التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:01 ص , بتوقيت القاهرة

بحث ترميم وتطوير آثار "عيون موسى" لاستغلالها سياحيا

ترأس رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، عصر اليوم السبت، اجتماعا لمتابعة أعمال مشروع الترميم والصيانة والتطوير لمنطقة آثار عيون موسى، لاستغلالها سياحيا، بحضور وزيري الآثار، والسياحة، ومحافظ السويس، ومسؤولي الجهات المعنية، بالإضافة إلى استشاري المشروع.


وأكد محلب أن منطقة عيون موسى منطقة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وتمتاز بالقرب من القاهرة، ولكنها في ذات الوقت تحتاج إلى توفير خدمات بها على مستوى راق، مشيرا في هذا الصدد إلى الزيارة التي سبق وأن قام بها إلى المنطقة خلال شهر نوفمبر 2014، أثناء تفقده أعمال تنفيذ ازدواج طريق النفق – عيون موسى، والتي لاحظ خلالها وجود إهمال بالمنطقة، فأجرى اتصالين بكل من وزيري السياحة والآثار، وكلفهما بتطوير هذه المنطقة، لا سيما أن هناك عددا من السائحين يحرصون على زيارتها.


كما شدد رئيس الوزراء خلال الاجتماع على ضرورة العمل على تعظيم قيمة هذا الأثر المهم، وإعداد "كتالوج" به نبذة عن تاريخه، فضلا عن أهمية توفير مواقع به لعرض المشغولات البدوية والحرف التقليدية، مع الاهتمام بالتسويق والدعاية للمنطقة، وعمل الصيانة اللازمة للآبار وتنظيفها، ووجه بطرح المنطقة للاستثمار السياحي، والاهتمام بتنسيق الموقع والبدء في أعمال التطوير على الفور.


الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم منتصف يونيو الجاري


من ناحيته، أكد وزير الآثار أن منطقة عيون موسى من أهم المواقع الأثرية والتاريخية التي تتوافر بها جميع المقومات لتصبح مزارا سياحيا، إذ يتواجد بها عدد من الآبار وعيون المياه والتي يصل عددها إلى 12 بئر مياه، ما بين العذوبة والملوحة، مشيرا إلى الانتهاء من جميع أعمال الصيانة والترميم بالموقع منتصف يونيو الجاري.


وأشار الوزير إلى أن الكثيرين يربطون بين هذه المنطقة الأثرية وآبارها وبين رحلة خروج بني إسرائيل، ولذلك سميت بعيون موسى.


وتابع: "وجدت علاقة بين هذه الآبار وما جاء ذكره بالعهدين القديم والحديث والقرآن الكريم"، مضيفا أن هذا المكان زاره عدد من الرحالة، وذكروا ذلك ووضحوا أن المكان به عيون مائية، وقد أسموها "واحة مرة" وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي، و"بمرور الزمان ردمت الرمال هذه العيون وبقيت الأشجار".


وخلال الفترة من 1967، حتى 1973، وأثناء وقوع سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي، تم استخدام هذه الواحة كموقع عسكري هام، وترتب على ذلك حدوث أضرار بالغة بالمنشآت الأثرية، إلا أن بعد تحرير سيناء قامت هيئة الآثار المصرية بعمل أول حفائر علمية في هذا الموقع وحتى هذا الوقت.


فيما أسفرت نتائج هذه الحفائر عن الكشف عن مصنع كامل لعمل الفخار يتكون من منطقة الأفران ومصنع دق وتشكيل الأواني الفخارية المختلفة الأحجام والأشكال والمتعددة الأغراض وهو مبني من الدبش (الكوركات)، كما تم الكشف عن مباني بالطوب اللبن للإعاشة للعمال، وكذلك الكشف عن مقبرة جماعية كبيرة الحجم.


وقد تم استخدام هذا المصنع في العصر الروماني المتأخر واستمر حتى العصر الإسلامي، وأكد وزير السياحة أن الاهتمام بالمنطقة وتطويرها سيسهم في زيادة أعداد السائحين بالمنطقة، مشيرا إلى أن أعمال التطوير ستراعي الحفاظ على بيئة الموقع وعدم التدخل في الأثر نفسه بأي أساليب لا تتفق مع طبيعته.


وأكد استشاري المشروع: "سيتم توفير الخدمات اللازمة للسائحين من مطاعم وكافيتريات و18 بازارا سياحيا، كما سيتم إنشاء مركز للزائرين لامدادهم بالمعلومات السياحية بحيث يراعي إنشاءه التناغم مع البيئة الطبيعية للمكان باستخدام الأحجار والأخشاب، كما ستطرح العديد من الأنشطة السياحية الأخرى من خلال مناقصات على المستثمرين بما يؤكد استدامة المشروع وتطويره المستمر.