التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 08:42 م , بتوقيت القاهرة

صور| 3 شقيقات كفيفات بالمنيا.. حفظن القرآن ويحلمن بالعمرة

بعد أن أخذ الله منهم نعمة البصر، أنعم عليهم بنعمة البصيرة والعقل المتفتح وحفظ القرآن الكريم، هكذا الحال بين 3 شقيقات كفيفات في أسرة ميسورة الحال بقرية بني أحمد الغربية التابعة لمركز المنيا.

كاميرا "دوت مصر"، انتقلت إلى قرية بني أحمد الغربية، والتقت بوالد الفتيات الثلاث ويدعى أحمد محمد ربيع، والذي تحدث عن بناته قائلا: أنعم الله علي بـ5 بنات وولد، وهم (سحر، مديحة، عزة، دعاء، عيدة، ومدحت)، فكنت أعمل موظفا بمصنع الغزل والنسيج، ولكني وقعت من الدور الرابع منذ عدة سنوات وحدث كسرا في ظهري تسبب في إحالتي للمعاش، وما أحصل عليه من المعاش يكفيني أنا وأسرتي، بجانب ماشيتين يعينوننا في مصاريف الحياة.

أضاف الأب: أنجبت زوجتي 3 من البنات وهم يعانون من ضمور في شبكية العين، وسافرت بهم إلى الإسكندرية والقاهرة وأسيوط، لكي أجد لهم عمليات أو حلا حتى يعود نظرهم، ولكن فشلت كل المحاولات، ولم أستسلم وساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي ويتعلمون ويحفظون القرآن ويستخدمون أيضا الكمبيوتر أفضل من أي شخص أخر، وحصلوا على شهادات محو أمية جميعا، ولو وجدت في أي يوم من الأيام طريقة لجعلهم أفضل لن أتاخر عليهم.

اختتم الأب حديثه، بقوله: كنت أتمنى أن يوافق مسؤولو التضامن الاجتماعي بالمنيا على صرف مرتب شهري لكل بنت من الثلاثة نظرا لحاجتهم، حيث يتم صرف راتب لواحدة منهم فقط وهي "سحر"، ودائما ما يقول المسؤولون أن القانون يقضي بصرف الراتب لشخص واحد فقط في الأسرة، وأنا لن أعيش لهم مدى الحياة والدنيا أصبحت غلاء.

بينما قالت الأخت الكبيرة سحر: تعلمنا الكتابة بطريقة برايل في إحدى المدارس بمدينة المنيا، فلم يبخل علينا أبى أو يتكاسل في يوم من الأيام، وكان يساعدنا دائما في حفظ القرآن الكريم سواء في القرية أو في المدينة.

وأوضحت سحر أنها بدأت حفظ القرآن في عام 2004 وأتممت حفظة كاملا في عام 2010، مشيرة إلى أن الفضل يرجع في ذلك إلى الله ثم أبيها الذي لم يشعروا معه بأنهم معاقين.

أما الأخت الوسطى "عزة"، ذكرت أنها بدأت حفظ القرآن وهي عمرها 15سنة، ووصلت إلى الجزء 22، وهي دائما ما تفوز بالمركز الأول على أصحابها في الجمعية الشرعية والشبان المسلمين.

وعن أمنيتها في الحياة قالت عزة: نفسي أكون معلمة في مدرسة تحفيظ القرآن، أنا وأخواتي، فنحن نطبق الأحكام بشكل جيد جدا، ولكننا نواجه أزمة في شرحها بشكل نظري، ودائما ما نفشل في الحصول على الإيجازة من المدرسة بسبب عدم إبصارنا، ولكنني أناشد المسؤولين بالسماح لنا ولو بتحفيظ الأطفال لكتاب الله.

أما الاخت الأصغر وهي عيدة، والتي تحب أن يناديها اخواتها باسم "مي"، تشير إلى أنها تهوى الكتابة على الكمبيوتر، وتفوز بالمركز الأول في الكتابة متفوقة على زملاءها في مدرسة الكفيفات بالمنيا، موضحة أنها نجحت في حفظ 18 جزءا من القرآن خلال 9 سنوات.

واختتمت عيدة حديثها بأنها تتمنى زيارة بيت الله الحرام هي وشقيقاتها، مؤكدة أن والدها لم يحرمهن من شئ في الحياة، ويجب أن يكرم أفضل تكريم.