التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:27 م , بتوقيت القاهرة

زقزوق: مهاجمو التراث مجانين ومن يسيء استخدامه أحمق

قال وزير الأوقاف الأسبق، محمود حمدي زقزوق، إن التراث ميراث الأمة الإسلامية، ومن يرميه بالتخلف مجنون، ومن يسيء استخدامه أحمق، ومن ينميه ويحافظ عليه عاقل.


وأضاف زقزوق، خلال ندوة بعنوان "علاقة العقل بالنقل.. نظرة جديدة"، اليوم الخميس، ضمن فاعليات الدورة التدريبية لتجديد الفكر الديني بالجامع الأزهر، أن البعض يريد أن يستغني المسلمون عن تراثهم، بينما يرى آخرون أن التراث يجب الاحتفاظ به وتقديسه دون إضافة أو تطوير، ليبقى حبيس المكاتب ويحرم المسلمين من الاستفادة منه، والصحيح أن نتعامل مع التراث بطريقة متوازنة من خلال تيسيره للناس.


وأوضح وزير الأوقاف الأسبق أن التراث به علم غزير، وفي نفس الوقت به جوانب سلبية، وبه أحاديث ضعيفة تم الاستشهاد بها، وقد أقر حجة الإسلام، أبوحامد الغزالي، أن كتابه "إحياء علوم الدين" كان يحوي أحاديث ضعيفة، وعلل ذلك بأنها جاءت في فضائل الأعمال فقط، وقد عكف في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته على دراسة علم الحديث الشريف.


وبينّ زقزوق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من نبهنا لمسألة التجديد، فقد قال: "إن الله يبعث على رأس كل سنة من يجدد لها دينها"، وهذا حديث صحيح لم يشكك فيه أحد على الإطلاق، وقد تنبه أئمة المسلمين إلى هذا التوجيه المحمدي وعملوا به، فعندما انتقل الإمام الشافعي من بغداد إلى مصر بدأ يغير في فتواه ويجدد مذهبه.


وأكد أن التجديد سنة كونية، فكل شيء في الوجود يتجدد حتى خلايا الإنسان، لأن التجديد هو ما يضمن استمرارية الحياة، لذلك فإن من أراد أن يخدم التراث الإسلامي من العلماء، فعليه أن ييسره للناس ويبسطه لهم، مع عدم الاستغناء عن أصول التراث الإسلامي، فالكتب المؤلفة هي اجتهادات قابلة للنقد، مضيفا أنه من سماحة الإسلام وتشجيعه على الاجتهاد أن جعل لمن اجتهد فأخطأ أجر، لأن الإسلام يريد من المسلمين اقتحام ميدان الاجتهاد لمن يمتلك أدواته دون خوف.