التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 12:16 ص , بتوقيت القاهرة

"صعدة".. "تورا بورا" اليمن وحائط الصد "الحوثي"

مع توجيه التحالف العربي بقيادة السعودية نداء إلى المدنيين في محافظة "صعدة" اليمنية، بالخروج من المدنية قبل السابعة مساء أمس الجمعة، باعتبارها منطقة "عسكرية"، لا يعرف المتابعون الكثير عن المدينة التي تقع شمال غربي العاصمة صنعاء، والتي تعد حائط الصد لدى الحوثيين ومعقلهم الأول.


"تورا بورا" اليمن


تعد جغرافيا محافظة صعدة التي يوجد بها الكثير من الكهوف شبيهة بمنطقة "تورا بورا" الشهيرة في أفغانستان، فجبال مرَّان ساعدت قائد الحوثيين في استغلال طبيعة التضاريس الجبلية هناك والتخفي والاختباء خلال الحرب الأولى في 2004، التي قتل فيها حسين الحوثي شقيق زعيم الجماعة حاليا.



وأشارت عدة تخمينات إلى أن عبدالملك الحوثي يتخذ من كهوف جبال مران ملجأ له ويقود حركته من تحت الأرض، ويقال إن خبراء عسكريين إيرانيين هم الذين هندسوا وخططوا لتلك المخابئ، بحسب ما ذكرت "العربية.نت" في تقرير لها.



ومع بداية عاصفة الحزم دُمر ضريح حسين الحوثي الذي أقيم في أعلى قمة جبل مران الذي تحول إلى مزار.


صعدة.. قلب الحوثيين 


تقع  في الجزء الشمالي من الجمهورية اليمنية، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 243 كيلومترا، حيث تتصل بمحافظة حجة وجزء من محافظة عمران من الجنوب، ومحافظة الجوف من الشرق، والمملكة العربية السعودية من الشمال والغرب، وتشهد المدينة نشاطا تجاريا نسبيا كونها منفذا بريا مع المملكة، فضلا عن ممارسة أهلها أعمالا حرفية يدوية وصناعات تقليدية.




ما يشكله سكان المحافظة من إجمالي سكان اليمن يبلغ 3.5%، كما يبلغ عدد مديرياتها 15 مديرية، ومركزها مدينة صعدة، بينما "البقع" من أهم مدنها. 


 "صعدة الحديثة"  تأسست في "القرن الثالث الهجري" أو القرن التاسع الميلادي، في عهد حاكم اليمن الشمالي وقتها، الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم ، خلال المملكة الإمامية.


الدولة الزيدية في اليمن


ظلت المدينة مركزا للدولة الزيدية التي استطاعت مقاومة وحسم العواصف والصراعات الداخلية والخارجية، وهي الدولة الوحيدة على الساحة اليمنية التي استمرت تاريخيا، وذلك من عام 898م حتى عام 1962، دون غيرها من الدول اليمنية التي ظهرت وانهارت.


ويعتنق أغلب سكان محافظة صعدة الزيدية وهي أحد المذاهب الشيعية، ويعده العلماء من أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة، كما يبلغ تعداد سكانها حوالي 67674 نسمة، بحسب الإحصاء الذي أجري عام 2004.


 معقل الحوثيين وحائط الصد الأول


"العاصمة" هذا كل ما يمكن أن يفسر ارتباط محافظة صعدة بجماعة الحوثي، حيث بدأ التواجد الحوثي في المدينة منذ أوائل الثمانينات، فيما يعد عام 1992 هو تاريخ تأسيس "أنصار الله" علي يد حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004.



وبسبب سياسات النظام اليمني السلبية في الداخل والخارج، إبان فترة حكم الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، اشتعلت المواجهات المتقطعة بين قواته وعناصر "أنصار الله" من 2004 وحتى 2011، كما اشتبك الحوثيون مع قوات سعودية عام 2009 في ما عرف بـ"نزاع صعدة".


مدينة الحروب الست


6 حروب شهدتها المحافظة عبارة عن معارك بين حكومة  عبدالله صالح من جانب وبينهم من الجانب الآخر، وبدأت الحرب في يونيو عام 2004 عندما اعتقلت السلطات اليمنية مؤسس الجماعة بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد.


المواجهة الثانية اشتعلت في مارس 2005 وانتهت في مايو من العام نفسه، وانتهت بتسليم القيادي في حركة الشباب المؤمن "أنصار الله لاحقا"، عبدالله بن عيضة الرزامي، نفسه إلى السلطات اليمنية في 23 يونيو 2005. 



وكانت المواجهة الثالثة بين شهري نوفمبر 2005 ويناير 2006، وفيها اشتبكت قوات من قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبدالله صالح مع قوات مؤيدة لعبدالملك الحوثي، قبل أن يتوقف الاقتتال قبل الانتخابات الرئاسية. 


وكانت الحرب الرابعة خلال شهري يناير ويونيو 2007، وبدأت شرارة الحرب بعد قتل الحوثيين 6 جنود من القوات اليمنية ما دعا النظام إلى شن حملة على صعدة قتل خلالها 160 من الحوثيين بحسب المصادر الحكومية، وتم الاتفاق على هدنة في 16 يونيو2007 قبل عبدالملك الحوثي بشروطها، ومنها اللجوء السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مسجونين حوثيين في السجون اليمنية. 


وما بين مارس إلى يوليو 2008 شهدت صعدة الحرب الخامسة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، وتوقفت الاشتباكات عام 2008 عندما أعلن عبدالله صالح وقف إطلاق النار في 17 يوليو من العام نفسه، ووصل عدد المعتقلين في أغسطس من نفس السنة إلى 1200 معتقل. 



وكانت الحرب السادسة في أثناء شهري أغسطس 2009 وفبراير 2010، وهي التي شهدت توغل الحوثيين في الأراضي السعودية واحتلالها عددا من المواقع أهمها في جبل الدخان، وانتهت الحرب بإعلان الجماعة وقف إطلاق النار من جانبها، وتوقفت الاشتباكات في 12 فبراير على إثر انسحاب الحوثيين من شمالي صعدة في الخامس والعشرين من فبراير 2010.