التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 03:56 ص , بتوقيت القاهرة

داعش ينصر "الكفر" في مخيم اليرموك

لا يعجز  تنظيم "داعش" عن  اللجوء للإعدام بأشكال مختلفة لمن يتهمهم بالكفر، فتارة يحرق، وتارة يذبح، وثالثة يرمي بالرصاص، وأحيانا يلجأ إلى الإلقاء من فوق البنايات العُليا. وأمام الجوع الكافر الذي يعاني منه أبناء مخيم اليرموك في سوريا  لم يجد التنظيم جديدا. 


مخيم اليرموك الذي أنشئ 1957 على بعد 10 كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، تبلغ مساحته 2 كم مربع، ويقطنه قرابة ربع مليون لاجئ فلسطيني، غير مصنف من قبل الأمم المتحدة على أنه مخيم رسمي، إلا أنه أكبر مخيمات الفلسطينيين في "سوريا"، ويتمتع قاطني المخيم بقدر كبير من سوء الحظ.


داعش والأسد إيد واحدة
علاوة على التشريد وأوجاعه التي يعانيها اللاجؤون بعيدا عن أرض الوطن، هم يعيشون في أكثر البقاع سخونة، حيث الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس مخلفة 200 آلف قتيل، تطال اللجئين الفلسطينيين باليرموك.


قوات النظام السوري، التي أحكمت سيطرتها على اليرموك بشكل كامل منذ سبتمبر/أيلول 2013، بعد أن تقدمت قوات المعارضة في الأحياء الجنوبية لدمشق، أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني ومقتل 97 لاجئا فلسطينا  من الجوع أغلبهم من النساء والأطفال، يبدو أن داعش دون أن يشعر اتفق وللمرة الأولى مع نظام بشار الأسد، فبالتزامن مع بدء غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم في سوريا أفاد تقرير صادر عن إحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة، التي تقوم بالتحقيق في جرائم الحرب في سوريا  أن تنظيم "داعش" منع وصول المساعدات الغذائية والطبية لآلاف الأشخاص فضلا عن قيامه بإخفاء مقاتليه وسط المدنيين باليرموك.



لماذا اليرموك الآن؟ 
لم يأت توقيت احتلال تنظيم داعش لليرموك بالصدفة، فقد سبقه هزائم لقوات التنظيم على جبهات مختلفة، فبعد أن خسر مدينة عين العرب/كوباني والتي كان يراهن عليها في استنزاف قدرات التحالف الدولي، والتي كانت تشكل له مركز قوى، نظرا لمتاخمتها للحدود التركية، مما يسهل استقطاب المناصرين له من أوروبا وضمهم إلى كنفه، وتلى ذلك افتقاده السيطرة على نواحي عديدة في محافظة الأنبار، حتى جاء ذبح المصريين في ليبيا  ليفتح التنظيم على نفسه نار سلاح الجو المصري، إضافة إلى الضربات التي تلقاها على الأرض من قوات فجر ليبيا بمدينة مصراتة.


وقبل أيام قليلة فقد التنظيم مدينة تكريت بالكامل، مركز محافظة صلاح الدين، بإعلان رئيس الوزراء العراقي تحليل المدينة بالكامل ورفع العلم العراقي على منشآت المدينة، كل هذا دفع التنظيم إلى محاولة تحقيق أي مكسب يذكر على أرض الواقع مستغلا وجود بعض العناصر المسلحة القليلة من تنظيم أكناف بيت المقدس وانسحاب قوات نظام الأسد. 


داخل اليرموك
ومن خلال حساب "ولاية دمشق" بتويتر، أقر التنظيم بأنه نفذ عمليات قتل ضد جنود مرتدين، بينما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لذبح بعض خصومه في مخيم اليرموك، وتحدثت مصادر من جبهة التحرير الفلسطينية عن مقتل أكثر من 20 شخصا وخطف العشرات، بينما لا تزال بعض العائلات تحاول الخروج من المخيم "وسط انتشار القناصة في الشوارع".



مناصرة الكفر 
إضافة إلى الحصار الذي يفرضه التنظيم على المخيم، عمل على منع الفلسطينيين من الوصول إلى نقطة توزيع المساعدات الأسبوعية المقدمة بالتعاون بين الحكومة السورية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا".


وأفادت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في بيان أن "الاشتباكات العنيفة الدائرة بين التنظيمات الإرهابية التى تحتل المخيم حالت ولليوم الثالث على التوالى دون وصول الأهالي إلى موقع التوزيع لحصولهم على المساعدات الغذائية والصحية التي حرصت حكومة الجمهورية العربية السورية و”الأونروا” على تقديمها بشكل مستمر إليهم للتخفيف من معاناتهم ومحنتهم بالرغم من عمليات القتل والنهب والتشريد التي تقوم بها تلك التنظيمات في المخيم وإطلاقها لقذائف الهاون ورصاص القنص على مواقع ونقاط التوزيع".