التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 02:55 م , بتوقيت القاهرة

عندما يختلط الزيت بالماء.. هل تصبح "العصمة من حق الزوجة"؟

على الرغم من أن عادات المجتمع المصري لا تقبل أن تكون العصمة في يد الزوجة، وأن تكون هي المهيمنة والمسيطرة، ومن تقرر استمرار العلاقة من عدمه، إلا أن العديد من النساء، يطالبن بأن تكون العصمة في أيديهن، ليحصن أنفسهن من غدر الرجال، ويضعن ذلك شرطا أساسيا لاتمام الزواج.


وهناك دراسات أثبتت أن العديد من الرجال، وافقوا على أن تكون العصمة في يد زوجاتهم، وقد يكون السبب في ذلك، ضعف شخصية الرجل ،أو حبه الشديد للمرأة، والذي يجعله يوافق على ذلك، ويتنازل عن حقه، في أن يكون قواما مسئولا عن رعيته.


وأثبتت إحصائية حديثة صادرة عن مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والجنائية المصري، من واقع سجلات موثقي عقود الزواج، أن هناك 21 ألف حالة من السيدات المصريات، اللاتي يطلبن أن تكون العصمة في أيديهن، باعتبار ذلك شرطاً للزواج من الرجال وأن هذه الحالات ارتفعت في الأعوام الثلاثة الأخيرة.


قبول مؤقت


ويرى استشاري الطب النفسي، الدكتور أحمد سعيد، أن الوضع الطبيعي الذي اعتاد عليه البشر منذ الخليقة، هو أن يتقلد الرجل الزعامة، وأن تكون العصمة في يده، ولم يحدث أن اعترضت المرأة على ذلك، وكانت هناك زيجات كثيرة كانت العصمة فيها بيد الزوجة، إلا أن لهذه الحالات خصوصيتها ومن الصعب التعميم.


واشار إلى أن قبول الرجل بهذا الوضع، إما يكون قبولا مؤقتا، أو لأنه لم يكن يملك أي خيارات أخرى، ولكن أكدت بعض البحوث أن هناك رجالا غير متحررين قبلوا بهذا الوضع، وهنا فإن القبول أو الرفض، يختلف من كل رجل إلى آخر وليس لها علاقة بالمستوى الثقافي أو الاجتماعي.


عقد الزواج مشروط


ومن جانب آخر أكدت الدكتورة آمال كامل، عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقاً، أن كون العصمة في يد المرأة، لها عدة أبعاد، أولها البعد الشرعي، فعقد الزواج مثل أي عقد آخر، يمكن للإنسان أن يضع فيه شروطا للرجل أو المرأة، مادامت لا تتصادم مع أي طرف من الأطراف، فإذا طلبت الزوجة أن تمسك عصمتها بمعنى أن تطلق نفسها في أي وقت كيفما تشاء، فهذا حق لها، والشرع لا يرفضه، وإن كان العرف الاجتماعي يرفضه.


المرأة غير مؤهلة


ويري الخبير الاجتماعي، الدكتور أحمد المجذوب، أن ترك العصمة في يد المرأة، لا تحميها ولا تعصم الزوج من الغدر، ولا تحميها من احتمالات قد تؤدي ذات يوم إلى الانفصال، فيؤكد أن المرأة عندما تملك حق العصمة تمارس على الزوج شكلاً من أشكال التهديد، فهي بهذا التصرف ستضعه دائماً تحت رحمتها، مشيرا إلى أن المرأة التي تشترط أن تكون بيدها العصمة، غالبا ما تكون من المشاهير والفنانات لان معظمهن يمتلكن ثروة مالية ضخمة مما يدفعها إلى التمسك بحق العصمة.


ولكن أجمع كل منهما على أن المرأة غير مؤهلة للاتخاذ قرار، ولا تستطيع أن تمثل دور القائد في العلاقة الزوجية، لأنها لا تستطيع التحكم في أعصابها ومزاجها كما يفعل الرجل، ومن المتوقع منها أن تقول لزوجها "انت طالق" لاتفه الأسباب.