التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 10:47 م , بتوقيت القاهرة

أبو عبدالله السوداني.. آخر ضحايا وهم الجهاد في "داعش"

شاب سوداني في نهاية العشرينات من العمر، دفعته ظروف الحياة إلى الانضمام إلى تنظيم "داعش"، رافعا راية الجهاد في ليبيا، هو محمد عبدالله عكر، الملقب في داعش باسم "أبوعبد الله السوداني".

أبو عبدالله، البالغ من العمر 28 عاما، أب لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، ضافت به ظروف الحياة بعد تخرجه من جامعة السودان من قسم المحاسبة، وتنقل بين عدة وظائف إلى أن أصبح سائق "توك توك" لفترة، إلى أن قرر السفر إلى ليبيا للانضمام إلى صفوف "داعش".

روت والدة "أبو عبدالله السوداني" لصحفية "التيار" السودانية، كواليس انضمام نجلها إلى "داعش"، فقد تدرب في مركز "الدروشاب" للتجويد وتحفيظ القرآن، التابع للشيخ مساعد السديرة، أحد الشيوخ الذين تحوم حولهم الشكوك بضم الشباب السوداني إلى تنظيم "داعش".

والدة أبو عبدالله، عفاف الرؤوف، موظفة سابقة بديوان الحكومة، ترى أن نجلها بدأ يتغيير سلوكه كثيرا منذ زيادة زيارته إلى الشيخ مساعد السديرة، فقد كان ملتزما دينيا بقدر يقترب للتعسف، لكن سرعان ما تغيرت توجهاته وآرائه، فأصبح يعلق على سماع الأغاني في المنزل، ويتحدثا جهرا عن ضرورة الانضمام للجهاد في سبيل الله، في ظل مشاركة شباب سودانيين في "داعش".

الحاجة "عفاف" تقول إن نجلها ترك الخرطوم وأقنعها أنه متوجه لمدينة القضارف لشراء بعض المستلزمات التجارية، لكنه ظل طيلة 12 يوما هاتفه مغلق، بعد أن بحثوا عنه في كافة الأقسام والمستشفيات، إلى أن اتصل بهم وأخبرهم أنه في ليبيا، وبعد 40 يوما من التواصل عبر الهاتف، أخبرهم أنه انضم إلى "داعش"، وطالب أخيه بأن يترك دراسة القانون لأنها حرام، وينضم للجهاد.

وأرسل صديق لـ "أبوعبد الله السوداني" رسالة إلى أخيه الأصغر عبر تطبيق "واتس آب"، أخبره فيه أن شقيقه قد قتل في عملية انتحارية فجر نفسه في سيارة مفخخة في العشرين من مايو الماضي، وظلت الأسرة تبحث عن تفاصيل تقودها للرقم الذي سرعان ما أغلق، إلا أنها سلمت أمرها لله واحتسبت نجلها ميتا وأقامت له العزاء منذ عدة أيام.