التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 06:41 م , بتوقيت القاهرة

هل تعود الجماعة الإسلامية إلى المراجعات الفكرية مرة أخرى؟

في ظل ما تشهده الجماعة الإسلامية حاليا من حالات انقسامات بعد طلب عدد من القيادات بالانسحاب من الجماعة بسبب بقائها في تحالف دعم الشرعية التابع لـ"جماعة الإخوان"، والمطالبة بعقد جمعية عمومية لعزل مجلس شورى عصام دربالة رئيس المجلس الحالي.


يبدو أن الأمر قد بات مهيئا لنقلة نوعية وجذرية فيما يتعلق بالجماعة الإسلامية، سواء في العلاقة بينها وبين الدولة، أو في بنيتها الفكرية، فيرجع الأمر إلى أن هناك نية مبيته تذكر بالمراجعات الفكرية التي عقدتها الجماعة عندما توصل القادة التاريخيون للجماعة الإسلامية، إلى أن الخط الفكري الذي سلكوه كانت نهايتهم.


وكان أول من بادروا بالحديث عن هذه الفكرة مؤسس الجماعة الإسلامية، كرم زهدي، وطرح المراجعات الفكرية على جميع القادة التاريخيين، وظلت المناقشات طوال 15 عاما وتواصلت الحوارات والأبحاث حتى أطلقت مبادرة وقف العنف في يوليو عام 1997، ثم سلسلة المراجعات الفكرية التي حدثت وتم تتويجها بنشرها في أربعة كتب وتداولها على نطاق واسع في مصر والعالم العربي.


تكوين الجماعة الإسلامية


يرجع قادة الجماعة الإسلامية المصرية، سبب تأسيس الجماعة في بداية السبعينات إلى عدم الالتزام الديني لـ"جماعة الإخوان".


ويقول المهندس حمدي عبدالرحمن، باعتباره واحد من قادة الجماعة الإسلامية، إن تأسيس الجماعة الإسلامية جاء رغبة منهم لعمل كيان مستقل عن جماعة الإخوان، ولوجود تحفظات واعتراضات عليهم وتقديس حسن البنا مؤسس الجماعة، كما كان لديهم بعض التساهل في أمور دينية، وكان اهتمامهم مركزا على ضم الأشخاص دون ضوابط..


كيف تكونت الجماعة الإسلامية


بدأ تكوين الجماعة الإسلامية عبر لقاءات في جامعة المنيا وجامعة القاهرة وبدأت الفكرة تنشر في باقي الجامعات، ضمت الشيخ صلاح هاشم، وكرم زهدي، وأسامة حافظ، ومحمد شوقي الأسلامبولي وتلا ذلك بفترة انضمام ناجح إبراهيم وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة، وهكذا جاء تكوين الجماعة بهدف دعوي في محاولة لإعادة الثوابت التي تخلى عنها الإخوان أو غيرهم من الجماعات الإسلامية.  



أسباب التحول إلى العنف


شرارة العنف في مصر، راجع كما ذكرت بعض المراجع التي ذكرتها الجماعة الإسلامية بالأساس إلى الاحتقان السياسي وكان من أكبر محفزاته التعامل الأمني في منع تأسيس الجمعيات أو الأحزاب.


مبادرة وقف العنف


في يوليو عام 1997، أثناء نظر القضية رقم " 235 " عسكرية  ألقى أحد المتهمين، وهو محمد عبدالعليم، بيانا مذيلا بتوقيع القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية يدعو فيه إلى وقف العمليات المسلحة كافة، والتحريض عليها داخل وخارج مصر حقنا للدماء، وشكل البيان مفاجأة للكثيرين خارج وداخل الجماعة، وتباينت المواقف بين مؤيد ومعارض ومشكك.



الوساطات لم تنجح


فيما تمت وساطات بين القيادات التاريخية للجماعة وبعض العلماء والمفكرين، من بينهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، والدكتور أحمد كمال أبوالمجد، ولكن لم يكتب لها النجاح، لتدخل أطراف أفسدت ذلك، وكانت هناك محاولة منذ عام 1988 بعدما عرض الشيخ الشعراوي، التدخل إذ استأذن كبار المسؤولين في الدولة للحديث مع القادة، الذين وافقوا وسعدوا بذلك ولكن أخوة في جماعات أخرى خالفوا وقطعوا الطريق على هذه الوساطة، بهروب عصام القمري الذي أجهض مبادرة الجماعة لإعلان وقف العنف.



جولات في السجون


بدأت الجولات داخل السجون بالتواصل مع كوادر الجماعة في السجون، لتفعيل المبادرة، وقام القادة التاريخيون بجولات في مختلف سجون مصر للقاء أعضاء الجماعة وكسب تأييدهم، ومهدت الدولة لذلك بإصلاح حال السجون إلى الأفضل.


ميثاق العمل الإسلامي


 وهي عبارة عن مجموعة من الكتب وضعها كل من عاصم عبدالماجد وعصام دربالة وناجح إبراهيم عام 1979، وكانت تقتصر على أن الجهاد هو القتال، أي المواجهة والدم، أما اقتصار الجهاد على الوسائل السلمية مثل الكتابة والخطابة والإعداد بتربية الأمة العلمية والفكرية أو بمزاحمة السياسيين في أحزابهم وأساليبهم السياسية، بل أن الاهتمام بالهجرة يعد من الجبن والتخاذل ولن ينتصر المسلمون إلا بقوة السلاح وعلى المسلمين أن ينخرطوا في الجهاد مهما قل عددهم.



المراجعات الأربعة


إصدار المراجعات الفكرية كانت عبارة عن أربعة كتب حملت مراجعات فكرية وبحوث فقهية توضح الأسس الشرعية لوقف العنف وتبين الأخطاء وهذه الكتب هي: "مبادرة وقف العنف، رؤية شرعية ونظرية واقعية، حرمة الغلو في الدين وتكفير المسلمين، تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء، وأخيرا النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين، والكتب الأربعة شارك في صياغتها وكتابتها كل من  كرم زهدي، وناجح إبراهيم، وعصام دربالة، وعاصم عبدالماجد، وأسامة حافظ، وفؤاد الدواليبي، وعلي الشريف، وحمدي عبدالرحمن، والأخير حمل مراجعات الجماعة لدى خروجه من السجن لنشرها وعرضها على المجتمع.



انسحابات قيادات الجماعة بسبب الإخوان


دعت جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، والتي تضم عدد من المنسحبن مؤخرا من الجماعة الإسلامية بسبب بقائها في تحالف "دعم الشرعية" إلى عقد جمعية عمومية لعزل مجلس الشورى الحالي.


وكان قد أكد مصدر لـ"دوت مصر" من جبهة الإصلاح، أن رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الدكتور عصام دربالة دعا أعضاء الجماعة الإسلامية في المحافظات لاجتماع عاجل لبحث انسحاب عدد من قيادات الجماعة وأعضاء مجالسهما، لاعتراضهم على بقاء الجماعة الإسلامية داخل تحالف دعم الشرعية، والتي قام بها بدري مخلوف أمير الجماعة الإسلامية بقنا، وجمال شمردل أمير الجماعة ببني سويف، وإبراهيم أبورجيلة، مسؤول شمال الصعيد. لقراءة المزيد من هنا