التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 03:27 م , بتوقيت القاهرة

بحيرة "البردويل" بشمال سيناء.. حفرها الله ويردمها الإهمال

تعتبر بحيرة البردويل، في محافظة شمال سيناء، قيمة إضافية، ولمسة منحها الله لشواطئ البحر المتوسط، بمنتجاتها من أفخر أنواع الأسماك الصالحة للتصدير، والتي تلقى إقبالا في السوق المحلية أبصا، ولكن هذه القيمة تغرق الآن، تحت وطأة "ترهل" أعمال التطوير، والقيود المفروضة على العمل.



غرب العريش بحوالى 25 كيلو مترا، يتفرع الطريق الدولي باتجاه الشمال، حيث شاطئ البحيرة ومقر إدارتها وشاطئها الذي تراصت عنده مراكب الصيد بانتظار فتح موسم الصيد الجديد، بعد إغلاقها منذ شهر ديسمبر الماضي، حرصا على نمو زريعة الأسماك، حسب إدارة البحيرة، بخلاف قيود الظروف الأمنية التي تكبل أحيانا الصيادين.



ويقول سلامة أبو زياد، أحد الصيادين، إن البحيرة تنتج الجمبرى متوسط الحجم والعملاق، وأسماك الدنيس والبوري والوقار والقاروص واللوت، وهي أسماك ذات سمعة عالمية ومحلية ممتازة، نظرا لأن بحيرة البردويل طبيعية متصلة بالبحر من خلال بواغيز طبيعية وصناعية، ما يكسبها نقاء المياه وعدم تلوثها.



ويتحدث أبو زياد عن مشكلات الصيادين، قائلا إن فترة إغلاق البحيرة يتوقف الصيد فيها، ومعه تتوقف أرزاق الصيادين دون وجود إعانات بديلة، بخلاف منع السلطات الصيد في بعض أجزاء البحيرة، والسماح لصيادين بعينهم بالعمل فيها بشكل غير مفهوم.


وطرح أبو زياد قضية قرية الصيادين، التي من المفترض إنشائها وتوفير الخدمات المجانية فيها، وأهمها الخدمات الصحية.



من جهته، أوضح الريس علي حمدان، صاحب مركب، إن مشكلة الوقود تعوق عمل المراكب، بجانب عدم وجود مصنع للثلج، وانعدام وجود مساحات تخزين.



وقال الصياد أحمد إسماعيل غيث، إن دعم الجمعيات التعاونية بحوالي  200 رخصة صيد، لتأجيرها لأصحاب المراكب، لا يعود بالفائدة على الصيادين، فيجب أن يولي المسئولين دعمهم للصيادين الذين تتوقف أرزاقهم خلال فترة غلق البحيرة، مشيرا إلى تردي إنتاج البحيرة، التي تعتبر من أطهر بحيرات العالم، مطالبا بفتح البواغيز الطبيعية المردومة، موضحا أن البوغاز الصناعي به عيوب في الاتجاهات.



ويعرض مصطفى السيد، رئيس اللجنة النقابية للعاملين في مهنة الصيد بشمال سيناء، لـ"دوت مصر"، مشكلات البحيرة، قائلا إن سواحل المحافظة منضبطة ولا توجد بها خروقات، ونحن نرفض ما نقله الإعلام عن تهريب الصيادين للسلاح، موضحا أنهم يعتبرون أنفسهم حراسا للسواحل مع القوات المسلحة، التي يخطرونها أولا بأول بأي ملاحظات لهم خلال عمليات الصيد.


وأضاف نقيب الصيادين أنهم نقلوا لمحافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور،  مطالبهم الخاصة بتنمية بحيرة البردويل، من خلال مخاطبات باسم النقابة، بعد تقلص إنتاج الأسماك بالبحيرة، لعدة أسباب، منها انتشار الملاحات على ضفافها الجنوبية، التي بلغت 75 ملاحة، تشفط المياه من البحيرة بدون ضوابط علمية، ما يهلك زريعة الأسماك الصغيرة، كما أ اثنين من البواغيز الطبيعية ردمت بفعل الإهمال، فيما أنشئت بواغيز صناعية بشكل علمي خاطئ، نظرا لعدم اعتمادها على ظروف التيارات الهوائية بالبحيرة، لافتا إلى أن هناك رسوم تُفرض على الصيادين بلا سند قانوني.


من جانبه، قال مصدر أمني لـ"دوت مصر"، إن جهات الأمن تراقب البحيرة بسبب ظروف أمنية، وأسباب أخرى تتعلق بمنع تهريب الأسماك بشكل غير قانوني، لافتا إلى ضبط 15 شاحنة مؤخرا محملة بالأسماك، قبل موعد فتح البحيرة الرسمي في شهر مايو المقبل.