التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 07:44 م , بتوقيت القاهرة

وزير الأوقاف: خدمة الوطن شرف ولا تنحصر تحت قبة البرلمان

 أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن خدمة الوطن لا تنحصر تحت قبة البرلمان وحدها دون سواها، وأن خدمة الوطن شرف على كل حال وفي كل موضع.


وتساءل وزير الأوقاف ، في بيان مساء اليوم الخميس ، إذا كان ما بين خمسمائة أو ستمائة نائب لهم كل الاحترام والتقدير سيكونون تحت قبة البرلمان، فهل هؤلاء وحدهم من سيخدمون قضايا وطنهم؟ أو أن غيرهم قد يكون شريكًا لهم في هذا الشرف؟ وقال قد يكون هناك وطنيون آخرون أكثر همّة وحماسًا وقدرة وعطاء في خدمة وطنهم.


وأوضح وزير الأوقاف أن ذلك ليس مدعاة للتقاعس عن خدمة الوطن ولا لصرف أحد من الوطنيين عن نبل مقصده، وإنما هي دعوة للتنافس الشريف، وإلا فإن الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، والمحترف في حرفته، والمعلم في مدرسته أو معهده، والطبيب في مشفاه، والعالم في مجاله وميدانه، والإعلامي وآلته، قلمًا كانت أم آلة تصوير أم ريشة رسام أو جملة فنان، قد لا يكون واحدًا من هؤلاء أقل أثرًا، بل قد يكون أكثر تأثيرًا في عالم الوجود ودنيا الناس من أصحاب الاستجوابات وطلبات الإحاطة.


ورأى أن مجالات العمل الثقافي والتنويري والاجتماعي والإنتاجي لا تقل أثرًا ولا أهمية عن العمل السياسي بل تزيد، فنحن في حاجة إلى جهد كل عالم وعامل، وفي حاجة أشد أن يكون الناس جميعًا من العاملين المنتجين كل في ميدانه دون حاجة أن يكون المجتمع كله من محترفي السياسة، وإن كان الإلمام منها بطرفٍ أمرًا لا مفر منه.


وشدد على حاجة المجتمع إلى علم وفكر وثقافة وقلم ولسان وبيان العلماء والدعاة والمفكرين، أكثر من حاجته إلى نيابتهم عنه تحت قبة البرلمان، وخاصة أن ما يعرف بتسييس الدين أو تجربة الإسلام السياسي كانت شديدة المرارة، بحيث لا يمكن أن يمحى أثرها المر بسرعة من الذاكرة المصرية أو العربية أو حتى العالمية بسهولة أو بهذه السرعة المتوقعة من بعض من يراهنون على فقدان الذاكرة العربية أو ضعفها .


وقال وزير الأوقاف "لا أظن أن فصيلا سياسيًا يمكن أن يفصل كيانه السياسي عن الدعوي أو يدَّعي أنه لن يوظف الدين لخدمة أغراضه السياسية، ويظن أن الناس ستصدقه بهذه السذاجة، بل عليه أن يثبت يقينًا أنه لن يكرر التجارب المرة في خداع العامة باسم الدين، وأنه لن يسوقها صراعًا جديدًا بين الإيمان والكفر، وأنه لن يكرر غزوة الصناديق، أو أن الصناديق قالت للدين نعم وقالت للكفر لا، وأنه لن يعمد إلى استخدام ما تحت يده من الدعوة استخدامًا انتخابيًا، وأنه لن يقسم المجتمع إلى فسطاطين من جديد".