التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 03:26 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| كواليس المصالحة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف

قال مصدر مقرب من وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أرسل وسيطا من جهة سيادية إلى وزير الأوقاف، عقب خروج الخلاف بينه وبين شيخ الأزهر إلى وسائل الإعلام.

وأضاف المصدر، في تصريح لـ"دوت مصر" الثلاثاء، أن وزير الأوقاف أكد لوسيط الرئاسة أنه يحمل في قلبه كل حب وتقدير لشيخ الأزهر، وأنه سيذهب إليه في أي مكان ليقبل عمامته، باعتباره رمزا من رموز الإسلام، لافتا إلى أنه تم الترتيب لزيارة شيخ الأزهر عن طريق الجهة السيادية.

وأشار إلى أن جمعة التقى شيخ الأزهر الأحد الماضي، في حضور ممثلين للجهات السيادية، الذين رفضوا أن يتم العتاب، وأن يتعاون وزير الأوقاف مع الأزهر الشريف في دعم المنظومة الدينية، لأن "البلد لا تحتمل انشقاقات أو خلافات". 

وأوضح أنه تم الاتفاق على أن يخرج وزير الأوقاف ليعلن عن مقابلته شيخ الأزهر، وأن يذكر سببا مقبولا للمقابلة بإعلان أن سبب الزيارة لاطلاع شيخ الأزهر على نتائج مؤتمر الأوقاف الأخير لتجديد الخطاب الديني.

ورغبة من الطرفين في سد الفجوات في وجه الإعلام، قرر وزير الأوقاف إعادة القوافل المشتركة بين الأزهر والأوقاف بعدما قام الأزهر خلال فترات القطيعة بإرسال قوافله بدون أئمة الأوقاف، وردت الأوقاف بإرسال قوافلها بالتعاون مع وزارة التموين لمدة 3 أسابيع، وبعدها استقلت الأوقاف بالقوافل في المحافظات التي لا يوجد بها قوافل الأزهر مخافة من الصدام.

ولفت المصدر إلى أنه عقب المصالحة تم التنسيق بين الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية برئاسة أمينه العام  محيي الدين عفيفي على إطلاق قوافل دعوية مشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف ابتداء من الجمعة الرابعة من شهر شعبان.

جدير بالذكر أن الخلافات بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف بدت واضحة في أروقة المؤسستين بسبب تدخل الأطراف المحيطة بالطيب، وما وصل إليه من أنباء عن سعي جمعة إقالته من منصبه، عبر الظهور الإعلامي المنفرد، ومحاولاته الخروج من بيت طاعة الأزهر، وهو ما أيقن به الإمام الأكبر عقب الاستفتاء الذي جرى مطلع العام الحالي في عدد من وسائل البحث، وأسفرت نتائجه عن اختيار وزير الأوقاف شخصية العام الدينية، وفقا لمصادر داخل وزارة الأوقاف.

وبدأ الخلاف يتشكل على أرض الواقع بإقالة وزير  الأوقاف من منصبه في المكتب الفني لشيخ الأزهر ، وعدم ضمه لعضوية مجمع البحوث الإسلامية رغم وجود أماكن كثيرة فارغة، ولم تهدأ نار الصراع بين العمائم، بل امتدت لتصل إلى حرب القوافل بين الأزهر والأوقاف، وبعدما تعاون الطرفان في إرسال القوافل أصبح كلاهما يغرد منفردا، ووصل الصراع إلى درجة أن الاقتراب من وزير الأوقاف أصبح بمثابة صك رفض وغضب من مشيخة الأزهر.

انكشف الخلاف بصورة بارزة في مؤتمر وزارة الأوقاف الدولي الذي نظمه المجلس الدولي للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، في مطلع شهر مارس لعام 2015 ، وحضره رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، وممثلين لما يزيد عن 30 دولة، وكانت المفاجأة غياب شيخ الأزهر للمرة الأولى في تاريخ المؤتمر.

وتعلل وكيل الأزهر الذي حضر نائبا عن الإمام الأكبر بأن سبب الغياب راجع إلى نزلة برد أصابت الطيب، وهو مالم يصدقه الحضور من الضيوف أو الإعلام.

وبرهن شيخ الأزهر على تعمده عدم حضور مؤتمر الأوقاف بعودته إلى مكتبه عقب انتهاء المؤتمر، ليلتقي بالضيوف المشاركين في مقابلة شخصية، زادت الكرة التهابا عقب حادثة مقتل المصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش، عندما جمع وزير الأوقاف الأئمة والدعاة في وقفة احتجاجية أمام مسجد النور بالعباسية، ووقتها سارع الأزهر بجمع ما يمكن من وعاظه التابعين لمجمع البحوث الإسلامية في وقفة مماثلة أمام قاعة مؤتمرات الأزهر.

ومؤخرا نظمت وزارة الأوقاف مؤتمرا، استجابة لمطلب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتجديد الخطاب الديني، وهو ما رفض شيخ الأزهر حضوره، ولم يرسل مندوبا عنه، وعقد في اليوم التالي جلسة حوارية جمع لها المثقفين للخروج بوثيقة لتجديد الخطاب الديني.

جاء المؤتمر الأخير لوزارة الأوقاف ليصبح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تأكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك صراع العمائم بين الأزهر والأوقاف، وخرج الإعلام عن صمته، معلنا أن هناك انقساما في المؤسسة الدينية، وهو ما سارعت الجهات السيادية بالتدخل لإنقاذه.