ومع زيادة أعداد مجموعات قيادة المركبات وتنوع نشاطها، لم يعد الكورنيش هو المكان الوحيد الذي تظهر فيه تلك المجموعات، وإنما امتدت فاعلياتها إلى الحدائق والمدن الترفيهية وحتى الطريق الصحراوي، بعدما قرر بعضها السفر في رحلة كاملة من محافظة إلى أخرى مستخدمين الموتوسيكلات، في علامة جديدة على ابتكار شباب الإسكندرية لوسائل جديدة في تنشيط السياحة ودعم الرياضة، وكذلك التشجيع على استبدال السيارات باهظة الثمن بوسائل مواصلات أبسط، رغم أن أغلبها لا يملك بعد مكانا ثابتا لتعليم القيادة أو استقبال المشتركين الجدد.

ويعتبر فريق "One Shot Cycling Team" واحدا من أبرز التنظيمات التي جمعت الشباب حول ركوب الدراجات في الإسكندرية، والذي بدأ نشاطه منذ 10 أشهر فقط، وقد بدأ بتدريب أعضائه على قطع ماراثونات بمسافات بسيطة حتى وصل آخر ماراثون تم تنظيمه على كورنيش الإسكندرية إلى قيادة 65 كيلو متر متواصلين، رغم أن ليس كل أعضائه من الشباب.

وقال محمد سعيد، أحد منظمي المجموعة، لـ"دوت مصر"، إنه وجد أن موقع "فيس بوك" كان له دورا كبيرا في تجميع الشباب حول هوايات واهتمامات مشتركة، فاستغل الفكرة وكوّن مجموعة لمحبي ركوب الدراجات، وتطور الأمر بعد مضي عدة أشهر بمشاركة المئات حاليا في كل ماراثون تنظمه المجموعة حتى لو كان لمسافات طويلة.

وأوضح أن "الجروب" يضم أعضاء من مهن وأعمار مختلفة، ويصل بعضهم إلى 50 عاما، إلا أن السمة المشتركة بين الجميع هي حبهم للرياضة واقتناعهم بأن ركوب العجل هو الخيار الأفضل حاليا في ظل كم التلوث والزحام الكير الذي تتسبب فيه السيارات.

وكذلك يأتي فريق "ALEX STARS"، الذي يحتفل بمرور عام على انطلاقه ضمن أبرز مجموعات قيادة العجل بالإسكندرية، ويقول مدشنه مصطفى رزق، إنه ظل 9 أعوام من عمره معتادا على قيادة الدراجات وحده، حتى فكر في جمع عدد من محبي قيادة الدراجات لتكوين مجموعة بدأت بعدد قليل من الرياضيين حتى انضم لها العشرات مؤخرا، وأصبح هناك 3 مواعيد ثابتة لركوب العجل بشكل جماعي، أولها هو ماراثون صباح كل جمعة، بخلاف ميعادين آخرين يومي الإثنين والأربعاء.

وأضاف رزق، لـ"دوت مصر"، أن فريقه بدأ مؤخرا المشاركة في حملة (حقي في الطريق)، والتي تستهدف تعريف قادة السيارات بحق قائد الدراجة في وجود حارة له أو على الأقل في السماح له بالقيادة بجانبهم بحرية ومن دون تعريض حياته للخطر، خاصة أن الطريق السريع بالإسكندرية شهد مؤخرا حادث اصطدام بين سيارة ودراجة يقودها مهندس بحري أسفرت عن مقتله، ما كان له أثر سلبي على نفسية جميع قادة الدراجات اللذين وصلهم الخبر.

وطالب الحكومة وإدارة المرور بنشر نوع من التوعية بين قادة السيارات وسائقي الميكروباص بكيفية إتباع معايير السلامة والحذر في حالة وجود دراجات بنفس الطريق خاصة الطرق السريعة.

وقال: "إحنا في جروبات قيادة العجل نتبع أقصى درجات السلامة للحفاظ على أرواحنا وأرواح اللي حوالينا، لكن الثقافة دي للأسف مش موجودة بين قادة السيارات ومحتاجة لسة توعية كتيرة".

كما طالب محافظة الإسكندرية بسرعة الانتهاء من أعمال إحلال وتجديد أعمدة الإنارة على الكورنيش والانتهاء من مشكلة إلقاء الردم بأول حارة مقابلة لرصيف البحر، لأن تلك هي الحارة التي يعتمد عليها أصحاب العجل بشكل أساسي في حركتهم.

وتعتبر مجموعة "Alexandria Scooter Riders Club" واحدة من أبرز نوادي تعليم قيادة الموتوسيكلات في الإسكندرية، والتي يصل عمرها لـ 5 سنوات، انضم خلالها 650 من راكبي الموتوسيكلات لها، رافعين شعار "الموتوسيكلات للجميع" للتأكيد على أن في كل الدول من الطبيعي أن تنتشر قيادة الموتوسيكلات بين جميع الطوائف والأعمار، وليس فقط بين الشباب أو عمال توصيل الطلبات فقط، كما هي النظرة داخل مصر.

وفي نفس هذا الإطار قام أصحاب المبادرة منذ 9 أشهر بفتح باب تلعيم الفتيات قيادة "الموتوسيكلات" بأسعار رمزية تشمل إيجار الإسكوتر ووسائل الأمان فقط، كما تقوم إدارة الجروب بتنفيذ العديد من الأهداف الأخرى الخاصة بالتزام المتدربات بالسلامة والقيادة الآمنة، وتشمل دورة التدريب جزء نظري في أساليب السلامة والأمان وشق عملي على القيادة.

ويقول مدشنو المجموعة عنها، إن إدخار ثمن السيارات الباهضة والوقود المكلف كان واحدا من أبرز الأسباب التي دفعتهم لشجيع المجموعات إلى الاعتماد على قيادة الموتوسيكلات والسكوتر، علما بأن كمية البنزين المقدرة بـ10 جنيهات فقط كافية لقياد سكوتر لمدة 20 يوما كاملا، ما يساهم في توفير الوقود وكذلك تقليل نسب التلوث.

ودعوا جميع السكندريية بالمشاركة في الماراثون الذي تنظمه المجموعة صباح كل يوم جمعة بطريق كورنيش البحر لدعم التجربة والتأكيد على إن قيادة الموتوسيكلات أصبحت وسيلة تنقل رئيسية داخل شوارع المدينة.

ورغم أن مبادرة  "Alexandria Free Riders Club" أتمت هذا الشهر عامها الثاني فقط، إلا أن عدد الفاعليات الناجحة والمتميزة التي قدموها خلال تلك الفترة القصيرة، وضعت المجموعة بين قائمة أشهر مجموعات قيادة السكوتر والموتوسيكلات في الإسكندرية، ومنها فاعليات خيرية اشترك فيها عشرات من الشباب والفتيات منها (احتفالية يوم اليتيم، توزيع بطاطين على المتضررين بأماكن نائية، وكذلك توزيع شنط رمضان)، بخلاف تنظيمها لفاعليات ضخمة وصلت لدرجة القيادة من الإسكندرية للقاهرة عبر الطريق الصحراوي.

وقال يحيى عبدالمجيد، أحد منسقي "Alexandria Free Riders"، إن الرغبة في تكوين مجموعة رياضية اجتماعية في نفس الوقت يعتبر السمة الأبرز لتجمعهم الذي أصبح يجتذب المئات من المهتمين بركوب الموتوسيكلات في الإسكندرية من مختلف الفئات.

وأضاف، لـ"دوت مصر"، أن المجموعة غير معنية فقط بممارسة الرياضة بقدر اهتمامهم بخلق مجتمع جديد متفاعل مع قادة الموتوسيكلات من شباب وفتيات لتحل محل السيارات بما تخلفه من ضوضاء وتلوث وازدحام، إضافة إلى عمل رابطة اجتماعية قوية تربط المجموعة ببعضها وبالمجتمع ككل.

وأوضح عبدالمجيد، أن المجموعة بدأت منذ شهور فتح باب الاشتراك لتعليم قيادة الاسكوتر للفتيات بالمجان، تشجيعا لهم على القيادة وعدم التردد من قياداة الاسكوتر في الشوارع بكل حرية، حتى وصل العدد مؤخرا إلى 28 فتاة بخلاف 110 من فريق المجموعة الأساسي، إضافة إلى الأعضاء الزوار اللذين يحرصون على المشاركة في الماراثونات من وقت للآخر.

وأعرب عن أمله في أن يحول فكرة هذا التجمع إلى جمعية مشهرة لتعليم وقياداة المركبات، رغم أنه اصطدم مؤخرا بكم التصاريح والإجراءات المطلوبة لتنفيذ هذا، علما بأن الجمعية غير هادفة للربح.

ومن بين كل مجموعات قيادة الموتوسيكلات، تظل دائما مبادرة (Let’s scoot) هي الأكثر تميزا، إذ أنها قائمة في الأساس على تعليم الفتيات فقط.

وتقول صاحبة المدرسة، شيماء علي، عن فكرتها: "منذ أكثر من 4 سنوات، قررت شراء "إسكوتر" برفقة شقيقتي الكبرى، واعتبرته بالنسبة لي ليس وسيلة للتنزه في الشوارع، ولكن الهدف منه أن يكون بديلًا للسيارات، لتسهيل عملية الازدحام المروري، كما أنها غيَّرت النظرة التقليدية لركوب تلك الدراجة النارية".

وأضافت: "وبعدها قررت تحويل الفكرة لثقافة عامة في المجتمع، فتوصلت إلى فكرة تأسيس مدرسة تحمل اسم "Let’s Scoot" منذ 3 سنوات، لتكون صاحبة أول مدرسة في الإسكندرية لتعليم الفتيات قيادة "السكوتر"، إذ توجهت إلى أحد تجار الإسكندرية، المتخصصين في بيع "الإسكوتر" حتى يعاونها في توفير "جراج" مزود بعدد من "السكوتر" وأدوات الأمان، لكي تدرب داخله الفتيات المشتركات في المدرسة، التي وصل عدد عضواتها مؤخرا إلى 35 فتاة".

وحرصت شيماء على نشر فكرتها أكثر، وتبلور ذلك حينما شاركت في اليوم العالمي للنساء قائدات المركبات ثنائية العجلات international female ride day "" للمرة الأولى هذا العام تشارك النساء المصريات في هذه المناسبة، من خلال مبادرة let’s scoot لدعم النساء قائدات "السكوتر".

وأوضحت أن النظرة التي يتخوف منها الآباء من حول تعرض بناتهم للتحرض أوا لمضايقات بسبب قيادتهن لـ"السكوتر" ليس حقيقيا، مؤكدة أنها لم تتعرض في أي مرة لمضايقة طوال 4 أعوام احترفت فيهم ركوب "السكوتر"، بل أنها كثيرا ما استقبلت عبارات التشجيع أو الحماس من قبل قادة السيارات.