التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 05:19 م , بتوقيت القاهرة

عم "الأسد".. جمع 90 مليون يورو ولا يستطيع دفع فاتورة مطعم

يحاول قضاة فرنسيون منذ حوالي العام، معرفة كيف تمكن نائب الرئيس السوري السابق، رفعت الأسد، وعم بشار الأسد، الذي يقاطعه نظام دمشق من بناء ثروة عقارية في بلادهم جاوزت فقيمتها حوالي 90 مليون يورو.


وقدمت جمعية "شيبرا"، التي تدافع عن ضحايا الجرائم الاقتصادية، شكوى في فبراير 2014 أدت إلى بدء التحقيقات، مفادها أن هذه الممتلكات تم شراؤها بأموال الفساد، التي جباها رفعت الأسد، اليد اليمنى لشقيقه الأكبر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.


لكن بنامين غروندلر، أحد محامي الدفاع عن رفعت الأسد، يرد قائلا، بحسب وكالة فرانس 24 "إنها ليست أموالا سورية"، مؤكدا "تقديم وثائق تظهر الأصل القانوني لثروة رفعت الأسد" إلى المحققين.


والأسد "77 عاما"، المتهم بقيادة حملة القمع الدامية ضد جماعة الإخوان، وخصوصا الهجوم على حماة في 1982، أرغم على سلوك طريق المنفى بعد عامين من ذلك.


وقال مصدر قريب، من التحقيق لفرانس برس، إن الأسد أكد خلال جلسة الاستجواب أكد أن "الحكومة السورية تكفلت بمصاريفه، وإن الأموال التي كان يكسبها أعطاها للفقراء".


وأضاف "لم أكن أملك شيئا عندما حانت لحظة مغادرة سوريا"، وتابع "فرنسوا ميتران،الرئيس الفرنسي الأسبق، طلب مني المجيء إلى فرنسا ومنحنا رخص حمل السلاح، كما زودنا بعناصر أمنية، لقد كان في غاية اللطف".


وأوضح "لا أعرف بواسطة أي أموال تم الشراء، أنا أهتم بالشؤون السياسية حصرا، يجلبون لي الأوراق لأوقعها وأفعل ذلك. فأنا لا أعرف كيف أدفع الأموال، حتى فاتورة المطعم".


وقدر محققون من الجمارك قيمة ممتلكات عائلته في تقرير صدر في 15 مايو 2014، أن "القيمة الكاملة للإرث العقاري في فرنسا لرفعت الأسد وعائلته، من خلال شركات في لوكسمبورغ، وغالبيته عقاري بحوالي 90 مليون يورو".


ومن أصل هذا المبلغ "أكثر من 52 مليون يورو يمتلكها رفعت الأسد بشكل غير مباشر"، خصوصا عبر شركة سنون المسجلة في لوكسمبورغ.


وتتضمن الممتلكات اسطبلا للخيول قرب باريس وقصرين ومبنيين وقطعة أرض في باريس ومكاتب في مدينة ليون.


بدورهم، تحدث عدد من أبناء رفعت الذين تم استجوابهم كشهود عن سعودي "يقوم بتمويلنا في المنفى منذ 30 عاما".


وقال سومر الأسد "43 عاما" إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حكم السعودية بين 2005 و 2015 "منح والدي الاسطبل".


أما ابنه الآخر سوار 39 عاما، فقال إن الأسد "يعيش من بيع الشقق بشكل رئيسي والمساعدة التي تقدمها السعودية بشكل منتظم".


وأكد رفعت الأسد، صداقته مع الملك عبدالله وسببها الولع المشترك بالصيد، وقال إنه قبل المنفى و"في كل مرة كانت سوريا بحاجة إلى شيء ما كانوا يرسلونني للطلب من عبدالله، لقد جلبت الكثير من الأموال إلى سوريا كمساعدات".


لكن فابريس بالانش الخبير في الشؤون السورية، أبدى شكوكا إزاء ذلك قائلا للمحققين إن "السعودية ليس لها مصلحة في دعم رفعت الذي لا يمثل شيئا".


ويحتفظ المحققون بشهادة موظف سابق لدى العائلة أكد كيف أن الشقق في أحد المباني التي كان يديرها "كان يتم تأجيرها لأسبوع أو شهر من دون الإعلان عن ذلك مطلقا".


أما رفعت الأسد فإنه يعتبر أن التحقيق الذي يستهدفه مرده دوافع سياسية. وقال "أجد هذه المسألة غريبة فهذه القضية لا تشرف فرنسا".