التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 01:15 ص , بتوقيت القاهرة

أخبار عادية عاجلة

يدق الفرق بين العقل والجنون، فكلاهما يشتبك مع الآخر في مساحات عديدة، لكن يكمن فرق جوهري بين الاثنين، وهو أن المجنون لا يرى عاقبة تصرفاته ولا يفكر للحظة قبل أن يفعلها ولا تشغله كثيرا نتائج ما قام به، ولا يندهش من شناعة ما ذهب له من قرارات، فذاكرته صفرية وقدرته على التوقع منحرفة، ولا يملك أي إمكانية على ترتيب الأحداث بأقل قدر من المنطقية.


لا أدري لماذا تقافزت إلى ذهني هذه المقارنة وأنا أتابع أخبارا عادية في الصباح.. هل أصيب العقل العربي المسلم بجنون ما..!


شركات تكنولوجيا تطور "روبوت" متحركا على شكل حيوان، يجمع بين ثور وحصان، يستطيع أن يحمل 200 كيلو جرام، ويسير لمسافة 20 ميلا دون توقف، وميزته الكبرى أنه يستطيع صعود الجبال والسير في المناطق الصخرية الوعرة والتي يصعب على الإنسان السير فيها.


الروبوت بالأساس مصنوع للاستخدامات العسكرية ومساعدة الجنود في أثناء المهمات الصعبة في حمل العتاد والسلاح.


وهو روبوت يسير عبر حواسيب محمولة وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومفاصل قدمين قوية ومرنة، ويعمل بالتوجيه الصوتي ويتبع قائده بشكل مطيع، فيمشي إذا مشى ويتوقف حين وقوفه.


(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن منتجات شركة بوسطن دينامكس التابعة لجوجل).


للمرة الأولى تتخلى أمريكا عن القصف الجوي وتبدأ في عملية برية في سوريا لاستهداف وقتل أبو سياف القيادي في تنظيم داعش. كان ذلك عبر القوات الخاصة "دلتا فورس" التي استخدمت طائرة هليكوبتر طراز بلاك هوك، و "يو اتش 60" خرجت من العراق إلى سوريا واشتبكت مع التنظيم وقتلت أبو سياف وأسرت زوجته أم سياف.


أبو سياف كان المسئول عن بيع النفط في السوق السوداء وتمويل التنظيم.


ومصادر تكشف عن أن عملية الإنزال تمت بالتنسيق مع بعض عناصر من داخل داعش تعمل لحساب المخابرات الأمريكية وهي التي حددت بدقة موقع إنزال القوات في ريف دير الزور. ما يدل على اختراق واسع لداعش من قبل المخابرات الأمريكية.


الرسالة: عارفينكم يا كلاب واحد واحد، وسايبينكم تلعبوا مع بعض طالما بتشتروا منا السلاح وبتفتتوا المنطقة وبتبيعوا النفط بسعر بخس. ولو واحد فيكم خرج عن الطوق هنبعتله رصاصة تخترق رأسه الخرب.


ملحوظة: أبو سياف من تونس، وهي أكثر دولة عربية تنتشر فيها أفكار وقوى علمانية متأصلة، في ذات الوقت هي أكبر دولة عربية من حيث تصدير المتطرفين دينيا إلى ليبيا وسوريا والعراق، حتى قيل إن عددهم في ليبيا يفوق 800 مقاتل، وفي العراق وسوريا أكثر من 3000 مقاتل. وهو دليل واضح على أن التطرف لا يأتي إلا بتطرف مقابل، وإصرار كل طرف على الجحود والعناد ورفض ثقافة الآخر لن يؤدي إلى محوه بل إلى زيادة تمسكه بمبادئه وإيجاد مبررات دائمة لزيادة تطرفه وعناده.


قتال في اليمن - قتال في العراق - قتال في سوريا - سيارة مفخخة في كابول تتبناها طالبان - إعدام في مصر - قضاة يقتلون، بفتح الياء وضمها.. إلى آخر هذه الأخبار النمطية لدينا.. والقتلى مسلمون على كلا الطرفين، فما عدنا في حاجة الى تطوير الفقه الإسلامي وقواعد أهل الذمة أو مفهوم دار العهد، لحماية الآخر المختلف معنا دينيا.. نحن في حاجة ماسة لتطوير فقه إسلامي يحمي الداخل الإسلامي.


كل هؤلاء يزعم أنه يناضل من أجل تطبيق الشريعة وإزالة المنكرات ومحاربة الظلم، فيقودهم الأمر إلى ظلم أشد ومنكرات أوسع.. ولو افترضنا صحة ما يزعمون ثم عدنا إلى القواعد الفقهية الكبرى التي وضعها الفقهاء الأقدمون، نجد قاعدة مهمة، "أن إزالة المنكر بما هو أنكر منه حرام شرعا."


وهي قاعدة تجمع بين السياسة والعقلانية وبحث المصلحة، والتأني في دراسة الواقع ورصد التوقعات المستقبلية لتصرفات بعينها، ثم عقد مقارنة منصفة بين الواقع الحادث وبين مستقبل تصرفاتنا، ثم الاختيار بينهما وفقا لقاعدة المصلحة.


دراسة الواقع وإدراك السياسات الداخلية والدولية والوضع الإقليمي هو الذي يحدد مفهوم "الحرام والحلال" شرعا. وليس أنصاف المتعلمين والمضطربين نفسيا.


ارتفاع مستوى التضخم في السودان لـ 24%. وفشل كامل في المستوى الإداري والاقتصادي والأمني. ملاحظة لك عزيزي المسلم الغيور على دينه، السودان دولة "دينية" تطبق الحدود وتقطع الأيدي الفقيرة وتجلد المرأة لو ارتدت ملابس ضيقة، كما تحلم أنت. لكنّها تسببت في تقسيم السودان بعد أن رفض الآخر المسيحي في الجنوب الانصياع لقوانين مجحفة في حقه. ثم انتحر الجنوب هو الآخر في صراع داخلي مسيحي/ مسيحي.. وضاع الوطن. أيضا حدثت مذابح في غرب السودان مات فيها ما لا يقل عن ربع مليون وتشريد 3 ملايين إنسان، في قتال إسلامي/ إسلامي، لكنه بين قبائل عربية وإفريقية وساهمت فيه قوات البشير بالدعم والتمويل والسلاح.


فهل عرفت أن تطبيق الشريعة الشاذ في خيالك لا يكون بالقطع والجلد، ولكن بالنجاح والتنمية وتوفير حاجات الإنسان ورعاية مصالحه وحماية نفسه وجسده وماله وحريته الخاصة.


قال الله (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب).


أدوات الرسل الأساسية كما ذكرها القرآن هي الكتاب والميزان. والكتاب يحتاج إلى قراءة وفهم وعقلانية وحرية اختيار. والميزان هو رمز العدل والاتزان النفسي والأخلاقي، والتوازن في الحكم على الحياة. والهدف كما ذكر هو أن يقوم الناس بالقسط. في كل مناحي الحياة فلا يطغى طرف على طرف ولا يخشى إنسان على حياته.


ثم، في الآية التالية، أنزلنا الحديد فيه بأس ومنافع.. والحديد رمز آخر على الصناعة، وعلى القوة، وعلى الإنتاج، وفيه منفعة وحماية للإنسان.


ويكون ختام الآية ليعلم الله من ينصره ورسله.. فيكون النصر بتلك الأدوات والأهداف. الكتاب - الميزان - العدل - الصناعة.