واقعات تعذيب أو قتل الحيوانات لم تقتصر على المواطنين فقط بل إن الأمر تعدى إلى المسؤولين فقد أعلن محافظ السويس رسميا عن مبادرة للتخلص من الغراب، نعم "اقتل غرابا وتحصل على مقابل مادي جنيه واحد".

وبعد استياء قطاع ليس بقليل من جمعيات الرفق بالحيوان في السويس وحتى من المواطنين أنفسهم، بررت المحافظة، في بيان رسمي، أن الطائر يسبب مضايقات للإنسان، ولابد من البحث عن طرق للتخلص منها، فلم تجد أسهل من القتل وسيلة، دون وضع اعتبارات لدين أو قانون حرموا وجرموا المساس بها.

"الغراب بجنيه"

وأكدت المحافظة في تفاصيل مبادرة التخلص من الغربان، أنها ستبدأ في مايو المقبل، وتم تخصص جنيه واحد مكافأة لكل من يسلم جثة غراب إلى المحافظة، بينما بررت مديرية الطب البيطري بالسويس المبادرة لأن المحافظة تعد أكبر مأوى للغربان، حيث يصل عدد الغربان فيها إلى مليونين، ما يجعلها مصدر إزعاج للمواطنين.

"الدول المجاورة"

في التوقيت ذاته، الذي تدشن فيه السويس مبادرتها للقضاء على الغربان، ستحاول تلك الكائنات البحث عن أماكن بديلة للاحتماء بها، ما يجعلها تهرب إلى القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد، ما جعل مديرية الطب البيطري تطالب جميع المحافظات بالمشاركة في المبادرة.

"محافظ السويس"

وأكد محافظ السويس، اللواء العربي السروي، على رؤساء الأحياء بسرعة تقديم الخدمات للمواطنين لمكافحة الغربان، إضافة إلى استمرار مكافحة الكلاب الضالة بالأحياء، مشددًا على مديرية الصحة، بتحديد جدول بالتنسيق مع أحياء السويس الخمسة، لتوفير سيارات لنقل جثث الغربان الهالكة.

"الدستور المصري"

وتنص المادة 45 على أن الدولة "تكفل حماية وتنمية المساحة الخضراء في الحضر، والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان، وذلك كله على النحو الذي ينظمه القانون".

"حقوق حيوان"

وفي السياق ذاته، رفضت الناشطة في مجال حقوق الحيوان، دينا ذوالفقار، هذه المبادرة، قائلة: "الغربان يعني حياة برية، وأصحاب قرار قتلهم لا يفهمون أي شيء، وعليهم أن يرجعوا إلى أهل العلم، فلو قرأوا عن الغراب لعرفوا أنها أذكى الكائنات التي خلقها الله، ومنعوا أنفسهم من اتخاذ هذا الحل الهمجي، فمديريات الطب البيطري ليست إلا هيئة للقتل".

وأضافت ذوالفقار في تصريح لـ"دوت مصر"، أن منظمين المبادرة لم يرجعوا إلى جهاز شؤون البيئة، ليعرفوا أن هناك العديد من الحلول غير القتل والإبادة، وهذه الحملة دليل على المهازل العلمية في مصر، ورغبتهم في تزويد العنف ضد الحيوان، مؤكدة أنها ستشن حملة ضد المحافظ.

"توازن بيئي"

من جانبه، أعرب رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان، أحمد الشربيني، عن رفضه لمثل تلك المبادرات، التي لم تكن الأولى في الجرائم ضد الحيوان، في مصر، قائلًا "لن استطيع التدخل طالما لا أملك حلولًا بديلة لتلك المشكلة، لكن قتل الغربان سيخل بالتوازن البيئي، لأنها كائنات تتغذى على الحشرات، وطالما لم تعترف المديريات والهيئات بأن قتل الحيوانات حرام شرعًا، ولم ينصفنا قانون العقوبات الذي يجرم قتل الحيوانات والطيور، فما الحل؟!".