التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 12:21 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| خطوط الصراع بسوريا.. احتدام معارك أم اتجاه للتقسيم؟

بالتزامن مع التطورات العسكرية على الأرض، والتقدم المتسارع لقوات المعارضة على جبهة إدلب، تتضح معالم جديدة لخطوط الصراع، بدأت مع تآكل للمناطق التي يسيطر عليها بشار الأسد في سوريا، وتراجع قواته إلى مناطق الساحل، التي تعتبر المساحة الجغرافية الآمنة بالنسبة للموالين للحكومة في دمشق.

خطوط الصراع يرى فيها مراقبون أنها مؤشرات على قرب قيام كيان علوي محمي دوليا، وتتجه لهذا الخيار دول كبرى، في مقابل رأي آخر يؤكد أن فكرة الدولة العلوية هي سابقة لأوانها، ويسبقها اتجاه لتشكيل إقليم يتبع لحكم مركزي في سوريا.

"انهزام كيفي"

عضو الائتلاف الوطني السوري، بسام الملك، قال لـ"دوت مصر": ما يحدث في سوريا خلال الفترة الماضية والتقدم الواضح للمعارضة السورية على الأرض، وهروب قوات النظام السوري إلى الساحل من خلال عملية انهزام كيفي، إشارة إلى أن المقاتلين من الطائفة العلوية لم يعد لديهم ثقة للقتال والاستماتة من أجل شخص الرئيس بشار الأسد، في وقت باتت أعداد القتلى من الطائفة تتزايد بشكل يومي.

وأضاف الملك: المقاتلون باتوا يدركون أنهم يقاتلون أبناء جلدتهم وبلدهم وليس إسرائيل، الانهيارات النفسية باتت واضحة، ولا أعتقد أن المقاتلين قادرون على مواصلة الدفاع والقتال من أجل بشار الأسد، لذلك بدأت الانسحابات نحو الساحل وهذا ما تبين في معركة أريحا.

اتجاه للتقسيم

وألمح الملك إلى أن الخطر الأكبر القادم في حال تقدم "داعش"، من مدينة تدمر إلى طريق دمشق حمص، الأمر الذي يعني قطع طريق حمص عن المنطقة الساحلية.

ويستدرك: يوجد انهيار كامل على المستوى الجغرافي للنظام، والنتيجة هي خسارة النظام آلاف الشباب العلويين.

وحول الحديث عن تقسيم سوريا إلى دويلات، قال عضو الائتلاف السوري: إن المعارضة بشكل عام والشعب السوري لا يريد تقسيم أو تمزيق سوريا، وهناك من يخطط للسوريين، الآن تجري اجتماعات مستمرة منذ 12 يوما بين موسكو وواشنطن لتقسيم المنطقة وإيجاد حل سياسي في سوريا، نحن نرفض ذلك، فلا نريد بقاء بشار الأسد ولا نريد بقاء رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة.

مسألة غير واضحة

من جانبه يرى الكاتب اللبناني عبد الوهاب بدرخان، أن مسألة التقسيم ليست واضحة بعد، وليس هناك إرادة دولية منسقة ومتوافق عليها بين الدول الكبرى من أجل طرح التقسيم أو فيما يتعلق بإنشاء دولة أو دويلات.

ويقول لـ"دوت مصر": الموضوع يدور في الأذهان ولا شك أن النظام السوري وإيران، يدفعان بهذا الاتجاه لأن إيران لا تستطيع أن تحصل على نفوذ ومصالح في سوريا طالما أن الاتجاه هو إلى حل سياسي وحكومة انتقالية ومحافظة على سوريا موحدة، لذلك يهمها أن يكون هناك نوع من التقسيم كي تضم الحفاظ على مصالحها.

كيان حكومي 

ويستدرك عبد الوهاب: لكن بنفس الوقت إذا كانت المسألة واضحة بالنسبة للنظام لأن الساحل علوي ويمكن إنشاء دويلة فيه، فإنها ليست واضحة بالنسبة للدول الكبرى إذا كانت تريد تعديل صيغة سايكس بيكو وتنشيء دويلات لأن بقية خريطة سوريا معقدة جدا ولا تفي بالمطلوب لمقومات الدولة أو الدويلات، ثم أن موضوع التقسيم ممكن أن ينعكس على عموم المنطقة، وأعتقد أن الدول الكبرى تعيها، رغم أن التقسيم كان دائما مطروح في ذهن النظام السوري لكن المسألة ليست بهذه البساطة.

ويتابع: صحيح أن التطورات توحي بأننا متجهون نحو التقسيم لكن في نفس الوقت هناك صيغ أخرى يجري التفكير فيها ولكن لا تتعلق بتقسيم الجغرافية بقد ما تتعلق بالإبقاء على الكيان الحكومي وإنشاء نوع من الحكم الذاتي في مناطق أخرى، هذه الصيغة التي يجري الحديث عنها أكثر مما يحكى عن دويلات.

خطوط حمراء

من جانبه يقول القيادي في مجموعة عمل سوريا المعارضة، أحمد رياض غنام، لـ "دوت مصر": في سوريا البوصلة الآن هي للمعارك، هناك عملية حسم عسكري نتيجة الدعم الإقليمي وتوحد القوى المقاتلة وضعف القدرات القتالية لدى جيش النظام وحزب الله.

المواقع الجيوسياسية للانتصارات تدلل على أن هناك إرادة لممارسة ضغط عسكري قوي على النظام السوري في منطقة الساحل، دون السماح بالذهاب لمعركة الساحل فهو خط أحمر دولي غير مسموح به على الإطلاق.

بالنسبة للكيان العلوي، يوضح غنام أن خطوط التماس الحالية شكلت بشكل عام كيان دويلة علوية، النظام السوري يرى أن كيان الدويلة العلوية يبدأ من دمشق ومنطقة القلمون وريف حمص وحمص، وأيضا الساحل السوري، وتلتقي جغرافية الكيان العلوي مع الجانب اللبناني في منطقة القصير والقلمون من أجل بقاء عملية الاتصال قائمة بين حزب الله والنظام السوري، أعتقد أن هناك مشروع دولي وأن جزء من الإدارة الأمريكية يقر بعملية التقسيم في سوريا.

حكم الضرورة

أما معركة دمشق فيرى غنام أنها مؤجلة بقرار إقليمي ودولي: الأسد لديه بوابات كثيرة باتجاه لبنان، وجيش النظام انتهى كمؤسسة عسكرية، من يقاتل بقوة هو جزء من الحرس الجمهوري، والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وبعض من الميليشيات الأفغانية، وبعض من الحاضنة الشعبية وبعض المكونات السورية التي تقف لجانب الأسد، صمود الأسد في دمشق المبني على عامل التطمينات الدولية بأن لا تفتح دمشق، وعامل آخر هو أنه يستطيع أن يصمد بمواجهة جيش الإسلام وقوات المعارضة التي لم تنجز توقيت زمني محدد لاقتحام العاصمة، نتيجة ارتباطها بالممولين الذين هم من يحددون ساعة الصفر.

ويتابع: الكيان العلوي هو كيان "بحكم الضرورة" نتيجة الحدث العسكري والأزمة السورية وعمق الخلاف بين مكونات السوريين وبين العلويين بالتالي المشكلة هي ما ستدفع لقيام إقليم علوي.