التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 09:28 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| سوهاجي عائد من اليمن: القنصلية كانت مغلقة.. وأريد عمل

"أيام وليالي لم أذق فيها طعم النوم من شدة الخوف والرعب الذي عشته على الباخرة التي كنت أعمل بها في عدن باليمن بسبب ويلات الحرب، لقد شاهدت أمامي العديد من الموتى يسقطون وكنت أنتظر الموت في أي لحظة، خاصة بعد التهديدات التي تلقيتها ومعي بعض المصريين"، بهذه الكلمات وصف الشاب محمد محمد إبراهيم ابن محافظة سوهاج، العائد من اليمن إلى أرض الوطن، ما شاهده من آلام طوال عدة أيام.


"دوت مصر" التقت مع محمد الذي أراد أن يكون الحديث معه في رحاب الحقول، حيث تعيد له روح التفاؤل والشعور بالحياة..


بدأ "محمد"، 34 سنة، من قرية كوم بدار التابعة لمركز المنشأة بمحافظة سوهاج حديثه موضحا أنه سافر إلى اليمن منذ 4 سنوات، وعمل هناك كهربائيا على باخرة صاحبها من مصر، بعقد عمل، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي طوال هذه السنوات ويتقاضى راتبه بصفة مستمرة إلى أن بدأ الحوثيون في السيطرة على البلاد، ووقتها قرر والعديد من المصريين التحدث مع صاحب الباخرة للعودة إلى مصر وترك العمل، خاصة بعد علمه باشتعال الأزمة وقيام "عاصفة الحزم" وبداية الحرب.


القنصلية تغلق أبوابها


ويقول محمد: إن صاحب الباخرة لم يبال بكلامي وظل يماطلني أياما خوفا على عمله، ما اضطرني إلى فسخ العقد، ولم أجد حلا وقتها إلا بالتوجه إلى القنصلية في عدن، لطلب الإجلاء، ومعي العديد من المصريين، مشيرا إلى أن القنصلية كانت مغلقة قبل أول ضربة لعاصفة الحزم، ما جعله يرسل استغاثة لوزير الخارجية سامح شكرى، الذي طلب منه التوجه إلى دولة "عمان"، الذي كان أمرا صعبا نظرا لتلقيه تهديدات من اليمنيين.


بداية الحرب


ويضيف المواطن السوهاجي: "استمر بي الحال حتى بدأت الحرب وكنت أختبئ في الشوارع، وخاصة بعد قيام قوات علي عبد الله صالح والجيش بضرب المدن، وبعدها قررت الاختباء في السفينة التي أعمل بها، بعدما شاهدت العديد من المواطنين يسقطون موتى أمامي، وكان لدي شعور بأنى سألقى نفس المصير، ولم أخرج مطلقا من السفينة، وكنا نتحصل على الطعام عن طريق تهريبه إلينا من أحد المصريين الذي كان متزوجا من سيدة يمنية، وكنت يوميا لا أنام من شدة ضرب النيران والطائرات التي تحلق حولنا".


ويشير "محمد" إلى  أن زوجته وأهله كانوا على اتصال دائم به، لكنه لم يجد وسيلة للعودة، وكان يتواصل مع الخارجية يوميا لإيجاد طريقة للخروج من ويلات الحرب.


الخروج مع جالية جيبوتي


ويصف المواطن السوهاجي، لحظة الخلاص، قائلا: "في أحد الأيام كانت هناك مركب يمنية تخرج من ميناء "التواهي" وهو قريب من السفينة التي أعمل بها حاملة عليها جالية من جيبوتي، وكان عليها طبيبا مصريا أقنع ربان السفينة بالركوب معهم، وكنا 5 مصريين، ووقتها فقط استشعرت معنى الحياة مرة أخرى، وتوجهنا بالفعل إلى دولة جيبوتي، وكان فى انتظارنا سفير مصر في جيبوتي، حيث توجهت من هناك إلى دولة قطر ثم عدت إلى بلدي".


ويختتم حديثه قائلا: "لقد عدت إلى بلدي وليس لي طلب سوي عمل أجلب منه طعام أولادي، لقد خرجنا من اليمن بنصف ملابسنا".