التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 01:52 ص , بتوقيت القاهرة

بعد عام من حكم السيسي.. كيف تغيرت مواقف الدول تجاه مصر؟

شهدت مصر خلال عام من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، عديد من التطورات على الساحة الداخلية، انعكست بشكل مباشر على مواقف الدول الأخرى ونظرتها نحو مصر، فمن الدول من كان داعما لمصر منذ البداية، ومنها ما اتخذ موقفا عدائيا، ما لبث أن تغير، وآخرى ظلت على موقفها السلبية أو اتخذت موقفا ضبابيا غير واضح من مصر.


داعمون من البداية


روسيا والسعودية والإمارات والكويت.. كانت من أبرز الدول الداعمة لمصر منذ ثورة 30 يونيو، حيث أيدت تنصيب الرئيس السيسي رئيسا لمصر والتخلص من جماعة الإخوان. وظهر ذلك واضحا في برقية التهنئة التي أرسلها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس السيسي بمناسبة تنصيبه رئيسا لمصر، ودعا دول العالم للمشاركة بالمؤتمر الاقتصادي، مارس الماضي، الذي شهد إقبالا على أعلى المستويات.



كما شهدت العلاقات المصرية الروسية تطورا ملحوظا وتأييدا كبيرا عقب ثورة 30 يونيو، حيث أجري السيسي كوزير للدفاع، زيارة إلي روسيا التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلا عن الزيارات المتبادلة للرئيسين، التي وقعت خلالها اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات المختلفة، ولاسيما المجال العسكري.


وكانت الإمارات على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار.


تغير إيجابي


عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان، أعلن الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية مصر في يوليو 2013، إلا أن مجلس الأمن والسلم بالإتحاد الأفريقي أعلن عقب انتخاب السيسي رئيسا إنهاء تجميد عضوية مصر بالمنظمة، كما شارك السيسي في قمة الاتحاد المنعقدة في مالابو في يونيو 2014، التي تناولت قضايا متعلقة بالأمن الاستراتيجي المصري في أفريقيا، ومنها قضية جنوب السودان وليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى والكونجو.



وأعلنت وزارة الخارجية في وقت سابق عن رغبة الإتحاد الأفريقي في مراقبة الإنتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، ومن المتوقع أن تتكون البعثة من 50 إلى 60 عضوا، وتنشر قبل موعد الانتخابات بنحو أربعة أسابيع، وسيجري اختيار أعضائها من هيئات إدارة الانتخابات ومنظمات المجتمع المدني الأفريقية.


تغير سلبي


على الجانب الآخر، تحولت سياسات عدد من الدول تجاه مصر، واتخذت مواقف عدائية كان على رأسها كل من قطر وتركيا وإيران.


قطر.. على الرغم من  سعي المملكة العربية السعودية إلي عقد مصالحة بين مصر وقطر، إلا أن البلدين يشهدان توترا واضحا ظهرت بوادره عند سحب السفير القطري من مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان بها، وزادت حدة توترها عندما تحفظت قطر على الضربات الجوية التي شنتها مصر في ليبيا، إثر مقتل 21 مصريا على يد داعش، كما سحبت سفيرها مرة أخري على خلفية اتهامات وجهها له مندوب مصر في جامعة الدول العربية السفير طارق عادل، بدعم التنظيمات الإرهابية، فضلا عن توجهات قناة الجزيرة التي وصفها مراقبون بالسياسة التحريضية ضد مصر.


يأتي هذا التوتر في العلاقات في الوقت الذي لم تشهد فيه أيا من اللقاءات المباشرة للرئيسين صداما مباشرا، حيث تصافح الرئيسان خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستقبل الرئيس السيسي تميم في مطار شرم الشيخ لحضور القمة العربية.



?تركيا .. انتقادات حادة وجهتها القيادة التركية إلي مصر بوصفها ثورة 30 يونيو بـ"الإنقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسي" كما تدين دائما الأحكام القضائية التي يصدرها القانون المصري بشأن جماعة الاخوان فيما تشدد مصر دائما على عدم التدخل في أحكام قضائها.


موقف ضبابي


أمريكا.. بعد القراءة الأمريكية لتطورات الموقف المصري منذ ثورة 30 يونيو ونظرتها لما حدث باعتباره انقلاب على حكم الإخوان، وما نتج عن ذلك من قطع المساعدات الأمريكية لمصر، ما دفع الأخيرة للإتجاه ناحية الجانب الروسي، لكن أمريكا أعلنت مؤخرا استئناف مساعداتها العسكرية لمصر، التي تقدر بـ1.3 مليار دولار، فضلا عن التصريحات الأمريكية بأن مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وتواجه إرهابا داخليا، والإعلان عن دعمها لمصر في مواجهة هذا الإرهاب.


وعلى الرغم من تلك التصريحات، إلا أن هناك اجتماعات تعقدها وزارة الخارجية الأمريكية مع عناصر من جماعة الإخوان، أعلنت أنها تأتي ضمن اجتماعات عديدة مع فئات المشهد المصري.


إيران.. بعد قطيعة دامت سنوات بين مصر وإيران، شهدت العلاقات المصرية الإيرانية في أعقاب ثورة 25 يناير أعلنت مصر فتح صفحة جديدة مع إيران فضلا عن الزيارات المتبادلة بين البلدين خلال حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي أجري زيارة لإيران كانت هي الأولي لرئيس مصري منذ الثورة الإسلامية، كما حضر الرئيس السابق أحمدي نجاد قمة المؤتمر الاسلامي المنعقدة في القاهرة فبراير 2013.



وبعد ثورة 30 يونيو، وعلى الرغم من الدعم الإيراني لحكم الإخوان في مصر، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية أعربت عن تهنئتها للرئيس السيسي في حفل تنصيبه رئيسا لمصر، كما تعلن قيادات البلدين دائما أنهما ليسا أعداء وهناك نية من البلدين لدعم العلاقات بينهما، إلا أنه في الآونة الأخيرة شهدت العلاقات توترا واضحا،لم يصل كعادته إلي صدام مباشر،على أثر امتداد النفوذ الإيراني إلي كل من سوريا ولبنان والعراق وخاصة اليمن.