التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:32 م , بتوقيت القاهرة

الطوارق.. "الرجل الأزرق" يبحث عن هوية

يطلق عليهم اسم "الرجال الزرق" نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق كزي رسمي، فهم المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا في الصحراء الإفريقية الكبرى، والأكثر انفصالا عن السكان العرب في الشمال الإفريقي، رغم أنهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب إلى البدو العرب.. إنهم قبائل "الطوارق".


في المناطق الصحراوية الممتدة من الجنوب الليبي حتى شمال مالي، هذا هو المكان الذي تتركز فيه "الطوارق" أو "التوارك"، كما تسمي في بعض المناطق، ففي ليبيا يوجدون بمنطقة فزان، أما في الجزائر فيوجدون بمنطقة الهقار، وفي مالي يوجد الطوارق بإقليمي أزواد وآدغاغ، أما في النيجر فوجودهم أساسا بمنطقة أيير.



لغتهم وأماكن تواجدهم


يتحدث الطوارق لغة مشتركة تسمى اللغة الطرقية، ولهم ديانة واحدة إذ اعتنقوا الإسلام منذ القرن السادس عشر الميلادي.


وفي غياب إحصاءات دقيقة وموثقة، لا يمكن إعطاء رقم دقيق عن عدد الطوارق، لكن هناك تقديرات غير رسمية تذهب إلى أن عددهم الإجمالي يناهز 3.5 ملايين، 85% منهم في مالي والنيجر، والبقية موزعة بين الجزائر وليبيا، بحسب ما ذكرت جريدة "الرياض" السعودية.


وتذهب التقديرات نفسها إلى أنهم يشكلون من 10 إلى 20% من إجمالي سكان كل من النيجر ومالي، وفي حين تذهب مصادر أخرى إلى أن عددهم يناهر 5.5 ملايين، يوجد معظمهم في مناطق صحراوية تمتد من الجنوب الليبي حتى شمال مالي والجزائر.


التمرد المسلح للطوارق



كان أول تحرك سياسي للطوارق عام 1963، حين طالبوا بحقوقهم السياسية في مالي، إلا أن حكومة الرئيس السابق، موديبو كيتا، قمعتهم بشدة، وزجت بمعظم نشطائهم في السجون.


ومع بداية تسعينات القرن الماضي، نشطت حركات مسلحة طارقية في مالي والنيجر، وقامت الجزائر بوساطة بين مالي والمسلحين، وتم توقيع اتفاق سلام بـ"تمنراست" في يناير 1991، لكن لم يحترمه الطرفان المتنازعان.



وقد تزايد العنف بين الجيش المالي وحركة التمرد، ما دفع الآلاف من الأسر للجوء إلى موريتانيا والجزائر وبوركينا فاسو، كما قام طوارق النيجر بهجرة واسعة إلى ليبيا في عهد الرئيس المالي السابق، حسين كونتشي، بحسب ما ذكرت "الجزيرة.نت".


ويشهد الجنوب الليبي اشتباكات مستمرة ومتبادلة، بين قبائل الطوارق والتبو، خلفت العديد من القتلي والمصابين.



وكانت قبيلة الطوارق الليبية قد رفضت الاتهامات التي وجهها الكونجرس الأمازيغي لليبيا، بالتمييز ضد الطوارق خلال مؤتمر عقد أخيرا، بمدينة أغادير المغربية، ووصفتها بأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة.


وقال بيان صادر عن رابطة شباب القبيلة، إن الطوارق في ليبيا لا يعانون ما يعاني منه الطوارق في الدول المجاورة، كمالي والنيجر، مشددة على أنهم قبيلة عربية قديمة جاءت من الجزيرة العربية منذ آلاف السنين.


فتش عن المرأة الطوارقية


تحتل المرأة مكانة متقدمة في المجتمع الطوارقي، ويعرف عن نساء الطوارق أنهن حاسرات الرأس، بخلاف الرجال الذين تفرض عليهم العادات اللثام بشكل أقرب إلى النقاب، منذ بلوغ الذكر الـ15 من عمره، حتى يدفن في قبره.



والمرأة هي سيدة المجتمع الطوارقي، فهي التي تختار زوجها وشريك حياتها وليس العكس، كما أن "الطلاق" يعد بمثابة مفخرة لهن، فالمرأة المطلقة تسمى "الحرة"، إذ أنها تتحرر من أي التزام للزوج، وباتت حرة في اختيار زوجها من بين رجال الحي غير المتزوجين، وكلما زادت عدد طلقات المرأة كان ذلك مدعاة لفخرها واعتزازها بنفسها.


أعلام الطوارق


يعد القائد العسكري المسلم طارق بن زياد من أعلام الطوارق المهمين، فينسب له إنهاء حكم القوط الغربيين لإسبانيا، وإليه أيضا ينسب "جبل طارق"، وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية غزوه للأندلس.


ويعتبر طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حد سواء، وتعد سيرته العسكرية من أنجح السير التاريخية.


كما يعد الكاتب الليبي، إبراهيم الكوني، من أشهر الطوارق المعاصرين، فينسب له العديد من المؤلفات في مجال الرواية والدرسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة، إضافة إلى اختياره من قبل مجلة "لير الفرنسية" كأحد أبرز خمسين روائيا عالميا معاصرا.



ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم، كما اصطحبه رئيس سويسرا معه في واحدة من أبرز المحطات الثقافية، فقد كان أول أجنبي يختار عضو شرف في وفد يرأسه الرئيس السويسري سنة 1998، عندما كانت سويسرا ضيف شرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في اليوبيل الخمسين.