التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 01:26 ص , بتوقيت القاهرة

السلطة والإعلام..ضغوط سياسية أم بطولات زائفة؟

تشهد العلاقة بين السلطة والإعلاميين منذ عقود توترات عدة بين الحين والآخر، فتهدأ قليلًا ثم سرعان ما تطفو الخلافات إلى السطح، يمارس خلالها الطرفان لعبة القط والفأر، ولاسيما في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، وما شهدته من اضطرابات سياسية، وضعت العلاقة بين الإعلاميين والسلطة السياسية على صفيح ساخن، تخللها اختفاء عدد من الوجوه الإعلامية، لها ثقلها في الوسط الإعلامي والجماهيري، والسبب واحد "ضغوط  سياسية".

 

باسم يوسف..زلات اللسان تطيح بنجم الـ"يوتيوب"

 

حظى برنامج "البرنامج"، الذي قدمه الإعلامي الساخر، باسم يوسف، بشهرة واسعة بين أوساط المصريين، وكان المحطة الأولى لانطلاق البرامج ذات الطابع الفكاهي الساخر بعد ذلك، وانطلق باسم في أغسطس 2011، عبر فضائية "أون تي في"، ليمر بمحطات توقف عديدة لأسباب وصفها بـ"السياسية"، حسب قوله، مرورًا بقناة "سي بي سي" الفضائية، نهايةً بقناة "الإم بي سي"، في 2 يونيو، التي انتقد أثناء تقديمه البرنامج عبرها، الحكومة ووزير الدفاع آنذاك، الفريق أول، عبدالفتاح السيسي.
 

ريم ماجد .. الإعلامية المشاغبة تدفع ثمن جرأتها


لم تختلف أسباب إيقاف برنامج "جمع مؤنث سالم"، الذي تقدمه الإعلامية، ريم ماجد، على فضائية "أون تي في"، بعد تقديم حلقتين منه فقط، عن الأسباب السابقة مع الإعلامي الساخر وزميلها، باسم يوسف، واصفة إياها بـ"الأسباب المسيسة"، متهمة جهات في الدولة بممارسة ضغوط شديدة على مالك القناة ورئيسها لمنع ظهورها على القناة، حسب قولها في تصريحات عدة.

فودة يودع متابعيه في ظروف غامضة


الإعلامي يسري فودة، لم يفلت هو الآخر من تلك الضغوط، حيث فوجئ متابعو برنامج "آخر كلام" في سبتمبر من العام الماضي، بتوقفه عن تقديم حلقات البرنامج، كاشفًا فيما بعد أن قيادات عسكرية دفعته لاتخاذ قراره بإيقاف البرنامج وليس إدارة القناة، حسب تصريحاته.

الانتقادات اللاذعة للإبراشي توقف برنامجه لساعات


كما اتهم مقدم برنامج العاشرة مساءً، الإعلامي وائل الإبراشي، المذاع على فضائية دريم 2، وزيري التربية والتعليم والإسكان بالوقوف وراء وقف البث المفاجئ عن برنامجه، مؤكدًا أن الأسباب سياسية وليست فنية، مستدلًا على ذلك بأنه تم منعه من استكمال الحلقة، نظرًا إلى تسليطه الضوء على ملفات الإهمال والفساد في الوزارتين تحديدًا، حسب قوله.
 
ومن جهتها، أرجعت العميد الأسبق لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، الدكتورة ليلي عبدالمجيد، إيقاف عدد من برامج الإعلاميين، إلى وجود خلافات قانونية ومالية بينهم وبين إدارات القنوات، لافتة إلى أن العديد من المؤسسات الإعلامية عانت خلال الفترة الماضية من أزمات مالية، دفعتها إلى الاستغناء عن عدد كبير من العاملين فيها.

وأوضحت عبدالمجيد ، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن عددًا من الإعلاميين يلجأون إلى اتهام السلطة السياسية بالوقوف وراء إيقاف برامجهم، في محاولة لتبيض وجوههم، واكتساب بطولة زائفة، في سبيل رفع أسعارهم بين الأوساط الإعلامية، عبر تصدير صورة أن الدولة تضطهدهم، حسب قولها.

واتفق معها، الخبير الإعلامي الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام الدولي في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، متهمًا البعض باستخدام شماعة الضغوط السياسية، لتبرير انتهاء تعاقداتهم مع الصحف أو القنوات الفضائية، والإدعاء بأنهم تعرضوا لتدخلات من جانب أجهزة الدولة لإيقاف برامجهم، رغم أن إدارات تلك القنوات أكدت أنه تم إنهاء التعاقد معهم، مثل، يسري فودة، وريم ماجد، نظرًا إلى عدم تحقيق برنامجها أية إيرادات مالية.

وأضاف العالم، أن الإعلام المصري الخاص يتمتع بدرجة عالية من الحرية، دفعت به إلى الوقوع بين براثن الفوضى في أحيان كثيرة، مدللًا على ذلك بالسماح بإصدار تراخيص لقنوات خاصة كثيرة، خلال الفترة التي أعقبت الثورة، ومواصلة الإعلاميين لعملهم بحرية، رغم ما يصدر عنهم من تطاول وتجاوزات ضد القيادة السياسية والحكومة، أمثال الإعلاميين، عمرو أديب، وتوفيق عكاشة، ويوسف الحسيني، ووائل الإبراشي.

بينما رأى الخبير الإعلامي، الدكتور ياسر عبدالعزيز، أن هناك مؤشرات واضحة على أن بعض أجهزة الدولة تتدخل تدخلات قاسية من أجل تحديد مسار التغطية الإعلامية، من خلال ممارسة الضغوط على ملاك القنوات الفضائية والصحف، موضحًا أن تلك المؤشرات نشاهدها في مصادرة بعض أعداد الصحف، أو منعها من الصدور، وتغيير بعض الموضوعات والعناوين، وإزالة بعض المقالات، والتضييق على بعض مقدمي البرامج، وهذا الامر يتم بأدوات غير مباشر.

وعن بيان قناة "أون تي في" بشأن أسباب إيقاف برنامج، ريم ماجد ، أوضح عبدالعزيز: إن "ما ورد في البيان غير مقنع، وينطوي على معلومات مغايرة للواقع"، مشيرًا إلى أن "بعض الأجهزة تحاول من خلال علاقتها بملاك وسائل الإعلام استغلالها من أجل الإبقاء على مسار التغطية الإعلامية".