التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 05:09 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| العصا الخشبية.. سلاح "الدبة" في مواجهة "الآلي" بالأقصر

"أهل الأقصر يختلفوا عن أي ناس بيعيشوا مع الآثار، دول معجونين بعشق الآثار، عاملين زي الدبة، إللي يقرب من ولادها بتاكلهم"، كلمات عادت بمدير آثار أسوان، أحمد صالح إلى ذكريات، يبلغ عمرها 18 عاما، حينما عايش حادث الدير البحري بالأقصر، باعتباره مدير متحف التحنيط حينها.

في حديث غمره الحماس والحنين، استدعى "دوت مصر" ذكريات، صالح، تعامل أهالي الأقصر مع الحادثتين الإرهابيتين الذين لحقوا بآثار مدينة الأقصر عام 1997، وحادث معبد الكرنك أمس الأربعاء.

في ظهيرة 17 نوفمبر 1997، انقلب الحال بمتحف التحنيط رأسا على عقب، وانتقل صالح، وموظفوه إلى البر الغربي على الفور لمحاولة إنقاذ الموقف، إلا أن أهالي الأقصر كان لهم السبق.

في مشاهد مصرية خالصة، لم تستوح من السينما الأمريكية، وقف أهالي الأقصر وأصحاب البازارت أمام بنادق الإرهاب الآلية، بالعصيان الخشبية والحجارة وقطع الحديد، حتى حاصروا عناصر الإرهاب في كهوف صخرية بجوار المعبد، حتى لحقت بهم الشرطة.

وبعبارات استمدت الروح القلقة، من هول الحادث، تابع صالح، أنه بالرغم من تراخي الأمن حينها في إنقاذ الموقف على النحو السريع، إلا أن أحد رجال الشرطة رافق أهالي الأقصر في مطاردة الإرهابيين، وأصيب بطلق ناري في قدمه، ورغم ذلك من بطولة أهالي الأقصر في مواجهة الإرهاب، لم يتم تكريمهم، أو يخلد ذلك في التاريخ.

تزاحمت الذكريات في ذهن صالح، حينما استفاض في الحكاية، وتذكر مواقف طريفة لأهالي الأقصر في مواجهة الإرهاب عام 1997، فبمجرد أن بدأ إطلاق النيران من قبل الإرهابيين، بحث العاملون بالبازارات السياحية في المكان نفسه، بالبحث عن سلاح ردع، ولم يكن أمامهم سوى "الشوم"، وخلع أرجل الأثاث، وفروع الأشجار، والحجارة، ليهرول الجميع خلف الإرهابيين نحو الجبل، وحينما بدأت المواجهة الشرطية، طلب منهم الضباط الاختفاء حتى لا يصاب أحدهم في تبادل إطلاق النيران.



مذبحة الأقصر 1997 بكاميرا أحد السياح by historyincolor

وفي موقف مشابه حدث بالأمس فقط، أشاد صالح بموقف سائق التاكسي، الذي أرشد على الإرهابيين، الذين حاولوا انتهاك معبد الكرنك، حينما اشتبه فيهم، حينما قام بتوصيلهم لأحد المقاهي، فلاحقهم ضابط الشرطة ووجدهم يحملون أدوات غريبة ومفكات، فأخطأ أحدهم وقام بتفجير قنبلة في نفسه، وبدأ تبادل النيران بين الإرهابيين ورجال الشرطة، وقام الإرهابيون بتصفية بعضهم، مختتما حديثه: "لولا بسالة سائق التاكسي لما تم إفشال العملية الإرهابية، وكانت اندلعت كارثة محققة".