التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 09:13 ص , بتوقيت القاهرة

"حزب الله" يستعد لمعركة القلمون على الحدود مع سوريا

يضع حزب الله اللبناني حاليا "اللمسات الأخيرة" على تحضيراته لمعركة القلمون المرتقبة خلال أيام، والتي يتوقع أن يواجه خلالها نحو 4 آلاف مسلح متمركزين في المناطق الجردية الحدودية اللبنانية – السورية، حسبما أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.


وذكرت "الشرق الأوسط"، في تقرير لها أمس السبت، أنه بعدما سلم الحزب الملفات السياسية الداخلية لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، وأبرزها ملفا التعيينات الأمنية ورئاسة الجمهورية، فإنه انصرف إلى حشد إمكانياته وعناصره لمعركة كان من المنتظر أن تنطلق نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي "إلا أن أمورا داخلية لبنانية أخرتها"، كما تفيد مصادره.


وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أعلن رسميا التحضير للمعركة في خطاب ألقاه في فبراير (شباط) الفائت، أكد فيه أن "معركة السلسلة الشرقية آتية لا محالة بعد ذوبان الثلج".


أما وقد ذابت الثلوج فإن العد العكسي بدأ لانطلاق المعركة، ويبدو أن حزب الله هو الذي سيبادر هذه المرة إلى الهجوم بعكس المرات السابقة حين كانت المجموعات المسلحة هي التي تباغت الحزب بهجمات على مواقعه ومواقع الجيش داخل الأراضي اللبنانية، وفقا للصحيفة اللندنية.


ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر مطلعة على تفاصيل التحضيرات للمعركة، أنها كان من المنتظر أن تنطلق في النصف الثاني من أبريل أو كحد أقصى في نهايته، إلا أن "أمورا داخلية لبنانية" دفعت إلى تأجيل بسيط بانتظار استكمال التحضيرات النهائية.


وقالت المصادر إن "المواجهات لن تنطلق قبل ضمان الحزب كل شروط نجاحها المطلق، وبعد التأكد من خفض سقف الخسائر".


وأوضحت أن "المعركة ستقع وبشكل أساسي ضمن الأراضي السورية، لذلك ينحصر التنسيق حاليا بين حزب الله والجيش السوري (النظامي)".


وأضافت المصادر أن تحضيرات حزب الله الحالية ترتكز على محاولة فرض الحسم في مدة أقصاها شهر ونصف الشهر، مشيرة إلى أن طول أمد المعركة أكثر من ذلك سيعني تلقائيا تحولها إلى "حرب استنزاف لا تخدم لا الحزب ولا لبنان".


وتابعت "الأعداد المرجح مواجهتها تفوق الـ4 آلاف مسلح، أما السلاح الذي سيستخدم فهو أولا السلاح التمهيدي وبالتحديد المدفعية لشل حركة المسلحين، على أن تستخدم الأسلحة الصاروخية والمضادة للدروع والقناصات خلال عملية الاقتحام، على أن يكون الطيران السوري (النظامي) الركن الأساسي في المعركة التي ستتخذ شكل حرب العصابات".


أما الجيش اللبناني، الذي هو عمليا غير معني بالمعركة المقبلة باعتبارها ستنحصر بشكل كبير داخل الأراضي السورية، وبحسب تقرير "الشرق الأوسط"، فأتم استعداداته منذ فترة للتصدي لأي تسرب للمقاتلين باتجاه الأراضي اللبنانية بعيد اندلاع المعارك.


وقام الجيش بمجموعة "عمليات استباقية" خلال الأشهر الماضية، استهدف خلالها مواقع مسلحين تمركزوا في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية، قال الجيش "إنهم كانوا يخططون" لاستهداف مراكزه ودورياته، إلا أن اتساع المنطقة الجردية اللبنانية وتداخلها مع الأراضي السورية يجعل عمليات تعقب المسلحين صعبة.