التوقيت الأربعاء، 15 مايو 2024
التوقيت 11:27 م , بتوقيت القاهرة

فى ذكرى النكسة.. مرارة الهزيمة لا تزال حاضرة

للتواريخ مفارقاتها وللأرقام مناورتها العجيبة، فإذا كان اليوم هو الذكرى الـ 48 لبداية أيام حرب النكسة عام 1967 أو كما يسميها الغرب بحرب الأيام الستة، فهو في نفس الوقت الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية عام 1948، ليؤكد لنا التاريخ أنه قادر على ربط الأحداث كما لم يسيتطع غيره.


فى مثل هذا اليوم منذ 48 عاما بالتمام والكمال استيقظت مصر في صبيحة 5 يونيه على هجوم كاسح لأراضيها من جانب قوات العدو الإسرائيلي، ورغم أن القيادة المصرية كانت تتوقع العدوان إلا أنها لم تتخيل أن يكون بهذا الحجم، حيث تعرضت جميع المطارات المصرية للتدمير وتم شل حركة سلاح الطيران، العدوان لم يستهدف مصر وحدها، بل شمل احتلال نهر الأردن والقدس والجولان وسيناء وجنوب لبنان.


سير الحرب


في الساعات الأولى يوم الخامس من يونيو وجهت إسرائيل ضربة قاصمة لسلاح الجو المصري، حيث قامت طائرات سلاح الجو بالإغارة على جميع المطارات العسكرية في مصر وسيناء وشلت في الواقع سلاح الجو المصري عن العمل، مدمرة مئات من الطائرات على سطح الأرض. 


وفي نفس الصباح، بعد أن بدأت قوات أردنية بقصف مدفعي وغارات جوية، من وراء خطوط الهدنة مع إسرائيل،حذرت إسرائيل الملك حسين من الدخول إلى دائرة القتال، لكنه لم يأبه بالتحذير وهاجم الجيش الأردني واحتل مقر الأمم المتحدة " قصر المندوب السامي البريطاني سابقا"جنوبي القدس.


قام سلاح الجو الإسرائيلي بعملية ضد سلاح الجو الأردني أيضا، وفي الوقت نفسه،استمرت سوريا بقصف المواقع الإسرائيلية وفي اليوم ذاته هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مطارات سورية مدمرا أغلبية سلاح الجو السوري.


لقد خسرت الدول العربية في 16 ساعة من ساعات القتال الأولى ما يزيد عن 400 طائرة، مقابل 19 طائرة إسرائيلية تم إسقاطها في الجو، وقد تمكنت إسرائيل في يوم القتال الأول من إحراز تفوق جوي تام، لكنها عتمت على المعلومات تعتيما تاما.


تسارع وتيرة الأحداث


وخلال ذلك، بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بالتقدم إلى داخل شبه الجزيرة سيناء، باتجاه رفح والعريش في الشمال،أبو عجيلة وبير جفجفة في المركز، والقصيمة في الجنوب.


ودارت معركة واسعة النطاق داخل وحول تحصينات أبو عجيلة، حيث قامت قوة كبيرة مشتركة من المظليين "الذين تم إنزالهم خلف مواقع الطليعة المصرية" وسلاح المشاة وسلاح الهندسة والدبابات، مع التغطية الجوية، قامت باحتلال أبو عجيلة. وفي الليلة ما بين الخامس والسادس من يونيو دارت معركة مريرة على مشارف غزة.


وواصلت الدبابات الإسرائيلية سيرها إلى الأمام بلا توقف، يساندها سلاح الجو وفي مساء السادس من يونيو تحول الانسحاب المصري إلى هزيمة، احتلت القوات الإسرائيلية من جهة البحر شرم الشيخ، وهو الموقع المصري الذي نفذ منه المصريون الحصار على مضايق تيران.


احتلال سيناء


في نهاية اليوم الثالث للمعارك، استكملت القوات الإسرائيلية احتلال شبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس واحتلال معظم الضفة الغربية.


 وعندما وجه مجلس الأمن للأمم المتحدة، بعد عدة أيام من المفاوضات دعوته إلى وقف إطلاق النار كانت إسرائيل أول دولة استجابت له، وفي الثامن من يونيو انضمت لبنان رسميا إلى الحرب، ولكن ما عدا إرسال طائرة واحدة أو طائرتين لم تشارك بصورة عملية في المعارك، واستمرت سوريا في قصف البلدات الإسرائيلية وقامت بمحاولة فاشلة أيضا لاحتلال كيبوتس دان.


وبعد أن رفضت سوريا الموافقة على وقف إطلاق النار، ركز جيش الدفاع الإسرائيلي قوات كثيرة في المنطقة، وبدأ بمهاجمة المواقع السورية في المرتفعات الجبلية باتجاه هضبة الجولان.


وفي غضون 20 ساعة من القتال العنيف تم فتح ثغرة في الطرف الشمالي من خط البقاع السوري بالقرب من كيبوتس دان، واحتل جيش الدفاع الإسرائيلي قطاعا واسعا من هضبة الجولان بما يشتمل على مدينة القنطرة، وذلك قبل دخول وقف إطلاق النار حيزالتنفيذ في الحدود السورية أيضا، يوم السبت، العاشر من يونيو.


خسائر فادحة 


وخلال الحرب التي انتهت بانتصار إسرائيلي ساحق، تم تدمير ما يزيد عن 400 طائرة عربية، 60 منها في الجو، وأكثر من 500 دبابة مصرية دمرت، بما يمثل 70% من العتاد الثقيل في مصر وسوريا والأردن، بقيمة أكثر من مليار دولار.


ولم تتمكن جهة من حصر الخسائر البشرية بشكل دقيق خلال النكسة، وإن كانت هناك مؤشسرات على مقتل الآلاف من الجيوش العربية مجتمعة.