التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 11:37 م , بتوقيت القاهرة

حصريا.. قرب قرب قرب SHOW مابعد الوفاة

لقد أحضرت زهورا لزوجي.. لقد فَرَّشت أسناني.. لقد لمعت حذائي.. لقد قمت بإلقاء تحية الصباح على البواب.. إذًا أنا متواضعة.. لقد تصدقت اليوم وأمس وأول أمس وكل يوم.. لقد حَرصتُ على التقاط السيلفي في البيت والبلكونة والشارع والسيارة والمقابر والحمام وعند الحلاق.

 لقد بِتُ أصب جام غضبي (رغم رقة مشاعري السالف ذكرها) على دولة الانقلاب وحكومة الانقلاب وشعب الانقلاب.. لقد بِت ضيفة على الفضائيات الإسلامية لنشر أفضلية التأسـي بأخلاقي الحميدة وكيفية تفريشي لأسناني وتلميعي لحذائي وكيفية انتقاء الزهور لزوجي وعدد صدقاتي وكيفية القيام بها!

نعم نعم وطبعا لم أنسَ الحديث عن سيلفي المقابر والتفكر وحسن التدبر بالدار الآخرة.. ويا معشر المُستهجنين لي يا، رافضين ما أفعل وناعتينه بالــ هَوَس أو الـــ SHOW  حتما أنتم من مؤيدي الانقلاب.

ماذا ؟! ريـــاء؟! أنا؟! حتما أنتم لستم مسلمين أنتم أتباع النصارى وتابعيهم..  كيف لكم أن تفهموا أن ما أقوم به ما هو إلا نشر لرسالة الحب والخير والسلام. أنا لا أقوم بــ SHOW أبدا حتى وإن كانت البرجوازية تفوح من لقطات الصور سواء من صور الطائرة أو أماكن تنزهي وشريك حياتي أو سفراتي.

أما بنعمة ربك فَحَدث يا كَفرة..

أنا مسلمة إسلام عصري، أضع المساحيق وأتجمل وتُطِـل قُصَة شعري من حجابي الماركة خلف نظارتي الماركة، ولكن هذا لايمنع زوجي من أن ينتقد السافرات غير الحريصات على الحجاب الشرعي.

أنتم تحسدوننا وتكرهوننا وتكرهون الإسلام.

ما خصكم أنتم إن كنا نباهي ونفاخر بما أنعم الله به علينا.. هل لأنه وَجب علينا أن نتصدق خفية أسوة بالرسول؟ ليس من شأنكم نحن أحرار.. هل لأنه بدلا من سيلفي العُمرة كان حَريٌ بنا أن نتعاون والأخوة في تسفير الراغبين في العمرة أو تزويج الفتيات أو شراء الأدوية أو إطعام المساكين... ليس من شأنكم نحن نفعل ذلك وانظروا ألبوم الصور.. بالإضافة لأننا أحرار.. هل لأن قوافل الإطعام التي نقوم بها نحرص على السيلفي!

ومايضيركُم في ذلك نحن أحرار 

وبعد الوفاة الأسطورية الخزعبلية وتواجدي الدائم أرثي زوجي على الإنترنت بعد سويعات قليلة من وفاته!! مالكوش دعوة  هل لتشبيه البعض جنيني بالرسول لكَونه وٌلِد يتيما !!! مالكوش دعوة برضو.

كان حِوارا تخيليا 100%، سردت فيه عجبي مما أحيط بوفاة الشاب فلان الفلاني، الذي لا أحبه ولا أكرهه، ولا يعنيني الأمر في شيء، حادث وفاة يحدث كثيرًا وليس بعيدًا عن أحد قد أموت الآن.. أمر عادي. لكن ما أثار جنوني هذا الكم شديد المبالغة من التغطية للحدث ومن تصرفات الأصدقاء وحتى أرملة المتوفى!! ماهذا ؟

هل صار استعراض أمور شخصية هو البطولة؟! 

هل عقم هذا البلد عن إنجاب أبطال حقيقيين، كي يُخَدّم الإعلام المكتوب على أمثال هذا الفلان وصناعة أبطال من ورق؟! كل ما تم استعراضه عن حياته مهما ثُمِــنَ عليه وكان رائعا يبقى أمرا شخصيا بحتا يا سَـــادة.. شخص ذو أخلاق حميدة وتوجه سياسي مُخالف نقطة ولا أجد في الأمر أكثر من ذلك.

وإن كان هذا الفلان بطلا يُفسَـح له المجال ولأصدقائه فقط لكونه حميد الخلق، فهل نصنع تماثيل من ماس أو ياقوت لعمال مصر وضباط مصر، ممن يستشهدون يوما بعد يوم، ورُجل كًمجدي يعقوب على سبيل المثال تُعطى أنامله الحياة لأطفال وكبار مِصــر بلا تمييز، أظن بمبدأ مغالاتكُم المرضية والــ OVER وSHOW وَجــب علينا أن نعبده مثلا لنوفيه عُشْـــر حَقه.

مجدي يعقوب الذي يعالج المسلم والمسيحي على حَد سواء دون أن يقوم بملء الشُنط الغذائية للمسلمين فقط المسلمين، ودون أن يدعو بصلاح حال المسلمين فقط المسلمين، ودون أن يجعل موهبته الفذّة حِكرا على أبناء جلدته دون المسلمين.

أو ريموند شينازي اليهودي مخترع عقار فيروس سي، الذي منح سر تركيبة عقاره السحري، دون أن يشترط أن يكون عقاره حِكرا لعلاج اليهود، كما تفعل الجمعيات الشرعية في عطاياها للمساكين أو حتى محلات المتزمتين من المسلمين، حين يقابلون المخالفين ولو بالمظهر.. بالتكشيرة والجبين المُقطب.

ألم يأن للذين نافقوا وكانوا مُرائين واستعراضيين أن يستحوا أو يعيشوا في عالمهم الإقصائي العجيب، لكن مع ضرورة احترام عقولنا، وحين يـَوَدون حَفر بئـر صَدقة على روح متوفاهُم البطل، لا تحفرونه في أوغندا أرجوكم، لأني وأزيد القارئ الكريم علما أذكرهم بكونها دولة مصب ذا مناخ استوائي لا تنقطع عنها الأمطار!

احفروا بئرا في شق الثعبان أو الجَبَل في المرج الجديدة أو الأبَجية كي لا يكثر شاربي المياه الملوثة ويمرضون بضيق الشرايين، ويعالجهم مجدي يعقوب النصراني أو يمرضون بفيروس سي ويعالجهم ريموند شينازي اليهودي.

كَفـــــى نفاقا وكَفــــــوا نَفسكــــوا.