التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:58 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| رحلة إلى جزيرة النباتات بوسط النيل في أسوان

تعد الحديقة النباتية بأسوان أو كما تعرف باسم"جزيرة النباتات"، من أجمل المزارات بالمحافظة، ويقصدها المصريون قبل الأجانب، لما لها من قيمة تاريخية وجمالية بالنسبة لهم، فضلا عن احتوائها على أجود وأندر أنواع النباتات والأشجار.



ويستطيع الزائر الوصول إلى جزيرة النباتات من الضفة الشرقية للنيل من مرساها على الكورنيش بجوار نادي التجديف، بواسطة اللنشات والمراكب الشراعية، ولها 3 مراسي، واحدة منها في بداية الحديقة من جهة الشمال، والثاني وسطها، والثالث في طرفها الجنوبي، بالإضافة إلى للمرسى الإداري بالحديقة.




واستقلت كاميرا "دوت مصر"، أحد المراكب من المرسى المؤدي إلى جزيرة النباتات بجوار نادي التجديف، والتي يتم تأجيرها على حسب الوقت المتفق عليه بين المراكبي والزائر في النيل، بمبلغ خاص يحدده الطرفين يتراوح ما بين 30 و40 جنيها، وهناك أيضا بعض المراكب التي تقل الزائرين، مثل النقل الجماعي سعر الفرد 5 جنيهات فقط للذهاب، وأخرى للعودة، وفور الوصول إلى الحديقة يتم دفع تذكرة بقيمة 5 جنيهات من الزائر المصري.


 



وتقع الحديقة النباتية على جزيرة في وسط نيل أسوان، أمام مدينة أسوان، وتوجد شرقها جزيرة الفنتين، التي تضم متحف آثار أسوان، وتواجهها من ناحية الغرب الضفة الغربية للنيل التي يعلوها قبة أبوالهوا، ومقابر النبلاء، ويبلغ عرض الحديقة 115 متر.


كما تعد من أهم المراكز البحثية في مصر وواحدة من أندر الحدائق النباتية في العالم، لما تضمه من مجموعة نادرة من النباتات الأستوائية وشبه الأستوائية، ولها تاريخها المتميز وطابعها الجمالي الخاص وكونها من أكبر وأجمل جزر النيل جعلها من المزارات السياحية الهامة، ومتنفسا لأهالي المحافظة في الأعياد والإجازات.




وأطلق النوبيين على حديقة النباتات اسم"جت نارتي" أي جزيرة النطرون، لأنها كانت موطنا لبعض أهالي النوبة وكانوا يزرعونها بالأعلاف الخضراء مستخدمين ساقيتين، أحداهما في الجهة الشرقية والأخرى في الغربية، وعندما تم فتح السودان عام 1898، اتخذها اللورد "كتشنر"مقرا لقيادته فسميت بجزيرة"السيردار".


وبعد رحيله تحولت إلى حديقة عامة باسم "جزيرة الملك"، وكانت تتبع وزارة الري، وفي عام 1928 انضمت لبحوث وزارة الزراعة كصوبة طبيعية للنباتات الاستوائية، وتحت الاستوائية بدلا من إجراء تجارب هذه النباتات داخل الصوب الزجاجية عالية التكاليف.



وتبدء الجولة داخل جزيرة النباتات من الطريق المبلط بجرانيت أسوان الوردي، والذي يميز كل مشاياتها وظلل هذا الطريق على جانبيه النخيل المملوكي بلونه الأبيض الرخامي، ثم تظهر تقاسيم الحديقة، إذ أنها مقسمة إلى 27 حوضا بواسطة أربع مشايات طولية وتسع مشايات عرضية، وبكل حوض منها مجموعة أنواع وأصناف مختلفة من النخيل والأشجار والشجيرات.



ويوجد بجزيرة النباتات متحفا للأحياء النباتية والمائية وكافتيريا لخدمة الزائرين ومرشح للمياه، ومحطة لطلمبات الري، وتستخدم أحدث أساليب الري بالرش بواسطة رشاشات "البوب أب"، والتي تعمل بالضغط الذاتي للمياه لري النباتات داخلها.


وتكونت في جزيرة النباتات مجموعة نباتية على مدى أعوام طويلة من النباتات التي كانت موجودة أصلا فيها مثل الجميز ونخيل البلح، ونباتات أخرى تم جلبها من حدائق الأورمان والزهرية وحديقة الحيوان.


وتصنف النباتات بداخلها إلى مجموعات تبعا للإنتاج وعددها سبع مجموعات، منها مجموعة الأشجار الخشبية وتضم عددا من الأشجار الخشبية الممتازة والتي يمكن أن تنتج أجود أنواع الأخشاب للاستخدامات المختلفة ومعظمها سهل الأكثار بواسطة البذور ومن أهمها الكايا الأفريقي، التمر هندى، البلح، الكافور، عين الخروف وغيرها.


 .


وتضم الجزيرة مجموعة أشجار الفاكهة الاستوائية منها جاكفروت، جارسينا، باباظ، أفوكادو، مانجو، موز، جميز، تين، جوافة، وغيرها، وهناك مجموعة الأشجار الزيتية ومنها نخيل جوز الهند، ونخيل الزيت، الزيتون، البومباكس، ومجموعة أشجار وشجيرات التوابل التي تتكون من القرفة، المستكة، الزنجبيل، الشطة، الفلفل الأسود.


كما تضم مجموعة النباتات الطبية والعطرية حلف الليمون، الريحان القرنفلي، الحصالبان، الشيح، النعناع، الياسمين البلدي، الهندي، الورد، الفل، القرنفل، البردقوش، وغيرها، أما مجموعة الألياف مثل الكابوك، البومباكس، الهبسكس، الأجافا، القطن، وأخيرا مجموعة نباتات الزينة التي تنتشر مجموعة كبيرة منها مابين نباتات الزينة المتنوعة من أشجار وشجيرات ونخيل ومتسلقات وعشيبات.



ويوجد بالجزيرة أنواعا عديدة من الأشجار النادرة منها الأسباثوديا، الكاسياندوزا، الكاسيافستيولا، الكاسيا سياما، تكوما أجونا وغيرها، ومن الشجيرات الهبكس بأنواعه، التاكوما، اللروبون، الكرتون، وأراليا منسيوتا، وغيرها، ومجموعة نادرة منها النخيل الملوكي، الكاريوتا، الأريكا، الزامبيا، الدوم، والرابس.



ومن ناحيته قال محمد مدير عام حديقة النباتات بأسوان، الدكتور رمضان، لـ"دوت مصر"، إن حديقة النباتات يتعدى عمرها 115 عاما، وأصبحت الأشجار في حالة شيخوخة، ما دفع إدارة الحديقة بزراعة حديقة جديدة بنفس مساحة الحديقة الأم، وتم توفير 300 نوع نباتي من خارج مصر وداخلها نجحت الحديقة في زراعة 250 نوع منها.



وأضاف: "تم التعاون مع عدة حدائق مصرية لتوفير نباتات مزروعة بالفعل، وأنواع أخرى جديدة تم تقديمها للحديقة من قبل أشخاص مهتمين بالنباتات، واستقدموها من الولايات المتحدة الأمريكية لزراعتها بالجزيرة، مشيرا إلى أن هذه الأنواع النباتية ستكون هي نواة جزيرة النبات الجديدة، والتي ستعمر مرة أخرى إلى أكثر من 100 عام جديد.