التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 01:54 م , بتوقيت القاهرة

توقعات بزيادة الموجة الحارة في القاهرة لـ3 أشهر

شهدت مصر في الأيام الماضية موجة حارة شديدة استمرت نحو ثلاثة أيام بلغت ذروتها في الأربعاء الماضي، إذ ارتفعت درجة الحرارة إلى مالا يقل عن 46 درجة مئوية، في محافظة القاهرة، وزادت قليلًا عن ذلك في بعض محافظات الصعيد.

ويعزي مراقبون أسباب ارتفاع درجات الحرارة إلى استخدام الطاقة غير النظيفة، ومن أبرزها الفحم في توليد الكهرباء والآلات، وهو ما يساعد في إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يقوم بدوره في التأثير على التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

وتتجه الحكومة للاهتمام بالفحم كمصدر بديل لتوليد الطاقة الكهربائية، بسبب العجز في الغاز الطبيعي، الذي تواجهه غالبية محطات توليد الطاقة في مصر، وفي إطار ذلك قال وزير الاستثمار، أشرف سالمان، في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق، إن:" هناك اتجاهًا حكوميًّا للاهتمام بالفحم، كمصدر بديل لتوليد الكهرباء يتوافق مع المعايير البيئة، في أكثر من صناعة، وهناك محاذير في استخدامه نابعة من ثقافتنا، لذا نعمل على التنسيق الكامل بين وزارات البيئة والكهرباء والاستثمار، للحفاظ على الأعراف الدولية".

وأضاف "هناك أعراف دولية متمثلة في بروتوكول "كيوتو" الذي صادقت عليه نحو 174 دولة عضو في الأمم المتحدة، منها الحفاظ على البيئة من الانبعثات الحرارية الناتجة عن استخدام الغازات التي تسبب أضرارًا بالغة وتغيرات في المناخ، ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون إحدى الغازات المنبعثة من استخدام الفحم في صناعة الأسمنت وتوليد الكهرباء".

لكن ماهو تأثير استخدام الفحم على درجة الحرارة؟

قالت الدكتورة راجيه الجرزاوي، الناشطة في مجال حماية البيئة، إن استخدام الوقود الأحفوري وخاصة الفحم يتم على مستوى العالم، والدول المتقدمة تتحمل درجة كبيرة من مسؤولية استخدام الطاقة غير النظيفة، لا سيما أن الدول غير المتقدمة تستخدمه رغم فقرها.

وأضافت لـ"دوت مصر" أن الطاقة غير النظيفة تساهم في ارتفاع درجات الحرارة، ليس في مصر فقط، ولكن على مستوى العالم، لافتة إلى أن التغيرات المناخية تتسب في اضطراب الجو، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في هبوب عواصف تؤثر على المياه، فضلًا عن أنها تتسبب في ذوبان الثلج، الذي يؤثر على زيادة منسوب البحار والمحيطات من المياه.

وأشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في انتقال الأمراض المعدية من خلال تهيئة بيئة مناسبة لذلك.

وفي السياق ذاته، قالت ساره رفعت، المنسقة الإعلامية لمنظمة 350، وهي حملة عالمية تقوم بتوحيد العالم حول إيجاد حلول لأزمة التغيرات المناخية، إن النشاط البشري المتمثل في حرق الوقود الأحفوري منذ بدء الثورة الصناعية وحتى الآن تسبب في ازدياد متوسط درجة حرارة الكوكب  0.8 درجة، وأن ذلك السبب الرئيسي في تغير المناخ.

وأضافت لـ"دوت مصر" أنه من  الصعب ربط كل حدث طقسي متطرف مباشرة بتغير المناخ دون دراسة ودون النظر للإطار الأوسع، لأن النظام المناخي معقد ويؤدي لتأثيرات على فترة زمنية طولها أعوام وعقود، ولذلك ما ينظر إليه علماء المناخ هو جميع الظواهر الطقسية خلال عام ومقارنتها ببعضها بالأعوام التي سبقتها ومنذ بداية القياسات.

وتابعت:" ما وجده العلماء هو أن تغير المناخ أصبح يزود من وتيرة الظواهر الطقسية الحادة مثل الأعاصير والفيضانات وموجات الحر وغيرها من التأثيرات، وأن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط عرضة بصفة خاصة لموجات الحر".

وتوقعت ازدياد موجات الحر ليس فقط في مصر ولكن في منطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة، الأربعاء الماضي، هو مجرد يوم واحد، مضيفة:" لكن مع ازدياد كميات الكربون من النشاط الإنساني كل عام ووجودنا فوق الحد الآمن لنسبة ثاني أكسيد الكربون في المناخ وهو 350 جزء في المليون (نحن الآن وصلنا لـ400 جزء في المليون) نتوقع زيادة موجات الحر".


وقالت:" يخيفني أن أتخيل ما ستبدوا عليه مصر لو سمحنا لدرجة حرارة الكوكب أن تزيد بمقدار أكبر من ذلك، إن زيادة بمقدار 2 درجة تعني 53 يوما من الموجات الحارة في القاهرة، وزيادة بمقدار 4 درجات (وهي زيادة كارثية) تعني 94 يوما، أي تقريبا ثلت العام نقضيه في موجات حر".

ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي فإنه يتوقع بحلول عام 2030 أن  تصل الموجة الحارة في القاهرة إلى 32 يوما في العام من موجات الحر - يعني شهر كامل من درجات حرارة مثل يوم الأربعاء الماضي - وبحلول عام 2080 فإنه من المتوقع أن تقضي مصر نحو 94 يومًا من الموجة الحارة.

وفي المقابل، قال الدكتور محمد محمود عيسى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد سابقًا، إن تأثير استخدام الوقود الأحفوري على المناخ خدعة أطلقها رجال الصناعة في أوروبا لكي يعتموا على قضية تلوث الهواء الناتج عن دخان مصانعهم.

وأضاف لـ"دوت مصر" أن التغيرات المناخية التي تحدث طبيعية، وأن تأثير النشاط البشري على الحرارة هو تأثير محلي وليس عالمي، وأن التغيرات كلها ناتجة عن تلوث الهواء الناتج عن الصناعات، مشددًا على أن هناك رجال أعمال يصرفون أموالًا طائلة لتصدير فكرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية للتعتيم على تلوث الهواء.