التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 07:38 ص , بتوقيت القاهرة

باحث أثري: الفراعنة أقاموا مشروعات عملاقة لحماية سيناء

قال الباحث الأثري بمنطقة شمال سيناء الدكتور هشام حسين، إن سيناء استرعت انتباه قدماء المصريين، منذ بداية تأسيس الدولة المصرية قبل 6 آلاف عام، حيث أرسل الفراعنة البعثات التعدينية إلى مناطق المناجم بجنوب سيناء، لجلب الفيروز والنحاس.


وأوضح حسين، في تصريحات اليوم السبت، أن قدماء المصريين حرصوا على إظهار السيادة المصرية على مناطق المناجم بجنوب سيناء، وإثبات تبعيتها للدولة، فتركت بعثات التعدين نصوص ومناظر تشير إلى تأديب كل من يفكر في الاعتداء على ممتلكات الدولة المصرية، مضيفا أنه من خلال تلك المشاهد والنصوص، تمكن الفراعنة من إرسال رسائل مكتوبة ومصورة، مفادها أن سيناء أرض مصرية يمتلكها أصحاب حضارة وفكر وبأس شديد.


وأشار إلى أنه بالنسبة لمناطق سيناء الشمالية، فإنها لها من الخصوصية في قلب وعقل الفراعنة، خاصة مشروع عملاق أطلقه ونفذه فراعنة الدولة الحديثة (قبل ما يقرب من أربعة آلاف عام) عندما استطاع المصري القديم أن يؤمن أهم المناطق في سيناء، ألا وهى الطريق البحري والطريق البري المعروف قديما باسم طريق حورس، والذي يبدأ من مدينة القنطرة شرق الحالية، (مدينة ثارو الفرعونية) وينتهي بمدينة رفح المصرية.


وأضاف أن ذلك المشروع العملاق تمثل في بناء سلسلة من القلاع الحربية، 11 قلعة، بطول طريق القنطرة شرق – مدينة رفح المصرية، بمحاذاة خط ساحل البحر المتوسط، وكان الهدف منه تأمين حدود الدولة المصرية، من خلال خلق بوابات مرورية حدودية ومنافذ قادرة على التحكم في حركة العبور من وإلى مصر، بالإضافة إلى تأمين طريق حورس لتسهيل عبور التجارة، وتأمين ساحل البحر المتوسط تجنبا لحدوث اختراقات أمنية من قبل أعداء الوطن.


ولفت إلى أن تلك القلاع تعتبر مراكز إمداد وتموين للجيش المصري الفرعوني، المتمركز في الضفة الشرقية لقناة السويس، أثناء عبوره متجها لبلاد الشام والعراق القديم، لتوسيع وتأمين حدود الإمبراطورية المصرية، التي وصلت في أوج عظمتها إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.


وأكد حسين أن عيد تحرير سيناء من أهم الأعياد وأقربها لقلوب المصريين، فهو مؤشر للنصر الميداني، وتكليل للجهود الدبلوماسية المصرية لاستعادة أغلى البقاع وضمها إلى حضن الوطن، فسيناء الطاهرة العزيزة خصها رب العزة بالذكر في كتابه، لما لها من خصوصية مكانية وروحية، ففيها تلقى موسى الألواح من ربه، وعبرها يوسف الصديق وإخوته وأبيه، ومن قبلهم إبراهيم الخليل عليهم جميعا السلام، مشيرا إلى أن الدفاع عنها وتنميتها وإعمارها من القضايا المصيرية لأبناء الوطن.