أشاد نائب الرئيس السوداني، الدكتور حسبو محمد عبد الرحمن، بعلاقات بلاده مع مصر الممتدة عبر التاريخ في مختلف المجالات وبما تقوم به القاهرة لدعم قضايا أمتها العربية باعتبارها دولة كبيرة وعظيمة ولها كل احترام وتقدير.

وقال نائب الرئيس السوداني إن مصر والسودان شعب واحد في بلدين يربطهما نهر النيل، وهما امتداد طبيعي لبعضهما، فمصر في شمال الوادي والسودان في جنوبه ويجمع البلدين والشعبين علاقات قوية ومتميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والعلمية، كما أن بينهما تنسيق كبير حول مختلف القضايا التي تهمهما.

وطالب نائب الرئيس السوداني علماء الدين والدعوة والفكر والمثقفين في البلدين بالعمل سويا لحماية الأمن الفكري وتنظيم منتديات مشتركة في كلا البلدين للتصدي للتحديات التي تواجه البلدين ومحاولات تشويه صورة الإسلام والعقيدة السمحة وإلصاق تهم الإرهاب بالإسلام.

جاء ذلك خلال استقبال نائب الرئيس السوداني، اليوم الخميس، وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة والوفد المرافق له في إطار زيارته الحالية للسودان بحضور وزير الإرشاد والأوقاف السوداني الفاتح تاج السر وسفير مصر لدى الخرطوم أسامة شلتوت.

كما شدد نائب الرئيس السوداني على دور علماء الدين في مصر والسودان لحماية الشباب من الغزو الفكري ودعاوى الإرهاب والتطرف، مطالبًا وزارتي الأوقاف في مصر والسودان بعقد لقاءات تنسيقية في كلا البلدين لمواجهة تلك التحديات وتعميق الفكر الإسلامي المعتدل خاصة أن البلدين يجمعهما توجه فقهي واحد، مشيدا في الوقت ذاته بدور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في نشر تعاليم الإسلام السمحة بالتعاون معهما من خلال إيفاد العلماء والأئمة للسودان.

وقال نائب الرئيس السوداني إننا نتبع أسلوب الحوار مع المتشددين لاستيعابهم والتدرج في التعامل مع المتطرفين، معربا عن سعادته بزيارة الوفد المصري برئاسة وزير الأوقاف للسودان بما يعزز العلاقات المشتركة بينهما، مطالبًا بتبادل الزيارات بين كل المسؤولين في البلدين.

من جانبه، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على العلاقات المتميزة بين مصر والسودان، حيث يجمعهما وحدة الهدف ويربطهما نهر واحد وبينهما علاقات نسب قوية، معربًا عن سعادته بلقاء نائب الرئيس السوداني ومشيدا بعلمه وفكره المتميز.

وأكد وزير الأوقاف تطابق وجهات النظر بين وزارتي الأوقاف في البلدين لمواجهة الإرهاب الفكري والتركيز على القيم الإيمانية والأخلاقية والسلوكية في الإسلام بعيدا عن أي توجه سياسي أو مذهبي.

وأعرب جمعة عن استعداد وزارة الأوقاف في مصر للتعاون مع نظيرتها بالسودان لبدء حملة في إفريقيا تبدأ من تشاد لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتركيز على تعاليمه السمحة بعيدا عن السياسة مع مراعاة طبيعة الشعوب، مشيرًا إلى الجهود التي تقوم بها وزارة الأوقاف في مصر للتصدي للفكر المتشدد وطباعة الكتب بعدة لغات والحوار مع الشباب بأساليب متطورة.

وبدوره، أعلن وزير الإرشاد والأوقاف السوداني اتفاقه مع الدكتور جمعة على تكثيف اللقاءات الثنائية، مشيدًا بزيارة الوفد المصري من شمال الوادي إلى جنوبه بالسودان، مبينا في الوقت ذاته أن العلاقات المصرية السودانية يرويها نهر النيل ويغذيها الإسلام وتدعمها القيادة السياسية في البلدين.

وأشار إلى أنه سيتم البناء على تلك الزيارة وتوقيع بروتوكول تعاون ديني مشترك للعمل سويا من أجل التصدي للإرهاب وتجديد الخطاب الدعوي والاستفادة من خبرة مصر لتطوير المساجد والارتقاء بالدعاة.