التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 09:18 ص , بتوقيت القاهرة

التسريبات بحاجة لمسرب.. لا مؤاخذة "ويكليكس"

لا يوجد دخان بدون نار، هكذا تعلمنا منذ الصغر وهكذا نتعلم كل يوم من الحياة، عن تسريبات ويكليكس أتحدث، دائما كما تعلمنا حتى من أمناء الشرطة  في مصر كل يوم، ابحث عن المستفيد في أي جناية حتى ولو كانت الجناية قتل. وبالعودة إلى "ويكليكس" سنجد أن المستفيد قطر، وأن الهدف السيسي ثم مصر بالطبع، ومن خلفها السعودية حامي حما العرب، وداعم مصر الأول في عثرتها الاقتصادية.


في لعبة البلياردو نحن لا نخبط الكرة المستهدفة، لكن نحن نخبط كرة أخرى حتى نوقع بالكرة المستهدفة في الحفرة، وبالفعل التسريبات تركز بشكل أساسي على السعودية، وجزء كبير من التسريبات متعلقة بمصر.


أنا أشكك في مصداقية تسريبات تقرير ويكليكس.. حيث إنها تحتوي على الكثير من المغالطات..


(1) صاحب ويكليكس لا يقرأ العربية.. يعني أنه لا يستطيع تحديد المهم من عدمه أو البحث عن وثائق، لو كان هذا الكلام صحيحا أصلا.. ويبدو أن شخصا ما أعطاه له بشكل مباشر لتوجيه الرأي العام في اتجاه معين.


(2) توقيت النشر أتى بشكل مباشر بعد أحكام الإعدامات ضد مرسي ومجموعة من قيادات الجماعة.. والتقرير يقول إن قيادات الجماعة قررت الانسحاب من ميدان التحرير بس شباب الجماعة رفض وهذا كلام ساذج.. يعني مكتب الإرشاد بريء ومتواطئ مع النظام السابق وسمن على عسل.


(3) فكرة أن شباب الجماعة ناشدوا القرضاوي في قطر لدعوة الشباب للصمود.. كلام فارغ.. فهل يؤمر القرضاوي من شباب الجماعة ويتناسى مكتب الإرشاد.


(4) جماعة الإخوان أيام ثورة يناير لم تصدر خططا مكتوبة.. كانت الأمور تبلغ بشكل شخصي ومباشر.. وليس عن طريق الهاتف حتى كما يقول التقرير.. يعني كل الكلام ده كلام فاضي.


التقرير يمزج بين السم والعسل، حيث إن هناك حقائق بلا شك، لكنه احتوى أيضا على الكثير من المهاترات التي يتم توجيهها بشكل معين للنيل من أطراف معينة، وبالطبع هذه المهاترات لقمة للمضغ بين البسطاء والعاديين من الناس.


كما أن هناك شيئا غاية في الخطورة في التقرير لم يلتفت إليه أحد .. حيث إنه لم ينتقد العائلة الملكية السعودية، فقط انتقد سياسات المملكة تجاه الربيع العربي وخصوصا في مصر، على الرغم أن هناك الكثير يمكن أن يكون لقمة سائغة للحديث، إلا أن مسرب التقارير يعرف أنه الحد الأقصى في التعامل مع المملكة العربية السعودية.


يبدو أن مصر تشكل شوكة في الحلق القطري، ما يدفع الأخيرة لاستخدام ما أوتيت من أموال للنيل من مصر، أو حتى التشويش على كل ما يفعله النظام الحاكم الحالي، وقطر تعرف جيدا أهمية الدور السعودي في دعم النظام المصري.


إنها لعبة منكشفة الأضلاع، وسوف تكون نهايتها كوميدية، قد تشغل الرأي العام المصري خصوصا والعربي عموما، إلا أنها لن تحرك ساكنا، فالخليج برعاية السعودية يعرف جيدا أن أمن الخليج يبدأ من مصر.