التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 07:39 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا ينتظر "داعش" بعد السيطرة على تدمر؟

بعد أسبوع واحد من المعارك الطاحنة، التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، تمكن تنظيم "داعش" من بسط سيطرته الكاملة على مدينة "تدمر" التاريخية، في ظل تراجع قوات النظام وانسحابها إلى مناطق آمنة، مع تسجيل أكثر من 50 قتيلا ضمن صفوفهم.


وكان تنظيم "داعش"، قد بدأ هجومه المحكم على مدينة "تدمر" التاريخية في الـ13 من الشهر الجاري، قبل أن تسقط المدينة العريقة في أسبوع واحد، فما هو تأثير سيطرة "داعش" على تدمر بالنسبة للأوضاع في سوريا والعراق؟



أول خطوة لمحاصرة دمشق


تمتلك مدينة تدمر حدودا طويلة مع محافظة الأنبار العراقية، التي كان قد سيطر التنظيم على "عاصمتها" الرمادي قبل أيام، ما يعني أنها أصبحت بوابة لشن هجمات من الجهة الشرقية والسيطرة على المحافظة بالكامل، كما تعد المدينة نقطة ارتكاز قوية في طريق التقدم إلى دمشق، معقل النظام السوري من الناحية الغربية.


وقد توقع عضو الائتلاف السوري المعارض بالقاهرة، بسام الملك، أن يقطع داعش الطريق الفاصل بين الساحل والمنطقة الجنوبية خلال أسبوعين، حتى تصبح العاصمة دمشق محاصرة تحت يد التنظيم، محذرا من خطورة ذلك واعتباره أول إشارة لتقسيم سوريا.


وتابع الملك، في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن هناك تعاونا قد حدث بين داعش وقوات النظام السوري، بعدما انسحب الجيش من تدمر تاركا خلفه الأسلحة والمعدات العسكرية، معتبرا ذلك علامة استفهام كبيرة، وقال "لكنه ربما ينقلب السحر على الساحر".


واتهم عضو ائتلاف المعارضة قوات التحالف الدولي بخذلان سوريا، وعدم تدعيم موقفها، مشيرا إلى أنهم نادوا مرارا بأن القصف الجوي لن يحسم المعركة أمام داعش، ومناديا بضرورة إنشاء القوة العربية العسكرية، التي اقترحها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ.


النفط والسلاح



السيطرة على مدينة تدمر تعني استيلاء "داعش" على 50% من الأراضي السورية، خصوصا أن المدينة تمتد على مساحة شاسعة من الصحراء السورية الكبرى، المتاخمة لمدينة الرمادي العراقية، إضافة إلى السيطرة على جميع حقول النفط والبترول في سوريا، لوجود كبرى هذه الحقول في تدمر، ما يعني موادر مالية ضخمة محتملة تضخ في الرئة الاقتصادية للتنظيم.


إلى جانب ذلك، هناك مطار عسكري كبير بالمدينة، يزيد من الأهمية الإستراتيجية لها بالنسبة لـ"داعش"، إضافة إلى اقتحام سجن تدمر الشهير، وتحرير المساجين المحتجزين به.


خيارات داعش


وعبر أبوعبد الرحمن الحموي، المقرب من جيش الفتح لـ"النهار" اللبنانية، عن خشيته من أن تكون وجهة داعش التالية بعد تدمر، هي الشمال الغربي لتفكيك جيش الفتح في ريف إدلب، وقال "الحقيقة أن سيطرة داعش على تدمر أخطر بكثير مما قد يتخيله البعض"، متابعا "إضافة إلى المستودعات الهائلة من السلاح والذخيرة التي استولى عليها داعش، فإن تدمر تعتبر عقدة مواصلات تفتح أمام التنظيم عدة خيارات مرعبة".



وأكد الحموي أن داعش يملك عدة خيارات منها التوجه ناحية الشمال الغربي لتفكيك جيش الفتح في ريف إدلب، أو التوجه غربا تجاه السلمية ثم حماة التي تحوي مخازن هائلة للسلاح والذخيرة، أو التوجه إلى مطار التيفور ومنه إلى حمص، أو إلى الجنوب الغربي إلى القلمون، ما سيضع جيش الفتح هناك بين فكي كماشة.


وتتواصل الاشتباكات بين مقاتلي "حزب الله" والفصائل السورية المسلحة في منطقة "القلمون" الحدودية، منذ عدة أيام، وسط تصاعد مستمر وقتلى من الجانبين.


ويرى الحموي أن الأخطر من ذلك أيضا هو أن "استيلاء داعش على تدمر يعني قطع أي اتصال قد يحصل مستقبلا بين جيش الفتح في ريف إدلب وجيش الفتح في القلمون".