التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 12:44 ص , بتوقيت القاهرة

النص الكامل لكلمة محلب في مؤتمر "الأهرام": الحكومة تحتاج "النصح"

طالب رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، خلال مؤتمر "دور مصر الإقليمي بعد الثورات العربية"، الذي نظمه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اليوم الثلاثاء، الباحثين بتقديم النصيحة للمسؤولين، موجها التحية لمسؤولي المركز.


"المهمة التي أُسس من أجلها المركز وصدر بسببها التقرير الاستراتيجي لا تزال قائمة ومتواصلة.. هذه النوعية من المراكز دورها الرئيسي هو استخدام المناهج العلمية لدراسة وتحليل كل ما يواجه بلدانها ومجتمعاتها من ظواهر ومشكلات وأزمات، أولا لفهمها ومعرفة أسبابها وأبعادها وتطوراتها، وثانيا لاقتراح بدائل للتعامل معها بما يحقق المصلحة العامة للوطن والمواطن".


تهنئة لكم، أنتم أبناء مركز الأهرام للدراسات، حيث كنتم أصحاب الريادة، كما هي عادة مصر والمصريين دائما، في إصدار أول تقرير استراتيجي علمي في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، لتنطلق بعده التقارير المماثلة في عديد من دول المنطقة، وتهنئة لنا، نحن المصريين، لأنه بعد نحو خمسين عاماً من تأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وثلاثين عاماً على صدور التقرير، نستطيع أن نطمئن بل ونُفاخر بأن لدينا مؤسسة للبحث العلمي السياسي والاستراتيجي تضارع في أدائها وتقاليدها أرقى مراكز الدراسات والتفكير في العالم المتقدم.. هذه المؤسسة ليست فقط قوة مصر الناعمة، ولكن قوة مصر الحقيقية.


الحكومة تعي جيداً أهمية هذا الدور وتحترمه، وتحتاج إليه، وتؤكد حرصها الدائم على متابعة كل النتائج التي تتوصل إليها أبحاث مركز الأهرام للدراسات ونظائره من مراكز البحث والتفكير الوطنية، وسعيها للاستفادة من البدائل والتوصيات التي تقترحها للتعامل مع المشكلات والأزمات الداخلية والخارجية، فأي حكومة تحتاج إلى مراكز التفكير كظهير يقدم لها النصيحة.


مركز الأهرام للدراسات أدى منذ تأسيسه عام 1968 هذا الدور في دعم المصالح الوطنية المصرية العليا في عديد من المراحل والمنعطفات الرئيسية التي كان أبرزها: ما بين نكسة 1967 وانتصار 1973 في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا، وأثناء حربي الخليج الأولى والثانية عامي 1990 و2003 حفاظاً على الأمن القومي المصري والعربي، وطوال الوقت منذ النشأة الثانية للنظام الحزبي في مصر دعماً لتحول ديمقراطي حقيقي وأداء حزبي وبرلماني فعال.


مواصلة مركز الأهرام للدراسات لهذا الدور في المرحلة الحالية المصيرية التي تمر بها بلادنا هى واجب لا شك لدي في أنه سيقوم به، وأنتم بالفعل تقومون به برقي. فداخليا لدينا قضايا عديدة أبرزها: البناء السياسي الديمقراطي والاقتصادي الفعال والاجتماعي العادل للبسطاء والقضاء على الإرهاب البغيض، وخارجياً هناك القضية الفلسطينية وبناء التضامن العربي وتعزيز استقرار الدول العربية.


لكي يقوم المركز بهذه المهام الحيوية في المرحلة الصعبة التي نمر بها، فإنني أدعوه إلى أمرين: الأول، هو التعاون المنتظم مع المراكز والمؤسسات العلمية والثقافية الرئيسية في مصر والإقليم والعالم، من أجل التوصل لأفضل البدائل المحققة للمصالح المصرية العليا. والأمر الثاني، هو بذل مزيد من الجهد والاهتمام بالدراسات السياسية والاقتصادية المستقبلية، حتى نستطيع أن نمهد الطريق أمام أبنائنا وأجيالنا الشابة لتحقيق الأهداف التي خرج المصريون من أجلها في 25 يناير و30 يونيو، وهذا هو التحدي كيف يمكن تحقيق اهداف الثورتين.


لن يتوقف حديثي معكم عند مطالبة مركز الأهرام للدراسات والمراكز الوطنية المماثلة بالقيام بتلك الأدوار المهمة، ولكن الحكومة تعدكم بأنها ستقوم بكل ما يجب عليها لدعم البحث العلمي في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق الدستور الذي رفع الميزانية المخصصة له، من أجل توفير أفضل الموارد البشرية والمادية للمراكز البحثية للقيام بأدوارها.


ضروري أن نعمل في هذه المرحلة على إعادة لحُمة الوطن، والاصطفاف في مواجهة المخاطر، وأن نكون يدا واحدة تبني الوطن، مشيرا إلى أن أسهل شىء هو النقد، ولكن نريد من يقدم لنا رؤى للاصلاح، فليس أمامنا سوى دفع المجتمع للأمام، بل والانطلاق، وأن تكون عندنا التجربة المصرية في كل المجالات".