التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 05:23 م , بتوقيت القاهرة

باكيا.. أحمد عمر هاشم: البخاري جاء بإرادة إلهية

أكد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور أحمد عمر هاشم، أن المولى، عز وجل، تكفل بحفظ دينة، موضحا أن الشبهات التي تثار اليوم ليست جديدة، ومشيرا إلى أنها سبق أن أثيرت منذ ربع قرن ورد عليها.


أجهش هاشم، خلال مشاركته في الندوة الدينية التي نظمتها كلية أصول الدين بالقاهرة، تحت عنوان "السنة في مواجهة التحديات"، في البكاء، غضبا من تعرض السنة النبوية للتشكيك على يد أعدائها، وآخرهم إسلام بحيري، على حد وصفه، مؤكدا أن الله قيد للسنة علماء نقشوها في صفحات قلوبهم، ودونوها في صحفهم.


وشددا على أن لسان الرسول وفمه لم يخرج منه إلا الحق، مشيرا إلى أن رواة الحديث ومحققيه ضربوا أكباد الإبل أياما وشهورا للتحقق من رواية الحديث الواحد، وأن الهجوم على السنة يفيدها في لفت الأنظار إليها، وتمسك المسلمين بها خوفا عليها، مؤكدا أنه لا توجد ثقافة في التاريخ وثقت نفسها بقدر توثيق العلماء لعلم الحديث.


وأوضح هاشم أن "الإمام البخاري جاء بإرادة إلهية في العصر الذهبي لتوثيق سنة الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم"، مشددا أن "منتقديه جهلاء به، فالبخاري كف بصره وهو صغير، ودعت أمه المولى عز وجل أن يعيد بصره، ورأت الخليل إبراهيم عليه السلام في المنام يقول لها: خففي عنك فقد استجاب الله دعاءك، فلما رأته وجدت بصره قد عاد إليه". 


وأشار إلى أن كتاب صحيح البخاري أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، واستغرق في تحريره ستة عشر عاما، لافتا إلى أنه انتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، حيث يحتل مكانة متقدمة عند أهل السنة، لأنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم، وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد.


وأضاف "كما يعتبر لديهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم، ويعتبر أحد كتب الجوامع، وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث، من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها".


ولفت إلى أنه اشتهر شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري، فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفا، وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر ولاقى قبولا واهتماما فائقين من العلماء، فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحا.


 



 من جانبه، أكد عضو هيئة كبار علماء الأزهر وأستاذ الحديث، أحمد معبد عبدالكريم، أن "المشككين في كتب التراث لم يطالعوها، ولو طالعوها لأسكتتهم حتى يوم الدين، لإحكامها وإحكام الرواية فيها"، مضيفا أن "المشككين ليس لديهم غير السباب، وليس لديهم فكرا حتى يواجهه الأزهر".


وقال عبدالكريم "إن إسلام البحيرى يوجه سبا للتراث، وليس لديه فكرا حتى يواجهه الأزهر بالمناظرة فكرا بفكر"، مشيرا إلى أن مستوى إسلام أقل من مستوى طالب علم"، وأضاف أن "التحديات التي تواجه السنة النبوية ليست تحديات بقدر ما هي طعون ليست علمية لصدورها من شخص لا يحسن الدفع بأفكار مقنعة".


ولفت إلى أن "المشككين في السنة فشلوا في توجيه طعون، بل يوجهون سبا بعيدا عن الكلام العلمي، لفشل أي شخص في إثبات طعون ضد الأئمة الأربعة، لكونهم أعلاما حملوا أمانة العلم، نقلوه من دولة إلى دولة ومن إقليم إلى إقليم"، مضيفا أن "الطعون العلمية تكون بمرجعية علمية".


وفي نهاية الندوة قدم عدد من طلاب الأزهر، يطلق عليهم فرقة عمران للإنشاد الديني، المدائح الدينية، وأنشد أعضاؤها قصيدة نور قمر لمدح الرسول، كما قرأ الجميع الفاتحة أن يحفظ الله مصر من الأعداء، مرددين دعاء خلف الدكتور أحمد عمر هاشم.