التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 09:00 ص , بتوقيت القاهرة

بعد اكستاح البشير.. أين تتجه المعارضة السودانية؟

فاز عمر البشير بولاية رئاسية خامسة للسودان، بعد انتخابات إجريت في إبريل الماضي، وسط مقاطعة شرائح واسعة من قوى المعارضة السودانية، التي إن اختلفت في آلياتها لإسقاط النظام الإ أنها اتفقت على أن الحوار معه لن يجدي نفعا.

"بيان" هنا و"ندوة" هناك، و"رصاصة" في المنطقتين، محاولات يائسة من المعارضة لإسقاط النظام ترتفع وتيرتها تارة وتنخفض أخرى، وفقا لمعطيات المشهد الإقليمي والدولي، والذي يبدو أنه حسم أمره تجاه نظام البشير وتغاضي عن كافة جرائمه حرصا على مصالحه في المنطقة.

"التجمع الديمقراطي" و"الجبهة الوطنية العريضة"و"الجبهة الثورية" و"اتفاق باريس" و"نداء السودان" كلها تكتلات سياسية وعسكرية تحاول المعارضة الانضواء تحت مظلتها لزيادة الضغط على النظام سياسيا وعسكريا، لكن يظل الزمام في يد النظام، الذي يفرض قبضته الأمنية على البلاد من شرقها لغربها، ويسارع في ترقية قدراته بين الحين والآخر.

اليوم الثلاثاء، البشير نصب نفسه رئسيا وسط سخط كبير من قوى المعارضة المقاطعة للانتخابات.

وفي هذ السياق يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "الأزهري" بالخرطوم، الدكتور صلاح الدومة أن انقسام المعارضة سبب رئيسي في استمرار النظام "الشارع هو الخيار الأوحد للمعارضة، فالنظام في حالة ضعف شديد وتراجع كبير في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يضرب عجلة الإنتاج التي توقفت منذ سنوات طويلة وتبحث عن من يعيدها مرة أخرى للحركة".

وأضاف الدومة: النظام يعول على الإعانات أكثر من الإنتاج، وهذا لن يضمن له الاستمرار؛ فالمعونة القطرية توقفت بإيعاز من الولايات المتحدة، بينما ستتوقف المعونة السعودية نتيجة ضغوط إماراتية، والخليج لن يرمي أمواله تحت أقدام البشير لأنه لايثق به، وربما يرفع من حجم استثماراته في السودان لكن يعمل على دعم النظام ماليا بشكل مباشر.

وفي سياق متصل يري، المتحدث باسم تحالف قوى المعارضة السودانية في القاهرة، ضحية سرير توتو أن ما حدث اليوم في التنصيب "مهزلة، واستمرار لمسلسل ثقيل الظل بدأ منذ بدأ الانتخابات التي جرت في إبريل الماضي"، مشيرا إلى أن المعارضة السودانية ستراهن على الشارع الذي قاطع الانتخابات والتنصيب اليوم وستعمل على تفعيل حركة "نداء السودان" في الأيام المقبلة كمظلة سياسية لمحاربة النظام.

وأشاد توتو لـ"دوت مصر" بموقف الاتحاد الأوروبي الذي قاطع الانتخابات في السودان، مما ستعول عليه المعارضة في الفترة المقبلة ككرت ضغط لفرض مزيد من العقوبات على البشير ونظامه، موضحا أن جلسة الاتحاد الأوروبي التي سيحضرها ممثلون من "نداء السودان" ستشهد رسالة قوية للنظام في الأيام المقبلة.

وعلى صعيد آخر أوضح نائب رئيس الجبهة الوطنية العريضة، أزهري مدني أن البشير مازال محاصرا رغم ماحاول إظهاره اليوم بأنه لديه قبولا دوليا "فهناك العديد من الرؤساء الذين تم توجيه الدعوة لهم يحضروا ولم يأتوا، كذلك انخفاض مستوى التثميل الرئاسي يؤكد أن البشير ليس مرغوبا رئيسا للسودان".

وأضاف أزهري: هنالك انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش السوداني، ومحاولة الانقلاب الأخير الذي حدث إبان إعلان نتيجة الانتخابات ستعقبها محاولات أخرى، فعملية الإطاحة التي قام بها البشير بعدد كبير من ضباط القوات المسلحة ورؤساء الأركان أمس تأتي في إطار القضاء على العناصر الرافضة لاستمراره رئسيا". 

وأشار أنه لا أمريكا أو الاتحاد الأوروبي سيطيحان بالبشير "بل الشعب السوداني فقط هو القادر على الإطاحة به".