التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 07:07 ص , بتوقيت القاهرة

"أحد الشعانين".. يوم دخول المسيح للقدس ملكا سماويا

أحتفل أقباط مصر اليوم بعيد "أحد الشعانين" أو "أحد السعف" وهو "عيد دخول السيد المسيح لأورشليم" (القدس)، ويأتي هذا اليوم خلال الأحد السابع من الصوم الكبير الذي يبلغ مدته 55 يوما قبل عيد القيامة بأسبوع، ويمثل هذا العيد أهمية خاصة للمسيحيين حيث يصاحبه العديد من الطقوس والتقاليد الروحية والإجتماعية.



أحد الشعانين في الكنيسة


كلمة "شعانين" الذي سمي بها هذا العيد هي كلمة عبرانية من "هو شيعه نان" ومعناها "يا رب خَلِص"، ومنها الكلمة اليونانية "أوصنا" التي كانت صرخ بها الجموع الذين أستقبلوا موكب السيد المسيح وهو في الطريق إلى للقدس.


ويسمى أيضًا بـ"أحد السعف" لأن المسيحيون حول العالم يحملون فيه السعف أو الخوص أثناء صلواتهم وأحتفالهم بهذا العيد، حيث كانت تحمل الجموع التي أستقبلت السيد المسيح وقتها، سعف النخل وغصون
الزيتون المزينة. وتقوم الكنيسة بقراءة عدد من القراءات الخاصة لهذا اليوم، مع تلاوة الألحان بأنغام الفرح.


عادات إجتماعية

كما يقوم المسيحيين بعمل العديد من الأشكال الفنية بالسعف، وكانوا قد أعتادوا في القرى منذ قرون على أن يأتوا بحمار ويجلس عليه شخص لابسا ملابس السيد المسيح، ويمشوا به في القرى في موكب حاملين السعف وغصون الزيتون، وهم يرتلون الألحان، ولكن هذا التقليد الشعبي قد بطل، وإن كان مازال يمارس داخل جدران بعض الكنائس.




معاني العيد ورموزه

كان الإستقبال الحافل للمسيح خلال هذا اليوم في أروشليم، يرجع لإعتقاد اليهود بأنه ملك أرضي وزعيم ثوري جاء ليحررهم من اليهود مما دعاهم لإستقباله بفرش الأرض بالسعف وحتى بثيابهم تكريما له، أما المسيح فقد أتى راكبا على حمار صغير رمزا للتواضع، ولم يكن يسعى لملك أرضي أو زعامة سياسية.

وهو الأمر الذي تؤكد عليه الكنيسة في أثناء إحتفالها بالعيد، وهو أن المسيح لم يأتي كملك أرضي، وإنما أتى كملك سماوي يملك على قلوب الناس ليسكب داخلهم السلام ويخلصهم، مشيرين أنه جاء بثورة على النفس الإنسانية واخلاقها وليس الأوضاع السياسية.

ومنذ زمن ويحرص دائما الأقباط والمصريون القدماء على ربط الأعياد بمظاهر اجتماعية ذات معنى روحي، وقد أنتقلت هذه العادات لكنائس أخرى، حيث أعتادوا على حمل أغصا الزيتون رمزا للسلام الذي يحل بإستقبال المسيح، وخوص النخيل المزين الذي يتميز "قلبه" باللون الأبيض وهو ما يشير لنقاء قلب الإنسان حتى يستطيع إستقبال المسيح.