التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 05:14 م , بتوقيت القاهرة

أرِني الله أو ابتعِـد حتـى أراه

أَعدَدت قهوتي، وجلَســـــــــت أَستعد لكتابــة مقال طويل عريض، رُحـــت أعِد وأذاكر له عَســــاني أنجح في بَث حزني وصدمتي على ما يفعلونه في الدين من تشويه بَوَاح، وَصَل إلى أن أسموا (الدين)، الذي هو أمر روحي وجداني شخصي بين الرب والإنسان وعلاقة مُتفردة تماما وتجربة شخصية تختلف معطياتها من شخصٍ لآخـــر، أَسمــــــوه (علمـــًا) ويطلقونها في أريحية شديدة! مما يترتب عليه ضمنيًا نَزع ثَوب الدين عن عموم المسلمين أو على أقل تقدير نعتهم بالجهلة.. فهم لم يدرسوا العلوم الشرعية المزعومة أو لنقُل 95% منهم!!!

وأتساءل هل يجب عليّ كَأحـد من عموم الناس أن أدرس وأتفقه وأتبحر في مسائل تم وضعها أصلا بعد تمام الدعوة والرسالة من بشر مثلي ومثلك عزيزي القارئ؟

وما سر هذه القُدسية المُرعبة التي وَجَـــب علينا إضافتها على كل من سَطَــــر حرفا، فيعكس رأيه الخاص ونظرته الأُحادية في الدين صَحَـــت أو جانبها الصواب، هي تُعبر عن رأيه ومنظوره وظروف عصره وأحكامه في النهاية. 

ولن أناقش قضايا قُتلِت بحثا كَالحجاب وفرضيته من عدمها ومقولة بن الخطاب الشهيرة: ألقي عنك الخمار يا دفار أتتشبهين بالحرائر؟ تِلك المقولة التي تطوي آلاف التفاسير والتأكيدات على أَن الموضوع اختلف باختلاف عصره وظروفه مثله مثل الكثير والكثير من الأمور، التي تقع موقع المُسلّمات المحتمية بسور حصين من فولاذ، يجعلك كَـ مُسلِــم تترك عنك نعمة العقل مُسلّما مفاتيحه وبقاياه لمن ينظم لك أمور حياتك ومجرياتها لتقرأ أولا فقه حجرة النوم وفقه الـWC  أعزكم الله وفقه "الشوبينج" وكيفيه اختيار "المانيكور" الإسلامي، وعن نفسي أجدني أطالب بضرورة وجود مانيكور مسيحي لزوم الوحدة الوطنية!!

وأضحك وأبكي على ما آلت إليه حال الأسرة المسلمة من حالة ذهنية بائسة تمنع عنها نعمة التفكير والتفكر بالعقل والمنطق خشية التصادم مع أوامر الله ونواهيه.. وحاشاه جَل وعلا أن يخلق لنا عقولاَ لنشقى بها أو رغبات لتُشقينا.

إن الله خلق النفوس حرة لماذا يبذلون كُل غالٍ ونفيس لتكدير صفو حريتنا وتكبيلنا؟ ما يضرهُم في أن نتعاطى مع خالقنا مباشرة دون وصايتهم البائسة؟! ما الضير في كَون ديننا أمرًا روحيًا جميلا في علاقة سامية راقية مع الله؟!

علم؟!! أي علم ذلك المبني على غيب وإيمان ونفس تصبو لخالق لم تشرف برؤيته هو أو رسوله أو صحابته الكرام.. نحن نؤمن لأننا نريد أن نؤمن لكِن إن أردتموه علما فأتوا لنا بتفنيدكم العلمي الذي يدعونا وإياكم لإلحاد صريح.

فأِن وزنتم الدين بميزان العلِم ...
لَن أقولها ويكفينا فهم القارئ الكريم.. لماذا هذا الصَلف في مواجهة تطور عقولنا عن عقول آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا في حركه الكون الطبيعية تماما.

أنتم اخترتم عكس السير.. فما ذنبنا نحن؟  وِإذ فجأة أجدني وقَـد بَزَغ في خاطري العنوان العبقري للراحل (توفيق الحكيم) "أَرِنــــــــــــــــي الله" مُختصرًا جُلَ جهد متواضع اجتهَدت في تفنيده وعَرضِه فَلم أشــــأ أن أنسب لشخصي مجدا لا أستحقه فقط هي سعادة الاكتشاف ومشاركتكُم إياه.. اكتشفت ما اختصر أطروحتي المتواضعه بمنتهي البلاغة.

إن كان الدين عِلما فضيلة الشيخ فـَـ قُم بتفنيد أطروحتك واعرض عليّ نتيجتك المنطقية وأرنـــي الله.. أو ارحَل بكهنوتَـك وصكوك غُفرانك الأزهريـــة الوهابية الإخوان وسلفية المذهبية الطائفية ودَعنــــــــــــــــــي .