التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:22 م , بتوقيت القاهرة

استقالات وانشقاقات حزبية..والسبب "انتخابات في علم الغيب"

تعيش الأحزاب السياسية في مصر حالة من التخبط وعدم وضوح الرؤية بشأن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، في الوقت الذي يجري رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب حوارًا مجتمعيًّا معها للوصول إلى توافق مجتمعي سياسي بشأن تعديل قوانين الانتخابات.. "دوت مصر" ترصد مواقف تلك الأحزاب من الوضع السياسي الحالي وتأثيره على الأوضاع الداخلية لها.


حزب المحافظين..صراع الأفيال


يعد حزب المحافظين لاعبًا أساسيًّا في تحالف "الوفد المصري" مع أحزاب؛ الوفد، والإصلاح والتنمية، والمصري الديمقراطي.


ونشبت خلافات حادة بين كلٍّ من؛ رئيس الحزب، أكمل قرطام، وأمينه العام، شريف حمودة، أقال على إثرها رئيس الحزب، الأمين العام.


وجاءت الإطاحة لتعارض رغبة شريف حمودة، في الانضمام لتحالف الوفد المصري، على حساب تفضيل أكمل قرطام، للانضمام بشخصه لقائمة "في حب مصر".


وكشفت مصادر، أن حزب المحافظين ضغط على شريف حمودة ليترشح على دائرة أخرى بخلاف المقطم، التي ينافس فيها نقيب المحامين، سامح عاشور، مشيرة إلى رفض حمودة ذلك، وإصراره على منافسة عاشور.


وتجدر الإشارة، إلى أن رد حمودة على قرار إقالته جاء بإصدار بيان ضد رئيس الحزب، وتدخل كلٌّ من رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أنور السادات، والبرلماني السابق، عمرو الشوبكي، للإصلاح بين الطرفين.


ونجحت مساعيهم في إعادة المياه لمجاريها بالحزب، وتراجع حمودة، عن استقالته مؤقتًا، بعد إصدار رئيس الحزب أكمل قرطام بيانًا أكد فيه، أنه يكن التقدير للمهندس شريف حمودة، معلنًا عن عودته إلى منصبه مرة أخرى بعد عودته من خارج البلاد.


حزب التجمع .. بيت اليسار في أحضان الليبراليين


يعد حزب التجمع اليساري شريكًا بارزًا في تحالف "الجبهة المصرية"، ولكنه انسحب من التحالف مع حزبي الغد والمؤتمر، المحسوبان على الاتجاه الليبرالي، مقررًا وقتها خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط.


وينتظر حزب التجمع، تحديد موعد للمؤتمر العام للحزب، لاستكمال المواقع الشاغرة، وتغيير الأمانة المركزية للحزب، وسط مطالبات بانتظار الانتخابات البرلمانية.


وأوضح أمين محافظة القليوبية لحزب التجمع، كامل السيد، أن معاناة الحزب لا يمكن فصلها عما يعانيه اليسار المصري خاصة، ولا عن عزوف الجماهير عن المشاركة الحزبية وفقدانها الثقة في الأحزاب القائمة وعدم وجود حياة سياسية فاعلة عامة.


وأشار إلى أن "حزب التجمع يعاني من عدم قدرته على ابتداع أشكال تنظيمية جديدة فاعلة تراعي المتغيرات بعد ثورتين، وانتهاج أساليب عمل جديدة، موضحًا أن ضعف الإمكانات المالية للحزب يؤثر سلبًا على النشاطات الحزبية.


كما ذكر أن خروج عدة أحزاب من التجمع أثر سلبًا على القدرة التنظيمية، والفشل في تكوين جبهة يسارية مشتركة، مطالبًا باستكمال المواقع القيادية الشاغرة، مع ضرورة وجود خطة مركزية ومحلية، ومتابعة مركزية فاعلة وشاملة، وتطبيق اللائحة على كل من يخالفها.


حزب الوفد .. الحائر بين اتهامات التمويل وقائمة في حب مصر


تأججت الخلافات داخل بيت الأمة إثر قرار رئيس الحزب السيد البدوي، بالانضمام إلى قائمة في حب مصر، الأمر الذي أثار استياء جمع الوفديين، باعتبار أن الحزب منضم إلى "تحالف الوفد المصري"، ومقود أساسي فيه، ومن المفترض أن يدشن قائمة خاصة للتحالف.


وانتهى الأمر بانضمام 4 شخصيات وفدية إلى قائمة "في حب مصر"، على أن ينسق الحزب مع التحالف مكثفًا جهوده على المقاعد الفردي.


معضلة أخرى تهدد علاقات حزب الوفد بباقي الأحزاب والقوى السياسية، بعدما أعلن رئيسه السيد البدوي، أن مرشحي البرلمان المقبل يباعون في سوق النخاسة، الأمر الذي فتح عليه نيران أحزاب وقوى سياسية عديدة.


ثالث أزمات حزب الوفد، بدأت باتهامات التمويل، وتلقى الأموال من الخارج، عن طريق منظمات مجتمع مدني شرعية، تمارس عملًا حقوقيًّا، الأملا الذي يثير حفيظة رئيس الحزب دائمًا، متهمًا تلك المنظمات بالتأثير على شباب الحزب.


أما المشكلة الرابعة في الحزب، فظهرت عندما تقدم القيادي الوفدي، ماهر فاروق، ببلاغ ضد رئيس تحرير جريدة الوفد، ورئيس مجلس الإدارة، متهمًا إياهما بنشر بيانات كاذبة، والادعاء عليه دون سند، بأنه يتلقى تمويلات من الخارج.


وهاجم فاروق سياسة رئيس حزب الوفد، السيد البدوي، في إقصاء المعارضين له من الحزب، مؤكدًا على أن البدوي يدير الحزب بطريقة خاطئة، تعتمد على إقصاء المعارضين له، وفصلهم دون تحقيق.


وضرب مثلًا بكل من صلاح سليمان وسعيد عبدالحافظ ورامي البنا، مؤكدًا على أن ضم أعضاء من الحزب الوطني أدى إلى انهيار صورة الحزب في الشارع.


حزب المؤتمر .. الاستقالات تتوالى والحزب ينفي


أما حزب "المؤتمر"، الذي خرج من تحالف "الجبهة المصرية"، مصطحبًا حزبي "الغد" و"التجمع"، على أمل أن يدشنا قائمة انتخابية خاصة بهم، تحت مسمى قائمة "الأمل"، بيد أن رياح التحالفات، جاءت بما لا تشتهي سفن الثلاثة أحزاب.


وفشلت الأحزاب المنسحبة في تدشين قائمة انتخابية جديدة، وقرروا وقتها التنسيق على المقاعد الفردي، إلا أن تأجيل الانتخابات حال عن ظهور مرشحي الأحزاب الثلاثة مجتمعين.


وبدأت موجة من الاستقالات الجماعية تضرب جنبات الحزب، الذي تم تأسيسه منذ سنتين تقريبًا، وكانت أولها عندما أعلن مساعد رئيس الحزب، تامر الزيادي استقالته، متهمًا الحزب بعدم وجود رؤية أو برنامج انتخابي حقيقي.


وتلاه في الاستقالة قرابة 34 قياديًّا من أمانة الحزب في السويس، بدعوى أن الحزب لا يُفعّل دورهم في اتخاذ القرار، أعقب ذلك نشوب أزمة بين نائبي رئيس الحزب، معتز محمود وصلاح حسب الله من ناحية، وبين رئيس الحزب، عمر صميدة، والمجلس الرئاسي من ناحية أخرى، إثر اختلاف في وجهات نظرهم بشأن طريقة إدارة الحزب، بينما نفى رئيس الحزب تلقيه استقالات من النائبين.