التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 02:05 ص , بتوقيت القاهرة

تقرير: الإسلام يعيش أزمة البروتستانتية قبل 450 سنة

ذكرت المجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أنه منذ صعود الإسلام السياسي في مصر، وإعادة تشكيل العالم الإسلامي على الإيدولوجيا الإسلامية، والتي رفعت شعار أن مجتمع المسلمين البالغ مليار شخص سيصبح حرا وعظيما إذا كان تقيا، قد غير شكل العالم الإسلامي، خاصة مع ظهور الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، لافتة إلى أن هذا المشهد يشبه ما كانت عليه أوروبا خلال العصور الوسطى، والتي شهدت حرب أديان في القارة العجوز.


وأوضحت المجلة أن الدين الإسلامي ليس هو الذي صعد الخلاف، لكن المشكلة في الحقيقة هي عدم وفاق عميق بين المسلمين حول مدى تدخل الإسلام في تشكيل القوانين ومؤسسات المجتمع، فغالبية المسلمين أو الإسلاميين أو غيرهم، ليسوا في الحقيقة جهاديين أو ثوريين، لكن المنافسة الحالية حول ما هو المشكل للنظام العام الجيد، قد أثارت عملية الاستقطاب بين المسلمين وخلقت العداوات الشرسة التي تقاوم حل وسط، والنتيجة هي ظهور رابطجة من المشاكل المعقدة التي تفاقم بينهم.


وأشارت المجلة إلى أن العديد من الخبراء في الغرب حاولوا فهم طبيعة هذا الصراع لكنهم لم يذهبوا بعيدا؛ فرغم أن هؤلاء الخبراء قد أنتجوا دراسات ثرية عن الإسلامية واعتبروها حالة مميزة، لكن ما نساه هؤلاء هو أن الإسلامية أيدولوجية وخطة لوضع نظام للحياة العامة، وهو ما ينبغي أن يدرس مثل باقي الإيدولوجيات.


وبحسب المجلة فإن جزءا من العالم الإسلامي اليوم يحمل تشابها غريبا مع شمال غرب أوروبا منذ 450 سنة، وهي الفترة التي شهدت ما يعرف باسم "الحرب الدينية"، هذه الفترة مثل الآن شهدت موجة من الحرب الدينية استطاعت أن تنبسط إلى مناطق أخرى، لتدخل العديد من الدول الأخرى، وتهدد باشتعال القارة الأوروبية.
ففي عام 1560 واجهت فرنسا وهولندا وسكتلندا تمردات يقودها أتباع لفرع جديد من البروتستانت، كان يسمى الكالفينية، هذا المذهب الجديد مثل الكاثوليكية واللوثرية، كان في الأصل أيدولوجية سياسية أكثر من كونه معتقدا دينيا، فقد انتشر في الوقت الذي كانت أوروبا قد أقامت نظامها الاجتماعي الاقتصادي، والذي كانت تسيطر عليه جزئيا الكنيسة الكاثولوكية الرومانية، وقد عرف الكالفانيون أنفسهم على أنهم معارضين لهذا النظام، لذا فإن اختيار أيدولوجيا تخلط بين الدين والسياسة فقد أدى إلى اشتعال حرب سياسية أيضا.



تسببت الحرب الكالفينية في مقتل ربع الشعب الألماني
وجاءت هذه التمردات في أوروبا في منتصف تنافس ديني استمر لمدة 150 عاما، حول الشكل الأفضل للدولة المسيحية، وحافظت هذه التمردات على صراعها في البداية بين رجال الدين ومعتنقي التوجهات الدينية المختلفة للمسيحية، قبل أن يدخل التنافس السياسي بين أطراف مختلفة في منتصف فترة هذه الثورات، وقد أدت هذه التمردات إلى حرب الثلاثين عام البائسة التي تسببت في مقتل على الأقل ربع الشعب الألماني، التي كانت مركز الأمبراطورية الرومانية، وبعد انتهاء هذه الحرب أندلعت معركتين أيدولجيتين أخريتين وهما الحرب بين الملكية والدستورية ثم الليبرالية والشعوبية خلال القرون المتتالية.

وخلال هذه المدة الطويلة انقسمت الدول الغربية حول أفضل طريق لنظام المجتمع والذي قدم لهم دروس رئيسية للوقت الحاضر.