التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 08:06 م , بتوقيت القاهرة

مجند قوة التأمين يشرح.. كيف قُتلت شيماء الصباغ؟

"مرة واحدة لقيت الملازم ياسين حاتم بيقولي هات سلاح الكاس والسلاح الفيدرالي من العربية، وتعالى ورايا عشان في مظاهرة جاية علينا".. بهذه العبارة سرد المجند شريف الحسيني عبداللاه، من قوة فض مظاهرة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في 24 يناير الماضي، شهادته أمام النيابة، بأنها كانت تعليمات أصدرها له الملازم أول ياسين محمد حاتم.


"بالإجبار، المجند نفذ تعليمات الملازم أول، وأعطى له الأسلحة كما طلبها منه، وظل المجند يقف خلف الملازم حتى يقوم بمساعدته في إطلاق الأعيرة من السلاح واستبداله، فأصبحت مهمته الرئيسية أن يعطي سلاح الكاس له مرة ليضرب به، وعندما ينتهي يقوم بإعطائه السلاح الفيدرالي"، وفقا لرواية المجند.


مقتل الصباغ على التليفزيون


كانت هذه خطة الملازم ياسين، وتمكن من تنفيذها، حيث أطلق السلاحين على أعضاء حزب التحالف الشعبي، حتى تمكن من تفرقة جميع الأعضاء ومحاصرتهم داخل أحد الشوارع المجاورة لشركة "إير فرانس"، بحسب شهادته أمام النيابة.


وتابع المجند شريف في شهادته أنه لم يعرف أنه ساعد الملازم في ارتكاب جريمة قتل شيماء الصباغ، التي كانت مشاركة في مظاهرة التحالف الشعبي، إلا بعد رجوعه إلى معسكر الأمن المركزي، وشاهد ذلك عن طريق القنوات الفضائية، في الحديث عن قصة مقتلها.


وعن طريقة تسليح القوة الأمنية في الخدمات بميدان طلعت حرب وقت وقوع المظاهرة، قال المجند أمام محقق النيابة بقصر النيل، أن هناك اثنين مسلحين بسلاح الكاس، واثنين مسلحين بسلاح الفيدرالي، وواحد بسلاح الدونق، واثنين معاهم سلاح خرطوش.


كلام مُبهم


عندما أمر الملازم ياسين، المجند شريف بالنزول من سيارة الأمن المركزي لمساعدته في التسليح، تبين أن المجند شاهد عدد من أعضاء الحزب واقفين على الرصيف، وكانوا يرددون كلام مُبهم، حسبما قال المجند أمام النيابة العامة.


المجند المتهم بتضليل النيابة، قال إنه لم يشاهد الناشطة السياسية شيماء الصباغ في المظاهرة، حسب إدعاؤه أمام النيابة، حيث سلم الأسلحة للملازم وتولى الأخير بعد ذلك مهمة إطلاق الغاز والخرطوش من السلاح، وأضاف أنه قدر عدد القنابل التي أطلقت من السلاح الفيدرالي بعدد 2 قنبلة غاز مسيل للدموع.


شيماء الصباغ ماتت


المجند شريف كان برفقة الملازم ياسين طوال وقت فض مظاهرة التحالف الشعبي، حتى تمكنا من فضها، وما أعقبها من فرار المشاركين فيها إلى الشوارع الجانبية، ولكن في إحدى اللحظات سمع المجند والملازم صوت يعلو من المشاركين في المظاهرة، إن هناك فتاة أصيبت، والدماء تسيل من أنحاء متفرقة من جسدها، بحسب رواية المجند.


المسافة التي كانت تفصل بين الملازم والمجند والمشاركين في المظاهرة، لا تقل عن 25 مترا تقريبا، وأطلقت طلقات الخرطوش من سلاح خرطوش طوله بوصة ونصف من على بعد نفس المسافة، حسبما ذكرت النيابة في تقاريرها، ولكن المجند قال أمام النيابة العامة إنهم لم يطلقوا طلقات الخرطوش فاستعملوا الغاز فقط.


السلاح الفيدرالي والكاس


وفي نهاية أقوال المجند شريف أمام النيابة العامة، إنه فرق في الاستخدام بين السلاح الفيدرالي وسلاح الكاس، حيث يستخدم "الفيدرالي" في العمليات قريبة المدى، و"الكاس" في العمليات طويلة المدى.


يذكر أن شيماء الصباغ، كانت أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي بالإسكندرية، وقتلت في اشتباكات خلال تظاهرة لإحياء الذكرى الرابعة لـ"25 يناير"، بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، وكشفت التحقيقات عن إدانة ضابط بالأمن المركزي بقتلها عقب إطلاق الخرطوش عليها، فقررت النيابة إحالة الضابط لمحكمة الجنايات عقب أن وجهت له تهمة الضرب المفضي إلى موت، كما أحالت النيابة لواء ومجند شرطة لمحكمة الجنح بتهمة تضليل النيابة العامة عقب شهادتهم زورا لتبرئة الضابط خلال حقيقات النيابة.