التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 07:48 م , بتوقيت القاهرة

في عيد العمال.. "التعددية النقابية" ظالم أم مظلوم؟

قضية التعددية النقابية أثارت في الآونة الأخيرة جدلا واسعا في صفوف الحركة العمالية، لم يكن هذا الجدل حديث العهد، بل بدأ قبل 30 عاما، عندما أطلق شيخ النقابيين، عطية الصيرفي، دعوته وفكرته حول تعددية المراكز النقابية، ومنذ ذلك الوقت والجدل يتصاعد ويهبط، إلى أن وصل إلى حد تبادل الاتهامات.


وبدأ الأمر بمشادة كلامية، نشبت على هامش مؤتمر العمل الأخير في الكويت، أطرافها مصريين، بين نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، محمد سالم مراد، وأحد عناصر النقابات المستقلة، أحمد خيري.


وبدأت المشادة، بحسب وكالة أنباء العمال العرب، عندما طالب خيري الحضور، بضرورة إدراج توصية تقر بالتعددية النقابية، طبقا للدستور المصري، مضيفا أنه يمثل أكثر من ثلاثة ملايين عامل أعضاء في اتحاده، ورد عليه نائب "عمال مصر"، محمد سالم، قائلا: "إن من يدعو إلى التعددية النقابية في المنشأة الواحدة، فهو يعمل تنفيذا لأجندات خارجية.


"عطية الصريفي" اول من نادى بالتعددية النقابية :



جبالي المراغي : التعددية النقابية "تهدم ماتبنيش"


التعددية النقابية "تهدم ماتبنيش"، هذا كان رد  رئيس اتحاد عمال مصر، جبالي المراغي، لـ"دوت مصر"، ودائما يقول  أن اتحاد عمال مصر هو الكيان الشرعي الذي يحمي حقوق العمال، ومن ينادي بالتعددية هدفهه تفتيت الحركة العاملة.


واتفق المراغي مع تصريح سابق لوزرة القوى العاملة والهجرة، خلال الدورة العادية 82 لمنظمة العمل العربية والتي أقيمت بالقاهرة، وأكدت على أن الاتفاقية الدولية للحريات النقابية رقم 87 لسنة 1948 بشأن الحريات النقابية وحماية حق التنظيم،  لا تعني التعددية، وليست مرادفا لها، وبالتالي لا نريد أن  نمزق العمل النقابي في أية دولة العربية.  


.ومن جانبه قال مجدي عبد الفتاح، مدير مركز البيت العربي لبحوث والدراسات، إن قرار السلطة التنفيذية في مصر مشاركة الاتحاد العام لعمال مصر، وسط غياب النقابات والاتحاد المستقلة هو انتهاك وتجاوز للدستور المصري، الذي وافق عليه غالبية المواطنين المصريين، وأقر حق حرية التنظيم بإنشاء النقابات بالإخطار والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها بمصر بشان الحريات النقابية.


وقالت الناشطة العمالية، فاطمة رمضان، إن مصر وقعت على اتفاقيات دولية تكفل حرية العمال في إنشاء نقاباتهم، والنقابات المستقلة تمارس دورًا إيجابيًا لتحقيق مصالح وحقوق العمال، مؤكدة أن العمال هم المسئولون  عن تحديد وجود النقابات من عدمه .


ويؤكد القيادي العمالي صلاح الانصاري، في مقال نشرته مدونة حوار: "في تقديرى أن أخطر ما في هذا المشهد، هو أننا ملوك الكلمات والمفاهيم الكبيرة .. ذات الدلالات المحددة .. نمضغها كاللبان .." التعددية النقابية، الحق في التنظيم , الأحادية النقابية، وحدة الطبقة العاملة، كلمات تلوكها الأفواه لا تبلعها ولا تبثقها".


وأضاف الأنصاري: "يجب التفرقة بين التعدد والاختلاف كمفاهيم وبين "التعددية" كمصطلح في علم السياسة الليبرالي السائد في الغرب تحديدا، , فالتعدد يعني التنوع والتفاوت والاختلاف، في حين أن "لتعددية "كمصطلح له خلفية تاريخية وفلسفية، يرتبط بإدراك دور الدولة وطبيعة المواطنة".