التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 08:00 ص , بتوقيت القاهرة

لهذه الأسباب.. الانتخابات السودانية "لم يحضر أحد"

في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين، فتحت مراكز الاقتراع في السودان أبوابها، أمام الناخبين، إيذانا ببدء رحلة انتخاب رئيس جديد وبرلمان ومجلس للولايات، في أول انتخابات منذ انفصال الجنوب واستقلاله عام 2011، إلا أنها بدت خاوية إلا من موظفيها وعدد قليل جدا من المواطنين الذين قدموا للمشاركة بعملية التصويت في ساعاتها الأولى.


 مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد للانتخابات، وسط حالة التوتر السياسي والاتهامات المتبادلة بينها وبين حزب المؤتمر الوطني "الحاكم"، برئاسة عمر البشير، لم تكن وحدها السبب في ضعف الإقبال، الذي بلغت نسبته بانتخابات عام 2010 قرابة الـ70%، الأمر الذي عكس رغبة السودانيين الكبيرة وقتها في المشاركة، ليبقى السؤال لماذا أحجم المواطنون عن التصويت بالانتخابات السودانية هذا العام؟



انتفاء الدافع
استطاع حزب المؤتمر الوطني عام 2010 تصدير خطاب انتخابي ركز فيه على ضرورة الحشد الشعبي لتحقيق شرعية ديمقراطية يعترف بها المجتمع الدولي، على نحو يقوي موقف النظام في المحافل الإقليمية والدولية، فيما يضعف إلى حد كبير موقف المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت 2009 مذكرة باعتقال البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو الهدف الذي تمكن الرئيس السوداني من تحقيقه بالفعل.


كذب الوعود
كذلك ركز هذا الخطاب، سياسيا، على ما وصفه بتحقيق السلام الداخلي، عبر توقيع اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية المعارضة، والتقليل من أهمية مشكلة دارفور، التي اعتبرها نوعا من الاستهداف الخارجي للسودان وثرواته.


غير أن مقاطعة أحزاب عدة للانتخابات، وتهديد أخرى بالإطاحة بحكم البشير، على خلفية على خلفية رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم تأجيلها إلى حين الاتفاق على تعديل الدستور، باتت خير دليل على تواصل النزاعات والصراعات الداخلية.


انفصال الجنوب
التصويت لصالح البشير في الانتخابات السابقة، كان بمثابة تأييد للوحدة، لاسيما بعد تصريحاته أثناء الحملة الدعائية، بأنه سوف يقيم في الجنوب بعد فوزه بالانتخابات، من أجل العمل لصالح الوحدة، وهو الأمر الذي فشل فيه الرئيس السوداني، عندما جرى استفتاء يناير/كانون الأول عام 2011، وانتهى بالتصويت باكتساح لصالح انفصال الجنوب الغني بالنفط وفقدان الخرطوم ثلثي الميزانية.



فقدان الأمل
ويمر السودان حاليا بأزمة اقتصادية طاحنة وحروب بالنيل الزرق وجنوب كردفان ودارفور ويعاني من مشكلات داخلية أبرزها بطالة الشباب والهجرة، وهي المشكلات التي مثلت زوايا مهمة في برامج المرشحين للرئاسة.


ولكن بالنسبة للمواطنين، ووفقا لاستفتاء أجراه موقع "عافية دارفور" السوداني، استبعد أغلبهم تحسن الوضع المعيشي للمواطنين بعد الانتخابات، في وقت أحجم آخرون عن المشاركة في الاستطلاع من الأساس، بسبب الإحباط، واصفين الانتخابات بأنها "مسرحية لا تقدم أو تؤخر".



مخافة التزوير
تزوير النتيجة، يمثل الهاجس الأكبر لدى السياسيين والمواطنين على حد سواء، وهو أحد أسباب إحجام المعارضة عن المشاركة في الانتخابات، لا سيما وأن نسختها السابقة شهدت عددا من التجاوزات، دفعت مراقبي مركز كارتر والاتحاد الأوربي، حينذاك، لاعتبارها "لم ترق إلى المعايير الدولية"، في حين اتهمتها قوى المعارضة بـ"التزوير الكامل عبر استبدال الصناديق".